رقص قلب رضوان طربا بعد أن سمع كلمات الإطراء والثناء من والد الفتاة التي احبها واستطاعت أن تسلبه عقله ووجدانه والتي بدأ من أجلها الانتظام في العمل مع مقاول الأنفار. كان رضوان الشاب العشريني كثير التردد علي منزل الفتاة خاصة بعد أن أعلن أمام والدها وشقيقها الذي أصبح من أعز أصدقائه أنه يرغب في الارتباط والزواج منها بعد أن جمعهما الحب والعادات والتقاليد الواحدة حيث ينتمي رضوان وأسرة صديقه مغربي إلي محافظة المنيا في صعيد مصر. كان رضوان دائم التظاهر بالخجل والوقار أمام والد الفتاة وصديقه, وكانت بقايا التقاليد والعادات التي تحكم التصرفات الأسرية والعلاقات الاجتماعية في منطقة السلام التي يقطنها الصعايدة النازحون تتحكم في تحركات الفتيات والصبية لذا كان من بالغ الصعوبة أن ينفرد رضوان بحبيبته بالمنزل, ولذلك كان يتحجج بشراء الهدايا لكي يخرجا معا. وكان في كل مرة يخرجان فيها يتقرب إلي الفتاة حتي بدت علاقتهما معا في التقارب إلي الحد الذي كان يراهما أهالي وسكان المنطقة متشابكي الأيدي دون خجل. بدأ الجيران يتهامسون في موقف الفتاة هل هي مخطوبة أم مرتبطة أم سيعقد قرانها علي الشاب الصعيدي وبدأت الهمسات تصل إلي مسامع الأب والأسرة حتي بدأ الملل والسخط من موقف رضوان الذي تحجج كثيرا بأنه سيفاتح أهله في الأمر ولكنه ينتظر اللحظة الحاسمة وكان الرد دائما منه عند محاصرته من أسرة الفتاة حاضر هفاتح أهلي الأسبوع الجاي.. مرت الأيام والأسابيع دون رد وانقطع رضوان عن المنزل وإذا بالكارثة تحط علي رأس الأسرة. حيث فوجئ الجميع بما يردده رضوان عن ابنتهم وانه لن يجرؤ أحد علي خطبتها أو التقدم للزواج منها لأن الجميع يعرف انه يلتقي بها كثيرا ولن يرضي أي شاب لديه كرامة لنفسه أن يرتبط بفتاة كانت علي علاقة عاطفية به. كان مغربي أكثر أفراد الأسرة غضبا وسخطا علي أفعال صديقه الذي آمنه علي عرضه وأهله وبدأت نيران الغضب في الاشتعال وبدأ التخطيط الشيطاني يتحرك داخل عقله حتي توصل لخطة لكي ينتقم لشرفه من أعز أصدقائه الذي وجه له أكبر لطمة. بدأ مغربي في توصيل رسائل مودة عن طريق أحد الأصدقاء المشتركين بينهما وانه يتوق إلي سهرة ليلية مع صديقه رضوان في مكان هادئ يعودان فيها إلي أول ايام الصداقة, حيث كانا يتعاطيان الحشيش والبانجو معا علي ضوء القمر ويذهبان بعقليهما بعيدا تحت تأثير المخدر الذي يمسح الآلام والأحزان. تهللت أسارير رضوان بمجرد وصول رسالة الصلح له وعلي الفور لبي طلب صديقه وفي الليلة المرتقبة التقيا علي أحد المقاهي بمنطقة السلام وظلا لساعات يلعبان الدومينو حتي قاربت الساعة الواحدة والنصف وبدا الصقيع طيفا سائرا حولهما رغم أنهما أوقدا النيران بكمية كبيرة من بقايا فروع الأشجار الجافة علي جانبي مصرف للمياه وسط الزراعات. وفجأة أخرج مغربي مطواة من جيبه وانهال علي رقبة صديقه بها حتي لفظ أنفاسه وهو يردد ليه تقتلني يا صاحبي ده أنا هتجوز اختك, ويرد عليه مغربي بعد ايه ما خلاص سمعة أختي بقت في الطين, وفارق الشاب الحياة ثم قام الجاني بوضعه داخل جوال وهو يهرول لإخفاء جريمته ثم ألقي بجثة صديقه في المصرف لتغمرها المياه. وبعد مرور أيام طفت الجثة علي السطح وبإكتشاف الأهالي لها أبلغوا اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة الذي كلف رجال المباحث بكشف معالم الجريمة وضبط مرتكبها الذي سقط في قبضة المباحث. توصلت التحريات إلي وجود المجني عليه بصحبة صديقه في ليلة الحادث وأنه تغيب من يومها حتي عثر الأهالي علي جثته لتتمكن المباحث من ضبط مغربي وبمواجهته اعترف فخورا بارتكاب جريمته للانتقام لشرفه بعد قيام المجني عليه بالتشهير بسمعة شقيقته ورفضه الارتباط بها مما أثار حفيظته فعقد العزم علي الانتقام منه بأن قتله واستولي علي هاتفه المحمول, وأخفي السلاح المستخدم داخل إطار كاوتش بمسكنه, بينما باع هاتف صديقه المحمول إلي صاحب محل للهواتف المحمولة بالجيزة والذي باستدعائه تعرف علي المتهم وأيد ما جاء بأقواله وأنه باع الهاتف المحمول ب50 جنيها لآخر والذي تم ضبط الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه بحوزته. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي أمرت بحبس المتهم وتولت التحقيق.