عاش ميدان التحرير يوما جديدا من أيام ثورته المباركة.. زحف مئات الآلاف إلي الميدان أمس للمشاركة في مليونية إنقاذ الثورة وتقرير المصير, وهزت هتافاتهم أرجاء مصر كلها: شدي حيلك يا بلد.. الحرية بتتولد.. ارفع راسك فوق انت مصري, وايد واحدة.. وعيش حرية عدالة اجتماعية. وقد اتفقت الحركات الثورية والتيارات الإسلامية التي شاركت في المليونية بالقاهرة والمحافظات علي منع ترشح الفلول لرئاسة الجمهورية المقررة في23 و24 مايو المقبل وسرعة تسليم السلطة من المجلس العسكري لإدارة مدنية منتخبة وتعديل المادة(28) من الإعلان الدستوري, في حين اختلف الطرفان علي سحب جماعة الإخوان المسلمين لمرشحها للرئاسة د. محمد مرسي والالتزام بالمعايير التي وضعتها القوي الثورية لتشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور. وخلافا لاتفاق المنظمين للمليونية علي سلمية التظاهرات وتجنب الصدام والهتافات المسيئة شهدت مليونية أمس اعتداء مجهولين علي اتوبيسات الإخوان التي أقلت المتظاهرين من المحافظات إلي التحرير, وهو ما أدانته حركة6 ابريل كما وقعت اشتباكات بسبب ترديد بعض الشباب هتاف: بيع الثورة يا بديع في إشارة إلي مرشد جماعة الإخوان. كما رفع بعض الشباب الأحذية أمام د. محمد البلتاجي أمين حزب الحرية والعدالة في القاهرة وعضو مجلس الشعب خلال مشاركته في المليونية بميدان التحرير. وبينما أكد الإخوان والسلفيون معاودة الاعتصام في التحرير في حال عدم استجابة المجلس الأعلي للقوات المسلحة لمطالب المليونية, قرر أنصار المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة حازم صلاح أبوإسماعيل الاعتصام في الميدان. وأعلن عدد من كبار علماء التيار السلفي وأنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل عن تشكيل لجنة تسمي إنقاذ مصر لمطالبة العسكري بالالتزام بتسليم السلطة وإلغاء المادة(28) من الإعلان الدستوري, كما أعلنوا عن تأسيس حزب الأمة المصرية لإتاحة الفرصة للشيخ للتحدث من خلاله في كل القضايا التي تدور في الشارع المصري ولمواجهة النظام البائد. وشهد التحرير الليلة الماضية انطلاق أكثر من مسيرة, حيث هتف نحو300 متظاهر من الجماعة الإسلامية إسلامية.. إسلامية بينما خرج شباب من حركة6 ابريل والاشتراكيين الثوريين والشباب المستقل في مسيرة إلي مبني ماسبيرو للمطالبة بتطهير الإعلام ورددوا هتافات يسقط يسقط حكم المرشد وبيع بيع الثورة يا بديع, وهو ما تسبب في وقوع اشتباكات بين الفريقين. وفي المقابل هتف شباب حزب الحرية والعدالة إيد واحدة وهو ما رفضه شباب القوي الثورية. أما شباب الألتراس وبعض أنصار الائتلافات الثورية والحركات الاحتجاجية, فرفعوا شعارات طنطاوي والمرشد إيد واحدة واثنين ما لهمش أمان.. العسكري والإخوان, في مسيرة انطلقت من ميدان طلعت حرب مرورا بميدان التحرير لتنتهي أمام مبني ماسبيرو. وكان التحرير قد شهد مظاهر مختلفة من الدعاية لمرشحي الرئاسة, حيث كانت أرض الميدان عبارة عن كرنفال يمتلئ بالأعلام والبوسترات, خاصة للدكتور محمد مرسي, مرشح الإخوان, والمرشح المستبعد حازم أبو إسماعيل, الذي قام أنصاره بطباعة تي شيرتات عليها صورته بالميدان.