تواصلت أزمة نقص البنزين والسولار أمس بالمحافظات وأصابت مجالات الحياة بالشلل علي نحو يهدد بأن تخرج عن السيطرة.ففي أسيوط كشفت الأزمة عن تحمل الدولة خسائر مادية كبيرة بسبب قيام شركة أسيوط لتكرير البترول بالتعامل ببدائية في إنتاج بنزين80 الذي يكاد يكون قد اختفي من محطات الوقود بالمحافظة, حيث تضطر الشركة إلي استخدام بنزين95 الذي يتجاوز سعر اللتر منه جنيهين في السوق بخلاف الدعم لتقوم بإعادة تكريره بإضافة مادة النفتة الخام وتطرحه بالأسواق بسعر90 قرشا للتر وهو ما يستغرق الكثير من الوقت ويتسبب في تفاقم ظاهرة طوابير المواطنين والسيارات أمام محطات الوقود. وقال كيميائي داخل الشركة, رفض ذكر اسمه, إن المنظومة داخل الشركة متهالكة بدءا من الإدارة وانتهاء بالمعدات التي أصبحت في أمس الحاجة إلي التطوير والتحديث, ولا تستطيع الوفاء باحتياجات السوق من بنزين80 منذ أن تم منع استيراد مادة رابع أكسيد الرصاص المحرمة دوليا لكونها مادة سامة. وأكد محمد أحمد, موظف, أن هناك شللا تاما في حركة النقل داخل المحافظة, نافيا ما يردده المسئولون من ضخ أكثر من مليون لتر يوميا بأسيوط حيث إن الطوابير المزدحمة من المواطنين والسيارات أمام محطات الوقود دليل علي خطأ تلك التصريحات. وكشف عبدالعال سيد, مزارع, عن أن حالة من السخط تسيطر علي المزارعين لعدم القدرة علي ري الأراضي الزراعية الخاصة بهم التي تكاد تموت عطشا خاصة أن في هذا التوقيت من العام تتم زراعة محاصيل مثل الفول والحلبة والبرسيم التي تحتاج كميات كبيرة من المياه, فضلا عن اعتماد المزارعين علي الرية التمهيدية لمحاصيل القمح والعدس وهي أزمة تتفاقم نظرا لاختفاء السولار. وفي الإسماعيلية لا تزال أزمة البنزين والسولار مستمرة لليوم السادس علي التوالي حتي أمس ورغم الجهود المبذولة من جميع الجهات المعنية للقضاء عليها إلا أن اصطفاف العشرات من السيارات أمام محطات الوقود أصبح مشهدا طبيعيا للحصول علي هذه السلعة الضرورية التي اضطر البعض من المواطنين لإيقاف استخدام مركباتهم الخاصة حتي يبتعدوا عن العذاب الذي يتعرضون له للحصول علي البنزين أو السولار علي حد سواء. وقال أحمد فتوح مدير الرقابة التموينية بمديرية التموين بالإسماعيلية إنه يتوقع أن تحدث انفراجة خلال الأيام القليلة المقبلة بعد انتظام الهيئة العامة للبترول في ضخ الكميات وتوفيرها لمحطات الوقود بمختلف محافظات الجمهورية. وأوضح أن الحصة اليومية من بنزين80 تبلغ115 طنا والسولار443 طنا وهو معدل الاستهلاك الطبيعي لأبناء المحافظة لكن التزاحم علي محطات الوقود يرجع لسبب السيارات التي تأتي من محافظات شرق الدلتا والقناة وسيناء للبحث عن التموين لدينا. وأضاف أن رجال الشرطة والجيش يقدمون لنا الدعم اللازم في حماية محطات الوقود والتدخل لفض المشاجرات عند اللزوم وهذا يحقق الأمن والسلامة للمواطنين عند تموين سياراتهم. وأكد أن المعايير المالية والمنافذ الحدودية التي تقع في نطاق المحافظة موضوعة تحت الرقابة علي مدار الساعة وهناك غرفة عمليات بها خط ساخن(0643337511) تعمل علي مدار الساعة لتلقي الشكاوي والعمل علي حلها فورا. وأوضح أنه لا صحة لما يشاع عن غلق بعض محطات الوقود وأنها تعمل حسب السعة المقررة لها وعند انتهائها من حق أصحابها الذين يخضعون للرقابة التامة أن يعلقوا اللافتات التي تفيد بعدم وجود بنزين أو سولار لديهم لكن الكل ملتزم ونحن لا نتواني في عقاب المخالفين, مشيرا إلي أنه لا يوجد عجز في حصة السولار التي تعمل بها المخابز البلدية والأفرنجية وهناك متابعة يومية لتوفير الوقود اللازم لها حتي لا تتوقف وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية وحتي الآن لم تصلنا شكوي من أصحابها. وفي البحيرة, تم ضبط21 ألف لتر من البنزين والسولار قبل بيعها بالسوق السوداء. وفي البحر الأحمر, أعلن سعد الدين أمين سكرتير عام محافظة البحر الأحمر أن اللجنة الموسعة التي شكلها المحافظ محمود عاصم واللواء مصطفي بدير مدير أمن المنطقة للتحقيق في البلاغ الذي كان قد تلقاه سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب من أحد أعضاء المجلس عن المحافظة الذي يفيد بعثور الأخير علي كمية من المواد البترولية ملقاة علي جانب الطريق الدائري للغردقة ويحتمل أن أحد الأشخاص المشاركين في افتعال أزمة نقص السولار والبنزين قد قام بتفريغ حمولة سيارة من هذه المواد لإعطاء مزيد من الفرص للسوق السوداء وكانت النيابة قد قامت بمعاينة موقع البلاغ وشاهدت بالفعل مادة بترولية زيتية منسكبة علي الأرض ناتجة عن سكب وتفريغ إحدي السيارات لها وأنه تم أخذ عينات منها وارسال إحداها إلي احد المعامل المتخصصة بمحافظة السويس وأخري لمعمل القياسات بالغردقة لتحليلها وتحديد نوعية هذه المواد حيث إن فرع جهاز شئون البيئة أكد في تقريره المبدئي أن العينة تشير إلي احتمالية أن تكون هذه المواد عبارة عن نسبة من الزيوت والشحوم والكربون العضوي بما يصعب تحديد نوعية هذه المواد. وفي بني سويف أصبحت الطوابير موزعة علي كل محطات الوقود بالمحافظة بعد أن ظلت علي مدار أسبوعين أمام بعض المحطات بعينها بعد أن أغلقت معظم المحطات أبوابها بسبب الأزمة أمام السيارات وكانت تلك الطوابير تصل إلي5 كيلو مترات. كما عادت الكثير من المخابز لفتح أبوابها لبيع الخبز بعد أن أغلقت بسبب ندرة السولار وسادت حالة من الارتياح الحذر بين الأهالي بسبب انتشار التشكيلات الأمنية ومباحث التموين تساعدها اللجان الشعبية داخل محطات الوقود لتنظيم عمليات التداول ومنع الجراكن وفناطيس السوق السوداء من الدخول وقامت مديرية التموين باستخراج تصاريح لأصحاب الأفران والمزارعين للحصول علي السولار عن طريق الجراكن فقط, كما تم تخصيص محطة وقود شرق النيل بالمحافظة للإمداد السريع لسيارات الإسعاف والشرطة والنجدة وأيضا سيارات الوحدات الصحية المتنقلة. ومن جانبه أكد ممدوح غندور, مدير التموين والتجارة الداخلية بالمحافظة, أن شركات البترول أمدت المحافظة ب3 آلاف طن سولار, وهو ما يغطي احتياجاتها4 أيام كما قامت بضخ100 طن بنزين80 وأصبح العجز40% بعد أن كان80% أما بنزين90 و92 فأصبح متوافرا بجميع المحطات.