الجمال هبة من الله دائما ما يكون سببا في سعادة وهناء النساء, حيث تنهال عليها الكلمات المعسولة والهمسات لينتهي فصل المسرحية باختيارها للزوج الذي تراه مناسبا لها. لكن هذه المرة كان جمال المرأة وحسنها سببا في وقوعها في شباك غرام لواء سابق بأمن الدولة المنحل بدأت قصتها مع الزوج الكهل بعش بسيط والحياة الهنيئة لكنها انتهت بعلاقة غير شرعية وكابوس مخيف ليكون المشهد الأخير من المسرحية أمام النائب العام. فقد تجرد لواء سابق بجهاز أمن الدولة المنحل من المشاعر الإنسانية في واقعة غير مسبوقة لم تشهدها صفحات الصحف فهي لم تقع أحداثها كما يتصور القاريء في أحد المعتقلات, أثناء انتهاكه لحقوق الإنسان وتعذيب المعتقلين سياسيا بل برع أيضا في حقل تعذيب النساء حتي زوجته, ومعاشرتها بعد ما طلقها بالثلاثة بدون علمها ليقضي معها شهور الحرام ويستبدل بالطيب الخبيث. اللواء السابق في العقد السادس من العمر كانت حياته مستقرة لا تشهد جديدا فالروتين هو الصفة الملازمة لحياته, تزوج من موظفة كانت تعمل بذات الإدارة التي يعمل بها بوزارة الداخلية, زواج صالونات كان أقسي ما يحلم به أن تنجب له طفلا يحمل اسمه ويلتحق بكلية الشرطة ليقال ان هذا الشبل من ذاك الأسد, وبالفعل أنجب منها ولدا وكبر حتي التحق بكلية الشرطة. استطاعت منذ اللحظة الأولي أن تستحوذ علي اهتمامه فجمالها كان أقوي من أن يقاومه, انها زوجته الثانية البالغة من العمر38 عاما التي تزوجها منذ10 شهور والتي تعمل أيضا بوزارة الداخلية حيث تعرف عليها فعرض عليها الزواج العرفي لكنها رفضت وطلبت منه مساواتها بزوجته الأولي ويتزوجها زواجا شرعيا. وبالفعل لبي لها مطلبها وتزوج منها شرعيا وعاش معها في أزهي حالات الفرح والسرور, بعدما جمع عش الزوجية باحدي الشقق الراقية بمنطقة القاهرةالجديدة بينه وبين التي دق قلبه لها منذ النظرة الأولي التي كان لها عامل السحر في نفسه, وأيقن أنه سيقضي فترة كهولته معها في سعادة غامرة غير أن دوام الحال من المحال فسرعان ما عرفت الخلافات الزوجية طريقها إلي العش الصغير, وعايرته الزوجة الشابة بكبر سنه فقرر كسر كرامتها وكبريائها, بحيلة شيطانية تمثلت في تطليقها سرا ثلاث طلقات بدون علمها وارسل قسيمة الطلاق علي عنوان وهمي, وبهذه الطريقة يكون قد طبق المثل القائل بضرب عصفورين بحجر واحد فهو يعيش متعته معها وينصاع لأوامر وتحكمات زوجته الأولي التي أصرت علي انهاء علاقته بالثانية. ظن ضابط أمن الدولة أنه بهذه الطريقة تخلص من صداع زوجته الأولي, غير أن كيد النسا كان له رأي آخر, حيث احتدم الصراع بين زوجتي اللواء السابق فعندما تيقنت الزوجة الأولي بأن زوجها قام بتطليق ضرتها لكنه يعاشرها معاشرة الأزواج في الحرام, قررت أن تكسر أنف هذه الزوجة, واستدعت حسها الشرطي والبوليسي فاستعانت بمصادرها للتأكد من الواقعة وفور تأكدها قامت بالاتصال بالزوجة الثانية, وعايرتها بعيشتها الحرام مع زوجها, غير انها لم تكترث لحديثها واعتبرته نوعا من الحقد, لكن الأولي أقنعتها بالذهاب إلي مأذون بمدينة نصر, كي تتأكد من صحة كلامها لتكتشف الثانية الطامة الكبري التي وقعت علي رأسها كالصاعقة! لم تصدق الزوجة الثانية أن الخسة والندالة قد تصل بزوج أن يرتضي لنفسه بالعيش الحرام فجلست مع نفسها في لحظة لترتيب الأمور وقررت أن تدافع عن حقها ولا تخشي بطش وسطوة زوجها, فاسرعت بالبحث عن قسائم الطلاق الثلاث من مأذون بمدينة نصر حتي حصلت عليها وقدمت بلاغا للنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود, تتهم فيه زوجها باغتصابها وأحال النائب العام القضية إلي محمد جمال وكيل أول نيابة القاهرةالجديدة, الذي استمع لأقوالها بعد الاطلاع علي قسيمة الطلاق التي احضرتها وطلب تحريات إدارة البحث الجنائي حول الواقعة, وكلف إدارة البحث الجنائي بالوزارة بالتحري عن صحة الواقعة واستدعاء المأذون الذي حرر عقد الطلاق.