علي الرغم من الجهود الدولية التي تبذلها الدول المختلفة لمواجهة ازمة البطالة في العالم الا ان منظمة العمل الدولية رصدت تزايدا كبيرا في عدد العاطلين عن العمل في جميع انحاء العالم حيث بلغ200 مليون شخص, بزيادة قدرها27 مليون عاطل مقارنة بفترة ما قبل حدوث الأزمة المالية. وصرح المدير العام لمنظمة العمل الدولية خوان سوما فيا, بأنه في ثلاثة أرباع البلدان ال82 المتوفر عنها معلومات, يزداد تشاؤم غالبية الافراد بشأن افاق نوعية الحياة ومعايير العيش حيث بلغ عدد العمال في قطاع العمالة الهشة نحو1.5 مليار شخص أي نصف عدد اليد العاملة عالميا, كما ارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون علي أقل من دولارين في اليوم الواحد إلي1.2 مليار شخص. وحذر سوما فيا من أن انخفاض نمو الاجور العالمي إلي النصف سيؤدي للحد من ارتفاع الإنتاجية, كما أشار إلي أن الطبقة الوسطي تكاد تتلاشي مع توسع الفجوة بين الفئة العليا التي تمثل10% من سكان العالم والفئة الدنيا التي تمثل90% منهم. وأفادت هيئة الإحصاء الفيدرالية الروسية أن عدد العاطلين عن العمل في روسيا بلغ4 ملايين و900 الف شخص في يناير2012 مما يشكل6.6 بالمائة من عدد السكان القادرين علي العمل( أو الفاعلين اقتصاديا). وذكرت وكالة( شينخوا) نقلا عن تقرير الأمم أن الأممالمتحدة اعربت عن قلقها العميق من مغبة انتشار معدلات البطالة بين الشباب في جميع انحاء العالم مطالبة بزيادة الاستثمارات لمكافحة تلك الظاهرة. وأوضح تقرير الأممالمتحدة حول الشباب أن معدلات البطالة بين الشباب شهدت ارتفاعا قياسيا في أعقاب الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية حيث أصبحت البطالة بين الشباب هي الاعلي منذ فترة طويلة. ويشير التقرير الأممي إلي أن هذا المعدل شهد زيادة سنوية اكبر في العام2009 وصولا الي75.8 مليون شاب عاطل عن العمل كما بلغت نسبة البطالة بين الشباب12.6 بالمائة في العام2010 بينما كانت بين البالغين في حدود4.8 بالمائة خلال العام ذاته. وتشير استطلاعات للرأي أجرتها الاممالمتحدة بين مجموعات من الشباب من مختلف مناطق العالم الي وجود استغلال في بعض الدول لبطالة الشباب بعرض فرص عمل بأجور زهيدة للغاية. ويركز التقرير علي تداعيات تلك المشكلة في البلدان النامية التي تشكل نسبة87 بالمائة من العالم حيث يعاني الشباب غالبا ظروفا معيشية سيئة ويطمحون الي مستقبل أفضل وحياة كريمة لائقة. إلا أن التقرير يوضح ارتفاع نسبة البطالة بين المتعلمين في الدول النامية مما يحمل في طياته انعكاسات سلبية اجتماعية مثل هجرة الشباب من الريف الي المدن او الي الهجرة لبلدان من المفترض أن تعرض المزيد من فرص العمل مما يؤثر سلبا في التواصل العائلي وبناء المجتمعات المتكاملة واكدت دراسة لمنظمة العمل الدولية ان مجموعة العشرين ستشهد معدلات بطالة مرتفعة تصل الي40 مليون عاطل خلال عام2012 وقالت ارقام الدراسة انه يتعين علي مجموعة دول العشرين ان تعمل علي زيادة معدلات التوظيف بما يصل الي1.3% بدلا عن المعدلات الحالية البالغة1% فقط و ضخ الاستثمارات اللازمة لتوفير20 مليون وظيفة جديدة لتفادي تفشي البطالة علي نطاق واسع قبل حلول2015 م وهو العام الذي يمكن ان يكون عام ركود كبير.