الدكتور عبدالله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي التقيته في موسم الحج العام الماضي, كنت كلما ذهبت لأداء فريضة الحج تهفو نفسي للقائه, ولكن لم يقدر الله لي لقاءه. وعندما جاءتني دعوة الرحمن في العام الماضي دعوته أن ييسر لي سبل لقائه, خطر ببالي وأنا في رحلة البحث عن ترتيب لقاء مع الدكتور التركي اسم الدكتور حمدان الغامدي, ويعمل مدير العلاقات والإعلام في الرابطة, وحصل علي الدكتوراه في الإعلام من جامعة القاهرة, ويحب مصر وأهلها حبا جما. اتصلت به ورتب لي لقاء مع الأمين العام نشر في الأهرام المسائي عقب عودتي من رحلة الحج, عندما جلست إلي الدكتور عبدالله التركي شاهدت في وجهه سماحة ونور نضرة النعيم, فقلت له: فضيلة الدكتور.. إن المولي عز وجل يقول في محكم آياته لهم البشري في الحياة الدنيا والآخرة صدق الله العظيم, وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء. إن أصحاب الوجوه النضرة في الآخرة لابد أن يضفي الله علي وجوههم نضرة النعيم في الدنيا, وهاأنذا أري في وجهك هذه النضرة, فرد الرجل شاكرا بتواضع العلماء داعيا الله أن يكون منهم, وبالرغم من أنه تجاوز الخامسة والستين من عمره, فإنك تري فيه حيوية ونشاطا وروح الشباب. يحدثك بصوت خفيض, ولسان عربي مبين, همه الأكبر هو الجاليات الإسلامية في أرجاء المعمورة, حتي لو كانت أسرة واحدة في أقصي بقاع الأرض, فعندما علم بأن هناك أسرة مسلمة في سيبيريا سارع بمد يد العون لها وأقام مسجدا هناك, ولا ينسي أبدا المستضعفين في الفلبين والصين يرسل إليهم رسله, ويلبي مطالبهم حتي يشعروا بالعزة لانتمائهم للإسلام, ولا يألو جهدا في حماية المقدسات الإسلامية في القدسالمحتلة من خلال تعاون الرابطة مع الأممالمتحدة ومفوضيتها لرعاية شئون اللاجئين في فلسطين. ولا يسعني في هذا المقال سرد مناقب هذا الرجل الذي يعمل في صمت, ناذرا جهده لله ورسوله, لا يريد جزاء ولا شكورا من العباد. أكتب هذه الكلمات التي لا توفي هذا العالم حقه بمناسبة قرار الهيئة التأسيسية للرابطة التجديد له خمس سنوات مقبلة كأمين عام لرابطة العالم الإسلامي... وفق الله الدكتور عبدالله التركي, وسدد جهوده لخدمة الإسلام والمسلمين.