[أصعب رحلة للمنتخب] عاش المنتخب الوطني الأول لكرة القدم واحدا من أصعب الأيام التي واجهته في أفريقيا ليس بسبب ظروف معروفة مسبقا بل لطول الرحلة التي وصل من خلالها إلي العاصمة الغينية كوناكري بعدما قضت البعثة24 ساعة سفرا من لحظة خروجها من القاهرة حتي حطت رحالها في كوناكري و ما شاب هذه الرحلة من تعب و إرهاق شديدين اصاب الجميع بما فيهم اللاعبون بحالة شديدة من الإرهاق و اعياء لدرجة ان بعضهم عجز عن السير علي قدميه بل وصل الأمر إلي أن الجهاز الفني قرر تخفيض الحمل التدريبي لأقصي درجة حتي لا يزيد من الصعوبات لدي لاعبيه و ظهر الأمريكي بوب برادلي في حالة شديدة من الاعياء بل و الاستياء و إن لم يعلن شكوته لأحد و كان مجهدا لدرجة ربما لم يتعرض لها في حياته فلأول مرة يحتاج كل هذا الوقت لينتقل بفريقه إلي مكان آخر سيلعب فيه.. و أكد أن الرحلة كانت صعبة جدا لكن ما باليد حيلة و سنتعامل مع الموقف في كل الأحوال. أما ضياء السيد المدرب العام للفريق فظهر مستاء لأقصي درجة و كان مشفقا علي اللاعبين الذين كانوا يتساقطون أمام عينيه و خشي من عدم قدرتهم علي لعب اللقاء المحدد له في السابعة من مساء غد بتوقيت القاهرة الخامسة بتوقيت كوناكري مع المنتخب الغيني. و قال ضياء السيد: ما حدث للاعبين شيء فظيع و اقصد اللاعبين تحديدا لأنهم من سيلعبون المباراة و سيكونون مطالبين بتحقيق نتيجة طيبة لمواصلة المشوار في تصفيات كأس العالم و المشكلة ليست في أجواء أفريقيا الحارة او الصعوبات المعتادة التي نواجهها فهذا أمر عادي.. و انا شخصيا معتاد عليه منذ ان كنت لاعبا و لكن المشكلة في الضغوط التي يتعرض لها الجهاز العصبي للاعبين الأمر الذي يؤثر علي قدرتهم في إتخاذ القرارات اثناء اللعب فإذا فقد اللاعب السيطرة علي جهازه العصبي هنا تكمن المشكلة.. إنني قلق جدا و لأول مرة اتعرض لرحلة طويلة بهذا الشكل لكن ما باليد حيلة لابد أن نتعامل مع الظروف المحيطة و سنحاول قدر الإمكان تجهيز اللاعبين فنيا فقط لأن بدنيا لا نستطيع فعل اي شيء آخر كل ما نريده أن يصل اللاعبون إلي حالة من الارتياح الشديد و الهدوء و التخلص من هذا الضغط النفسي و العصبي و البدني حتي يمتلكوا القدرة علي الأداء بشكل جيد خلال لقاء الغد. و كان المنتخب الوطني وصل إلي غينيا كوناكري بعد رحلة شاقة جدا فقد تحرك من القاهرة في الخامسة من صباح الخميس ليصل في نفس التوقيت من اليوم التالي إلي كوناكري و بمجرد وصول البعثة ليلا إلي العاصمة الغينية كان في انتظارها طاقم السفارة المصرية بالكامل في غينيا بقيادة السفير بهاء موافي الذي بذل جهدا كبيرا حتي يخفف عن البعثة كلها عناء السفر و المشقة و معه محمد عبد العال الملحق الإداري و مسئول الشئون المالية بالسفارة و عصام محمد عثمان الملحق الإداري و باقي المجموعة و ظلوا مع الفريق حتي الساعات الأولي من يوم امس الجمعة و هم مشفقون علي الجميع من طول الرحلة و مشقة السفر لكن كان أول ما واجه البعثة التي وصلت في الثانية و النصف صباحا بتوقيت كوناكري هو درجة الحرارة العالية و السخونة الرهيبة التي واجهت الجميع و الرطوبة المرتفعة بمجرد الخروج من باب الطائرة و شعرنا جميعا و كأن الشمس تقترب من رءوسنا رغم أننا بالليل و كان الجميع يتصببون عرقا و سيطرت حالة من الزهق و التوتر علي معظم البعثة لكن تم إنهاء الإجراءات بسهولة و يسر و لاقت البعثة معاملة خاصة من قبل جهات المطار في كوناكري و خرجت من باب كبار المسئولين رغم تواضعه و بساطته لكنه نوع من الاهتمام المميز الذي اشعر الجميع بالارتياح و خفف عليهم بعض من صعوبات الرحلة.. و كانت السفارة أعدت كل شيء قبل الوصول من حجز الإقامة و التنقلات و ما تحتاجه البعثة و تم إنهاء بعض الإجراءات الخاصة بهدوء و بمجرد أن تسلم كل لاعب حجرته حتي راح في نوم عميق و لم يستيقظ احد إلا عند صلاة الجمعة بصعوبة تحت ستارة من التعب و شد في العضلات و عدم القدرة علي الحركة بشكل يسير لكن مع الوقت بدأت الأمور تعود إلي وضعها الطبيعي و عاد اللاعبون إلي حجراتهم مرة أخري و ناموا قليلا قبل ان يؤدوا أول مران لهم في العاصمة كوناكري التي تكسوها الخضرة رغم بساطة مبانيها و شدة جوها الحار و رطوبتها العالية و المثير ان رجال السفارة اخبروا الجميع ان هذا الجو عادي بل أن البلد في فصل الشتاء.