شنت الأحزاب الليبرالية والمستقلة هجوما حادا علي حزبي الحرية والعدالة والنور السلفي في طريقة اختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور, ووصفوا احتكار الأغلبية ب العوار والتمثيل السياسي, وقالوا إن الأغلبية مهمتها تقتصر فقط علي سن قوانين وتشكيل وزارات وليس وضع دساتير إيمانا بأن الدساتير لا تكون إلا بالتوافق وليس بالمغالبة أو المحاصصة السياسية التي تتخذها الأغلبية البرلمانية لتشكيل الجمعية التأسيسية. وقال الدكتور محمد كامل نائب رئيس حزب الوفد وعضو الهيئة البرلمانية كنا نتوقع أن تكون اختيارات حزب الأغلبية ستراعي مصلحة البلد علي أساس أن الدستور يوضع لمرة واحدة وليس لعدة مرات, مشيرا إلي أن الاختيارات لم تأت علي النحو الذي كنا نتمناه. أضاف كامل في تصريحات لالأهرام المسائي: أن حزب الوفد سيعقد اجتماعا للمكتب التنفيذي اليوم لتحديد قرار الاستمرار في المشاركة أو الانسحاب من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور. فيما أعلن حزب المصريين الأحرار انسحابه احتجاجا علي عدم ضمان إجراءات عملية اختيار ال50 عضوا من الشخصيات العامة والهيئات, وما تفقده من عدم وجود معايير حقيقية تعكس التمثيل الحقيقي لكل طوائف المجتمع, وقال الدكتور أحمد سعيد رئيس الحزب إن الأغلبية من حقها تشكيل وزارات وسن قوانين وليس وضع دساتير, واصفا الطريقة التي تم بها تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور بأنها عوار ومسرحية سياسية, واحتكار غير مقبول من جانب الأغلبية في البرلمان. أضاف سعيد: أنه طلب من الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس المجلس تأجيل التصويت لمدة أسبوع بهدف التوافق علي أسماء معينة باعتباره دستور مصر لكنه رفض, وقال إنه أرسل خطابا للمجلس الأعلي للقوات المسلحة طلب فيه توضيحا من المحكمة الدستورية العليا بشأن المادة(60) من الإعلان الدستوري لمعرفة مدي أحقية نواب البرلمان في انتخاب أنفسهم أو انتخاب شخصيات عامة من خارج البرلمان. بينما قررت الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الانسحاب من لجنة الدستور احتجاجا علي ما اعتبرته مسارا غير ديمقراطي وإقصائيا انتهجه حزب الحرية والعدالة منذ إصراره علي تمثيل البرلمان بغرفتيه في لجنة الدستور بنسبة50%, والإصرار علي تمثيل هزيل للأقباط والمرأة والمبدعين والنقابات العمالية والمهنية والقوي المدنية والديمقراطية, وقال الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب إن قوي التيار الإسلامي بذراعيه الإخوان والسلفيين يعدون العدة للانفراد بصياغة الدستور بصورة غير توافقية وبشكل يهدد الوحدة الوطنية. أضاف أبو الغار: أن المكتب التنفيذي والهيئة البرلمانية للحزب ستعقد اجتماعا اليوم لتدارس الأمر, علي أن يتم عقد اجتماع آخر مع أعضاء اللجنة المحتملين من القوي الديمقراطية والمدنية لاتخاذ موقف موحد. في غضون ذلك قال الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب إن تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور متوازن ويعبر عن كل الهيئات وكافة القوي السياسية, مشيرا إلي أن القوي التي تعترض وتهدد بالانسحاب من تأسيسية الدستور كانت ترغب في أن يكون لها مكان كبديل عن حزب الاغلبية. أضاف: نحن لا ندخل في جدل ليس له أي معني والبلد ستستكمل مسيرة الديمقراطية.