شهدت باكستان أمس عمليتين انتحاريتين في شمال غرب البلاد, وهجوما علي القنصلية الأمريكية في بيشاور تبنته حركة طالبان واعتداء خلف41 قتيلا اثناء تجمع سياسي. وقد تبني الهجوم علي القنصلية الأمريكية متحدث باسم حركة طالبان باكستان المرتبطة بتنظيم القاعدة والمسئولة عن موجة عمليات انتحارية وهجمات مسلحة اوقعت نحو3200 قتيل في سائر انحاء البلاد منذ نحو عامين ونصف العام. وفي تيمارقاره باقليم دير السفلي في وادي سوات فجر انتحاري قنبلته امام منصة اثناء تجمع في الهواء الطلق لحزب عوامي الوطني, وهو حركة سياسية علمانية تحظي بالغالبية في برلمان الولاية الشمالية الغربية الحدودية وترأس السلطة التنفيذية في بيشاور. وسقط ما لا يقل عن41 قتيلا واكثر من80 جريحا بحسب الشرطة في هذا الهجوم. وبعد ذلك بقليل حاول مهاجمون مدججون بالسلاح اقتحام القنصلية الأمريكية المحاطة بحراسة مشددة في حي عسكري في بيشاور كبري مدن شمال غرب باكستان. وفي البداية اقتحم انتحاري بسيارة وضعت فيها قنبلة زنتها30 كمج اول نقطة تفتيش علي بعد خمسين مترا من مبني القنصلية لفتح ممر بحسب قائد شرطة المدينة لياقات علي.وفجرت سيارة ثانية محشوة بالمتفجرات قرب الحاجز عند مدخل القنصلية وتبع ذلك تبادل اطلاق نار باسلحة رشاشة بين بقية المهاجمين وحراس الامن. ثم قتل مهاجمان راجلان فيما كانا يسعيان لشق طريق دون ان يكون لديهما متسع من الوقت لتفجير سترتيهما المحشوتين بالمتفجرات بحسب علي. واحصي وزير الاعلام في الولاية ميان افتخار حسين احد عشر قتيلا في الاجمال, خمسة من عناصر قوات الامن وستة مهاجمين. واعلنت سفارة الولاياتالمتحدة في اسلام اباد ان باكستانيين اثنين علي الاقل من حراس القنصلية قتلا بدون ان يعلم ما اذا كانا ضمن حصيلة الثمانية قتلي ام لا. ودانت في بيان هذا الهجوم وكذلك الهجوم في دير السفلي. وقال عزام طارق المتحدث باسم حركة طالبان في اتصال مع وكالة الأنباء الفرنسية من مكان مجهول,' نعلن مسئوليتنا عن الهجوم علي القنصلية الأمريكية في رد علي غارات الطائرات من دون طيار' الأمريكية. وقد أعرب البيت الابيض عن' قلقه العميق' اثر الهجوم الانتحاري الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بيشاور ودان هذا الهجوم. وأدانت الولاياتالمتحدة الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس علي القنصلية الأمريكية العامة في بيشاور. وأشار البيان إلي أن الهجوم سابق الإعداد والتنسيق شاركت فيه سيارة ملغومة وإرهابيون حاولوا دخول المبني باستخدام قنابل يدوية وإطلاق نيران أسلحتهم. واعتبر البيان أن هذا الهجوم, والهجوم الذي سبقه أمس في لوير دير والذي أدي إلي مقتل وإصابة عدد كبير, إنما يعكس اليأس الذي يستشعره الإرهابيون وهم يقابلون بالرفض من الناس في سائر أنحاء باكستان. وقد أدانت كاترين آشتون الممثلة السامية للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي الهجمات الانتحارية في باكستان والتي أسفرت عن العديد من القتلي والجرحي. وذكر بيان صدر بهذا الصدد أن الاتحاد الأوروبي يدين الهجمات في باكستان ويعرب عن أسفه لهذا العنف الذي يعتبر محاولة لتقويض الديمقراطية في باكستان والمنطقة علي نطاق أوسع.