لاتتوقف معاناة اهالي مدينة إسنا بمحافظة الأقصر عند البوتاجاز ونقص مواد الوقود والأسمدة فقط, ولكن تعدتها إلي الصحة حيث يعانون اشد المعاناة من عدم توافر الامكانات داخل المستشفي المركزي الملاذ الوحيد للبسطاء في هذا المجتمع الفقير. ونظرا لحاجة المواطنين الفقراء للعلاج المجاني يتوافد عليه المئات من المواطنين فلايجدون علاجا أو دواء بسبب ضعف الامكانات منذ أكثر من14 عاما توقفت خلالها أعمال تطويره وهو ما أكده رئيس المركز والمدينة. المؤسف انه وطوال هذه الفترة, تعددت شكاوي الأهالي من سوء الخدمة المقدمة التي لاتوجد علي الاطلاق بينما المسئولون عن الصحة في غفلة مما يحدث حولهم. في البداية يقول أحمد محمد حسن من أهالي اسنا, ان المستشفي المركزي هو الوحيد التي يتردد عليه المواطنون الفقراء أو اغلبهم من المزارعين وعمال اليومية البسطاء وغير القادرين علي تحمل نفقات العلاج المرتفعة في الأقصر, بالاضافة إلي المعاناة من اعباء السفر, ويقول المواطنون يموتون يوميا بسبب نقص الامكانات في المستشفي غير المجهز لعلاج الحالات الخطيرة حيث يفتقر للأجهزة والادوية والغرف التي لاتصلح للحالات للآدمية, ويواصل رغم ذلك فإن المواطن الفقير يلجأ إليها نظرا لعدم توافر البديل. وتضيف سعدة يوسف احدي المترددات علي المستشفي بأنه خرابة وفي حالة يرثي لها ولايليق بآدمية الانسان فالأسرة متهالكة والغرف غير نظيفة والعلاج نشتريه من الخارج, وتطالب بالاهتمام به والانتهاء من تطويره, حتي يجد المواطن مكانا مناسبا للعلاج. ويشير أحمد السعدي موظف إلي ان الرقابة منعدمة تماما علي المستشفي المركزي, ولايعقل ان يستمر مسلسل الاهمال بصحة المواطن بهذا الشكل بعد الثورة التي رفعنا خلالها شعار لا للفساد ونعم للحرية والعدالة الاجتماعية, ويقول نتمني من المسئولين وعلي رأسهم الدكتور فؤاد النواوي وزير الصحة ان يهتموا بقطاع الصحة في الصعيد الذي ظل مهملا عن عمد من النظام السابق, كما يطالب اعضاء مجلسي الشعب والشوري والذي علي حد قوله لم يعد احد يراهم بعد النجاح, وكأنهم يعيدون سيناريو الحزب الوطني المنحل بتولي ملف صحة المواطن الفقير, في اسنا خاصة انه لايجد العلاج كما هو واضح داخل اكبر مراكز محافظة الأقصر. ومن جانبه اعترف اللواء حسين محمد علي رئيس مدينة اسنا بان عملية تطوير المستشفي المركزي قد تم اسنادها إلي احد المقاولين منذ عام1998 اي منذ14 عاما, وتم سحب العملية منه بسبب تقاعسه علي خلفية نقص الاعتمادات المالية, ثم عاد مرة اخري ولكن سرعان ما توقف مرة اخري, بسبب المستحقات المتأخرة, لدي وزارة الصحة, وأكد انه تم ارسال العديد من المذكرات ومخاطبة مديرية الصحة في الأقصر وحتي الآن وعلي مسئوليته لم نجد اي استجابة ولايزال العمل متوقفا بحجة نقص الاعتماد المالي من وزارة الصحة.