هل انتهت الهدنة كما وصفت القوي الثورية العلاقة بين المجلس العسكري والاخوان المسلمين؟, وهل يقف هؤلاء المرتبطون بميدان التحرير ليشدوا أزر المجلس العسكري لضمان تمثيل أوسع للقوي المدنية أمام القوي الاسلامية؟ هل يتبادلون الادوار مع حكومة الجنزوري والمجلس العسكري فيدافع من كان يهاجم ويهاجم من كان يؤازر؟ ما هي استراتيجية وتكتيك القوي الثورية تجاه الموقف السياسي الراهن والمتعلق بدستور الثورة؟ كل تلك الاسئلة طرحتها الاهرام المسائي علي القوي الثورية وجاءت اجاباتهم محددة مواقفهم. البداية كانت مع خالد تليمة عضو ائتلاف شباب الثورة_ والذي أكد أن الخلاف أو الصدام الحادث بين جماعة الاخوان المسلمين و المجلس العسكري ما هو إلا مناقشة حول تفاصيل في إطار توافق وإتفاق تام حول انفرادهما بالبلاد. ويضيف تليمة أن الازمة تتعلق تحديدا بآمال الاخوان في مزيد من التوغل في مؤسسات الدولة بعد أم اصابتهم اغلبيتهم في المجالس التشريعية بالطمع وهو أمر جلي وواضح, أما من ناحية المجلس العسكري فخلافه أيضا حول تفاصيل وجوده بقوة أكبر دونما اقتسام أو تنازل للأغلبية التي كانت الوحيدة المؤازرة له ولسياسات إدارته للبلاد. وحول موقف الائتلاف من هذا الصدام قال تليمة أن الائتلاف يعي تماما حقيقة الصدام وبعده عن أهداف الثورة ولذلك لن ينجرف الي مؤازرة طرف دون الاخر ولكن سيظل موقفه السياسي وتحركاته الجماهيرية متوقفة ومتعلقة بتحقيق أهداف الثورة والتي يعتبر الدستور الجديد أحد أهم عناصرها, ولذلك سيسعي الائتلاف للدفع برفع حالة الرفض الشعبي لسيطرة الاخوان والسلفيين علي اللجنة التأسيسية للدستور حتي تسقط شرعيتها من الشعب وليس من قبل المجلس العسكري. أما هاني عبد الراضي_عضو قيادي بإتحاد الشباب الاشتراكي_ فيقول أن الخلاف بين العسكر والاخوان لا يشغل الاتحاد أو القوي الثورية لأنه كان متوقعا طالما ظل الطرفان ينفردان بالقرار السياسي والآليات والخطوات منذ تنحي مبارك الحادي عشر من فبراير الماضي, واستطرد هاني أن الشغل الشاغل للإتحاد وبقية القوي الثورية المنبثقة من الميدان هو صياغة دستور يمثل كل المصريين دونما انفراد قوي بعينها بإعداد بنوده ومواده بطريقة تشوه ملامح المستقبل وتصل بالثورة من مرحلة الاجهاض الي مرحلة الوفاة رسميا. أما حمادة الكاشف_ عضو اتحاد شباب الثورة_ فيقول أن الشعب الآن هو الفيصل وهو الوحيد الاقوي من كل القوي السياسية والثورية وحتي المجلس العسكري الذي يدير البلاد فملامح الصدام بين الاخوان والعسكري واضحة والتبدل المريب في العلاقة جعل المصريين أمام تفسير واضح وصريح لطبيعة العلاقة بينهما منذ الحادي عشر من فبراير, وأضاف الكاشف أن الصدام بين العسكري والاخوان اصبح أقرب الي عاركة في شارع بعد هوجة البيانات الصحفية والتصريحات وعروض اظهار الأنياب والعضلاتبينما الشعب يجلس في مقاعد المتفرجين. ويقول حسين البدري قيادي بحركة مينا دانيال إن دعوات الاخوان للنزول في مليونيات لإسقاط حكم العسكري أو حكومة الجنزوري أو حتي الدفاع عن شرعيتهم لن تلقي أي قبول لدي الشارع المصري خاصة بعد ان شاهدوا بأعينهم علي مدار عام وأكثر طبيعة العلاقة بين الاخوان والعسكر والتي كانت فيها الجماعة تصف الداعين لنزول المليونيات بمعطلي عجلة الانتاج والمخربين ورافضي الاستقرار. وأضاف البدري أن نزول الشعب لميدان التحرير وميادين مصر المختلفة لن يكون دفاعا عن طرف أو كيان أو تنظيم أو حتي المجلس العسكري لكنه سيكون نزولا واعيا لخطورة سيطرة أحدهم علي قيادة البلاد وصياغة الدستور الذي يشغل بال المصريين جميعا ولن تنجح استعطافات الاخوان أو استخدام السلفيين للعبارات والحديث المتدين في استقطاب الشعب وكذلك لن تنجح خطابات العسكري الاعلامية في استقطاب احد.