كشفت نتائج الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية عن أن الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة, حصل علي المركز الأول تصويتيا في13 محافظة من أصل27 محافظة مقابل كتلة تصويتية للفريق أحمد شفيق في محافظات الوجه البحري مثل الشرقية والقليوبية والمنوفية و الدقهلية والغربية ذات الكتل التصويتية الضخمة, حيث حصل فيها علي3 ملايين صوت, بالإضافة إلي محافظة الأقصر. وكشفت النتائج التي عرضها الباحث محمد رمضان لمؤتمر المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية أمس إن الوجود الإخواني في الصعيد ليس أقل منه في الوجه البحري, وحدوث تراجع لدعم للإخوان في الوجه البحري خاصة في المناطق التي شهدت صعود شفيق وصباحي حيث جاءت الكتلة التصويتية الأكبر في محافظات الصعيد لصالحه. وأوضح الباحث أن شفيق وصل إلي جولة الإعادة بأصوات محافظات الوجه البحري, حيث تفوق علي مرسي بواقع مليون صوت في محافظات البحري مما يعني اعتماد شفيق علي دعم وحشد العائلات الكبيرة ونفوذ رجال الحزب الوطني المنحل بشكل أساسي. وأوضح انه بالنسبة لصباحي, احتل المركز الأول في خمس محافظات( القاهرة, الإسكندرية, كفر الشيخ, بورسعيد, البحر الأحمر) وحصوله علي أعلي الأصوات في القاهرةوالإسكندرية وهو ما يعني قدرته علي الوصول إلي قاعدة كبيرة في مراكز ذات كتل تصويتية ضخمة, لكن ذلك تركز في هاتين المحافظتين فقط, بالإضافة إلي مسقط رأسه في محافظة كفر الشيخ, في حين لم ينجح صباحي في الحصول علي اصوات محافظات الصعيد, حيث حصل منها علي400 ألف صوت فقط. وأشار إلي غياب اعمال العنف والبلطجة بسبب إحكام القبضة الأمنية من قبل القوات المسلحة والشرطة المسئولة عن تأمين عملية الانتخابات والتأثير علي حرية اختيار الناخبين من خلال التركيز علي ملف الأمن وطرحه بشدة, مع افتراض سيناريوهات تهدد الأمن والاستقرار في المجتمع المصري. وقال الباحث إن العملية الانتخابية شهدت عددا من الايجابيات منها حرص المواطنين علي المشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم لاحساسهم بأهمية المشاركة وتوافر معايير الشفافية والنزاهة في الانتخابات رغم وجود بعض التجاوزات واختفاء حالة التزوير والتسويد الفجة لبطاقات الاقتراع وتزييف إرادة الناخبين, ولم تسجل هذه الانتخابات سوي حالات محدودة وشكاوي فردية لا تؤثر بصورة عامة علي نزاهة الانتخابات والشفافية في إجراءات الفرز وإعلان النتائج النهائية للجولة الأولي, والتزام اللجان الفرعية بعدم منع مندوبي المرشحين والمراقبين من حضورها, بالإضافة إلي تراجع تدخل الأجهزة التنفيذية, وعلي رأسها وزارة الداخلية وأجهزة الأمن والجهاز الإداري للدولة في العملية الانتخابية, وإلتزام أجهزة الأمن والمحليات في هذه الانتخابات بالحياد النسبي العلني. كما تضمنت ايجابيات الجولة الأولي زيادة مشاركة السيدات في العملية الانتخابية واكتفاء قوات الجيش والشرطة بدور حاسم في تأمين اللجان الانتخابية فكان التأمين العسكري والشرطي الجيد والمنظم لعملية الانتخابات, بينما قل دورهم في التصدي لتجاوزات مندوبي المرشحين في الدعاية الانتخابية أمام اللجان. وحول السلبيات, أشار إلي ارتفاع نسبة الكتلة الصامتة والناخبين الذين لم يحددوا مواقفهم حتي عند وصولهم لمراكز الاقتراع, وسهولة التأثير عليهم, وإحجام نسبة من الكتلة الصامتة غير لمنتمية للأحزاب عن المشاركة في الانتخابات.وتضمنت سلبيات الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية انقساما شديدا في تصويت الناخبين المنتمين للتيار الديني والتيار الليبرالي وتيار الثورة, وتفتت أصواتهم بين باقي المرشحين واستخدام عاملي الدين والمال في التأثير علي توجهات الناخبين وحملات شراء الأصوات من قبل بعض المرشحين تراوح الصوت بين50 و300 جنيه.