أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر أن الأزهر يتفق مع جميع القوي السياسية والحزبية والائتلافات الثورية علي ضرورة الحفاظ علي المادة الثانية للدستور التي تنص علي أن دين الدولة هو الإسلام وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. وشدد فضيلته علي أن الأزهر لا ينظر إلي الشريعة من منظور سياسي أو حزبي كما ينظر البعض ولكنه يجسدها من خلال روح الشرع وعظمته. وأضاف خلال استقباله لسفيرة هولندا بالقاهرة سوزان بلانكهارت أن الدستور القادم سيضيف إلي هذه المادة عبارة أن لغير المسلمين الاحتكام إلي شرائعهم في مجال الأحوال الشخصية مصداقا لقوله تعالي وليحكم أهل الإنجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون المائدة الآية47 وحول سؤال عن أهمية تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع الظروف والأحوال كما يري البعض ؟ أجاب شيخ الأزهر بأن روح الشريعة الإسلامية تقتضي أن يهيئ للناس الظروف المعيشية والحياتية الكريمة قبل البدء في تطبيق أحكامها. وأوضح أن قضيتنا الان هي تحقيق العدالة والديمقراطية والحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان وعلي رأسها حقوق المواطنة مؤكدا أن معركتنا الحقيقية الآن هي إصلاح الاقتصاد والتعليم وتوفير الرعاية الصحية للمواطنين. وحول سؤال السفيرة عن تخوف البعض من تدهور مكانة المرأة بعد الحقوق التي اكتسبتها ؟ أجاب إن الأزهر هو الحارس الأمين علي روح الإسلام ووسطيته واعتداله والمعبر عن نبض الشعب المصري حيث تمثل المرأة أهم شريحة في المجتمع ولأهميتها سيصدر عن الأزهر قريبا وثيقة تحدد الحقوق والواجبات التي كفلها لها الشرع وصانها بصورة لم تتحقق في أي قانون آخر علي مستوي العالم حتي نحمي المرأة من أفكار غلاة المتشددين ومن إفراط المتساهلين. وذكرت السفيرة أن التشدد لا دين له ولا وطن له فعندنا في هولندا حزب سياسي يحرم المرأة من أبسط حقوقها وهو حق الترشح للبرلمان قائلةإن هولندا تعاني أيضا من غلاة المتشددين وخير شاهد علي ذلك الذين أساءوا إلي الإسلام بهدف الظهور الإعلامي وان الرد الأمثل عليهم هو تجاهلهم. من ناحية أخري بحث الدكتور احمد الطيب والدكتور ميشائيل هارمز مدير الهيئة الألمانية للتبادل العلمي والثقافي أوجه وبرامج التعاون العلمي والثقافي والبحثي بين الأزهر الشريف والهيئة الألمانية- في مجالات المنح والبعثات في العلوم الإسلامية والإنسانية والتجريبية بغية اكتساب الطلاب للمهارات التقنية ومناهج البحث الحديث واتفقا علي مزيد من التعاون ومزيد من المنح وتوسيع مجالات العمل المشترك من بداية العام الدراسي القادم. وأبدي الطيب استعداد الأزهر لاستقبال الطلاب الألمان لتعليمهم اللغة العربية بمركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها موضحا أن تعلم اللغة العربية للطلاب الوافدين أصبح أمرا مهما لما يمكن أن يسهم في تحقيق الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام ومبادئه السمحة وكذلك تعلم اللغات الاخري لنشر سماحة الإسلام والتعرف علي ثقافة الآخرين اثراءا للمبادئ والقيم الإنسانية المشتركة.