يجد سيد مفرا من الشجار كل ليلة مع شقيقته بسبب تأخرها خارج المنزل بعد أن شعر أنها بدأت تتمرد علي عادات أهالي المنطقة الشعبية من الفقراء التي لا تملك نساؤها وفتياتها غير عفتهن وطهارتهن وسمعتهن الحسنة أمام مجتمع غلبت الماديات والمصالح علي كل عاداته وتقاليده من حولهن. لم سيد شاب في العشرين يعمل في ورشة نجارة يقضي بها أغلب نهاره ويعود في بداية ليله يأكل ما يجده لدي والدته المسنة التي لا تملك من أمرها شيئا أمام فقر مدقع وظروف مالية خانقة, فماذا تفعل وليس لها مصدر رزق سوي ما يتقاضاه ابنها الوحيد نظير عمله الشاق. اعتاد الشاب الجلوس بين أصدقائه علي المقهي القريب من منزله ويقضي به حوالي ساعتين أو ثلاث حسب جو القعدة الذي كثيرا ما يكون خفيفا بخفة ظل صديقه سمير الذي لا يترك شيئا إلا وتندر عليه حتي النادل الذي يأتي لهما بالمشروبات ونار الشيشة لم يتركه في حاله وهكذا كان الفتي سيد راضيا قانعا بحياته البائسة. وفي احدي الليالي التقطت اذنا سيد كلاما جارحا ينال من فتاة تسكن بالقرب من المقهي وكان الراوي يتحدث عن تلك الفتاة واصفا جمالها وملبسها كما لو أنه كان معها منذ دقائق وسقطت كلمات الراوي علي سيد كالمطرقة علي رأسه بعد أن شعر بأن تلك الصفات تنطبق علي شقيقته التي كان دائم الشجار معها ويملؤه الشك من ناحيتها لتصرفاتها المريبة. عاد سيد إلي منزله وهموم الدنيا كلها فوق رأسه وكأنه يحمل جبلا من الجليد تمني أن يذوب بعد أن دخل المطبخ وأشعل الموقد لكي يسخن المياه لعمل الشاي الذي في أول رشفة تناولها من الكوب كانت علقما مرا في فمه ترك علي أثرها الكوب ودخل غرفته لكي ينام ولكن هيهات للنوم أن يأتي لمشغول البال مثله. في صباح الليلة التي مرت عليه كالدهر لم يتوجه سيد إلي الورشة بل ربض في نهاية الشارع وكمن لشقيقته لكي يراقبها وبعد يومين من التجسس والتنصت علي همساتها في الشارع والمنزل اكتشف أن شقيقته علي علاقة بشاب من منطقة مجاورة. جن جنون الفتي وأخبر والدته بالأمر وقامت هي بدورها بتهدئته إلي حين أن تأتي شقيقته لتواجهها أمامه وهو ما أخذ به سيد وظل رابط الجأش حتي أتت الفتاة وبمجرد دخولها المنزل أمسك بتلابيبها وظل يدفعها إلي أقرب حائط وحاولت هي التخلص منه إلا انها فشلت. حاولت الأم إبعاده عن فعلته التي قد تقوده إلي السجن وهو ابنها الوحيد ولكن الشاب ظل ثائرا رغم كل ما قالته له شقيقته بانها بريئة وشريفة ولم يمسسها أحد بسوء ولكنه أغلق اذنيه وظل ممسكا بها وبكل قوته دفعها علي سرير حديدي سقطت عليه بجسدها وارتطم رأسها بحامل السرير الحديدي لتصاب بجرح غائر وكسور في الجمجمة وتلفظ أنفاسها الأخيرة علي السرير. صرخت الأم وحاولت افاقة ابنتها, دون جدوي وانهار سيد أمام مشهد لم يتوقعه وظل يصرخ وخشيت الأم أن يضيع نجلها كما ضاعت ابنتها فاخبرت رجال المباحث فور حضورهم بان نجلتها كانت نائمة وعندما أتت لتوقظها اكتشفت موتها. ولكن باستدعاء رجال الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي علي الفتاة اكتشفوا اصابتها بجرح غائر بالرأس وكسور في الجمجمة. وعلي الفور القت مباحث عين شمس القبض علي سيد وبمواجهته أمام اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة اعترف بارتكابه للواقعة وانه كان اكتشف قيامها بمصادقة أحد الأشخاص وعاشرته دون زواج رسمي وهو ما دفعه إلي ضربها تأديبا لها علي فعلتها ولكنها لقيت حتفها علي يديه. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي أمرت بحبسه4 أيام جددها قاضي المعارضات15 يوما علي ذمة التحقيق