أكد الرئيس السوداني عمر البشير استمرار التعبئة والاستنفار ضد أي محاولات إعتداء علي الاراضي السودانية حتي يتم تطهيرها من بقايا الجيش الشعبي في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وأي حركات متمردة تدعمها حكومة جنوب السودان. جاء ذلك خلال تفقد البشير أمس منطقة هجليج بعد تحريرها وطرد فلول جيش الحركة الشعبية منها, مؤكدا أن العداء ليس مع المواطن الجنوبي ولكن مع الحركة الشعبية التي أساءت للعلاقات التاريخية بين الشعبين. وتابع الرئيس السوداني قائلا: إن الأرض السودانية بحدودها القديمة لن تسعنا والحركة الشعبية, وعلي أحدنا أن يذهب, موضحا أن حكومة دولة الجنوب وعلي رأسها سلفاكير وباقان لا يهتمون بمواطني دولتهم, وأنهم يرسلون أبناءهم وعوائلهم يعيشون بالخارج ويتلقون تعليمهم في أمريكا واستراليا بينما يبعثون أبناء شعب الجنوب إلي أتون الحرب والقتال ضد السودان واستهداف مقدراته الاقتصادية. وقال البشير: سنقاتلهم حتي يتحرر المواطن الجنوبي من الحركة الشعبية, مشيرا إلي أن المناطق التي دارت فيها العمليات شهدت أكثر من خمس معارك ضارية أكدت شراسة الجيش السوداني. وفي السياق نفسه, أحال أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان السوداني أمس مشروع قانون عن رد العدوان ومحاسبة حكومة دولة الجنوب إلي اللجان المختصة لدراسته وتقديم بيان بشأنه. ووصف الطاهر مشروع القانون بأنه خطوة عملية من جانب الهيئة التشريعية القومية للمساهمة في ضبط الأحوال العامة بالسودان وضبط التعامل مع الحركة الشعبية وفق القانون. وتعهد بأن يضطلع البرلمان بدوره كاملا في هذه المرحلة, معلنا أن البرلمان سيظل في حالة انعقاد دائم لمتابعة المعركة. وقال الطاهر إن معركة هجليج نقطة تحول في قضية الدفاع عن البلاد وجمع صفها, مؤكدا أن هجليج ستتلوها معارك أخري لاستكمال النصر وزوال ما وصفه ب الخطر الكبير. ومن جانبها, أدانت فرنسا عملية القصف التي شنتها القوات المسلحة السودانية أمس علي مدينة بانتيو في جنوب السودان بعد ثلاثة أيام من انتهاء القتال في بلدة هجليج والاعلان من قبل حكومة جنوب السودان عن الانسحاب منها. وقال برنار فاليرو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحفي أمس إن الاعتداء علي أراضي جنوب السودان أمر غير مقبول ويهدد بمزيد من التدهور في الوضع بين البلدين. وأعرب المتحدث عن قلق بلاده إزاء مصير المدنيين الذين أجبروا بالالاف علي الفرار من هجليج وفقا للمنظمات الإنسانية, مطالبا بالوقف الفوري للأعمال العدائية وإنهاء عمليات القصف. وحثت موسكو كلا من الخرطوم وجوبا علي اتخاذ خطوات جديدة لتنفيذ مطالب مجلس الامن الدولي بحذافيرها, داعية الطرفين إلي عمل كل ما في وسعهما لتجنب النزاع المسلح.