بات مستقبل بلادنا علي المحك, ومن ثم فإنه يتعين علي كل مصري أن يفكر جديا قبل أن يدلي بصوته في انتخابات الرئاسة المقبلة. واعتقد أن هناك أربعة أسئلة يتعين علي كل منا أن يجيب عنها, قبل أن ندلي بالشهادة ونؤدي الأمانة أمام الله تعالي ثم الوطن. أولا هل من مصلحة سوق الاتصالات الخلوية في بلادنا أن تحتكره شركة واحدة, فيكون بمقدورها حينئذ تحديد شروط التعاقد وأسعار المكالمات وغيرها, أم أن وجود شركتين أو ثلاث تتنافس فيما بينها علي جذب رضا المستهلك من شأنه تحقيق فائدة للجميع؟. إذا كنت من مؤيدي التنافس الصحي والتدافع السياسي الذي يحقق مصلحة الوطن, فيتوجب عليك الان أن تفكر جديا في نتائج الانتخابات البرلمانية, إذ ربما تري أن التوازن المنشود يستوجب اختيارات معينة. ثانيا: سوف يرث الرئيس المقبل تركة ثقيلة من جراء فشل سياسات التنمية علي مدار ستين عاما بدرجات متفاوتة. ومن ثم, فانه لا ينبغي أبدا الانخداع بأي برامج انتخابية يغلب عليها الشق الدعائي علي حقائق الأمور, فيجب أن يسأل كل ناخب نفسه, هل تلك البرامج حقيقة أم خيال؟. هل يالإمكان حقا أن نتحول إلي تركيا أو ماليزيا في غضون سنوات قليلة؟. أم الأمر يتطلب أولا وقف التدهور وشد بنيان المجتمع علي أسس صحية, ريثما تتوافر إمكانات الانطلاق المنشود؟. ثالثا: السؤال الذي ينبغي التمحيص فيه كثيرا: هل هذا المرشح يستطيع أن يبلي بلاء حسنا أم لا؟..ثم هل أوتي هذا الرجل الخبرة اللازمة للمنصب عبر الاحتكاك الداخلي والخارجي, أخذا في الاعتبار أن بلادنا لا تتحمل خلال تلك الفترة التجربة والخطأ من قبل رئيس حديث العهد بالعمل السياسي؟. هل المصداقية جزء من تاريخ الرجل أم أنه يسعي للمنصب كمغنم يستهدف به صالحه الشخصي؟. بعد ذلك,يأتي السؤال المهم هل هذا الرئيس من القوة الشخصية بما يؤهله لتصحيح المعوج وإصلاح الفاسد, من خلال اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة ربما تنال من شعبيته أم أنه سيكون مهتزا يتعرض للأنواء ويخضع للأهواء في مجتمع ما فشئ ينتفض علي بعضه البعض ويعاني من مشكلات جمة؟. رابعا: يحسن التنبه إلي حقيقة أننا جزء من حلقات إقليمية ودولية مترابطة ومتقاطعة. فالرئيس المقبل سيتعين عليه, بالضرورة, بناء سياسة خارجية فاعلة أكثر نشاطا وأشد حراكا عما سلف تعيد لمصر قدرها علي الساحتين الإقليمية والدولية, ومن ثم فانه من المستحسن اختيار مرشح يحظي بقدر من القبول والمصداقية علي المستوي الخارجي مما يؤهله للشروع في البناء السريع والانطلاق الآمن, بدلا من اختيار مرشح يحتاج إلي وقت لتعزيز مصداقيته علي المستوي الدولي أو مرشح آخر يستثير مخاوف الدول الأخري بقي أن نقوم بتذكير بعضنا البعض أنه لا كهنوت ولا رهبانية في الإسلام, ومن ثم, فلا توجد أية جهة أو جماعة مؤهلة لتصنيف البشر أو المرشحين ما بين إسلامي أو غير اسلامي!! فالاختيار ينبغي أن يكون قائما علي مواصفات المرشح وليس تصنيف الآخرين له. أكاديمي مصري