بينما يترقب الشارع المصري الدعوة التي أطلقتها قوي سياسية وثورية للإضراب العام اليوم, وبينما احتشد آلاف المتظاهرين أمس حول وزارة الدفاع بعد مسيرات من التحرير وعدد من ميادين مصر, رفض المجلس العسكري ما سماه تهديدات وضغوطا وإملاءات وقال في رسالة له مساء أمس: إنه لن يخضع لأي منها وإنه يؤكد وجود مؤامرات ضد المواطن هدفها تقويض مؤسسات الدولة واسقاطها وأكد التزامه بتسليم السلطة إلي رئيس منتخب. وقد أنهت40 حركة ثورية استعداداتها للمشاركة في الإضراب العام ونظمت تلك الحركات مسيرات إلي وزارة الدفاع لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة وسط تأكيدات بأن الثورة مستمرة من أجل تصحيح مسار الثورة وتحقيق أهدافها. وتحركت المسيرات من التحرير ورمسيس وشبرا ومدينة نصر والعباسية والحدائق واستقرت أسفل كوبري القبة وحالت الاسلاك الشائكة التي وضعتها الشرطة العسكريةدون وصول المتظاهرين إلي مقر الوزارة. وطالب الثوار بحقوق شهداء بورسعيد وكشف اللهو الخفي الذي دبر للمذبحة ومحاكمته فورا, وأطلقوا العديد من الالعاب النارية والشماريخ في الهواء, ورددوا هتاف لا بس تي شيرت أحمر ورايح بورسعيد.. راجع كفني أبيض وبقيت في بلدي شهيد. وانتقد المتظاهرون عدم مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في الإضراب العام, مؤكدين أن الجماعة رفضت للحفاظ علي المقاعد البرلمانية التي حصدتها في مجلسي الشعب والشوري, ورددوا العديد من الهتافات التي تدين الجماعة منها اتنين ملهمش أمان.. العسكر والاخوان.. بيع.. بيع.. الثورة يابديع. وعرضت حركة كاذبون صور شهداء محمد محمود ومجلس الوزراء وأحداث بورسعيد ووزارة الداخلية علي العقار المقابل لوزارة الدفاع. وقد وصلت تعزيزات أمنية من الأمن المركزي أمام مقر وزارة الدفاع بعد تزايد أعداد المتظاهرين, حيث وصلت قرابة7 سيارات أمن مركزي من ناحية كوبري الفنجري. وحدثت اشتباكات متفرقة بالألفاظ والأيدي بالشوارع المحيطة بمقر وزارة الدفاع وفي مقدمتها: عبدالمجيد سليم ومصطفي منصور وخيري والفريق محمود شكري بين المتظاهرين وأهالي كوبري القبة حيث رفض الأخيرون التظاهر والاعتصام أمام المقر ونصحوا الثوار بالاعتصام والتظاهر بميدان التحرير. وقد تضمنت رسالة المجلس العسكري أنه منذ عام تسلمت قواتكم المسلحة سلطة إدارة البلاد بتأييد من جماهير شعب مصر وبشرعية فرضتها ثورة يناير. وشارك في الثورة جيش مصر برجاله الشجعان البواسل حاميا للثورة في أدق لحظاتها ومساندا للشعب في مطالبه المشروعة منحازا لحاضر وطن نفتديه بدمائنا وأرواحنا ونقدمها رخيصة في سبيل حريته, وأكدت أن الجيش لم تراوده حيرة ولا تردد في اختياره الوطني بأن يكون درع الحماية لهذا الشعب العظيم. وأكد المجلس: لقد واجهنا خلال عام تحديات جساما غير مسبوقة وقف الجيش مساندا للشعب وعمودا وحيدا للوطن عند مفترق طرق حاسم بين الصمود والانتكاس حين غاب الأمن وعز الأمان. اصطدمنا بعراقيل وعقبات لكنها لم توهن عزائمنا ولم تضعف تصميمنا علي عبور المرحلة الانتقالية بسلام. وأوضحت رسالة العسكري أنه منذ أيام أوفينا بأول العهود وسلمنا السلطة التشريعية إلي مجلس الشعب في أولي جلسات انعقاده, وها نحن نستعد لإكمال عهدنا, فقد تم الاعلان عن فتح باب الترشح للرئاسة يوم العاشر من مارس المقبل, وسنسلم السلطة إلي رئيس جمهورية بعد إجراء الانتخابات لتنتهي المرحلة الانتقالية ويعود جيشكم إلي مهمته الأصلية مدافعا عن الحدود وحاميا للثغور والأجواء. وأكد المجلس: إننا نواجه مرحلة هي الأصعب فيما واجهناه منذ قيام الثورة وقال في رسالته: إننا في مواجهة مؤامرات ضد الوطن هدفها تقويض مؤسسات الدولة المصرية, وغايتها إسقاط الدولة نفسها لتسود الفوضي ويعم الخراب ويهنأ أعداء الوطن وهو ما لن يتحقق بإذن الله بفضل إرادة الشعب وصلابة قواته المسلحة. وقال: إننا عازمون بكل مانملك من إصرار علي المضي قدما وإلي الأمام مهما كانت المصاعب من أجل الوفاء لهذا الشعب وسنبقي أوفياء للعهد والقسم ونحفظ لهذا الشعب كرامته, ونرعي مسيرته ندافع عن مقدراته نحمي تراب الوطن المقدس الذي ارتوي بدماء زهرة الشباب, وأغلي الرجال في معاركنا من أجل الوطن, وثورتنا في سبيل حرية الشعب. وأكد في الرسالة مخاطبا الشعب: إننا إخوانكم وأبناؤكم في جيش مصر العظيم سنظل أمناء علي المسئولية التي حملنا بها الشعب حتي نسلم الأمانة في نهاية المرحلة الانتقالية. وفي ختام رسالته أكد المجلس العسكري عدة نقاط بقوله: أبدا لن نخضع لتهديدات ولن نرضخ لضغوط ولن نقبل إملاءات وأبدا لن ننحني أمام عواطف أو أهواء وأبدا لن نركع إلا لله الواحد القهار. والعزة لمصر ولأبنائها والمجد لشهداء الوطن وعاشت وحدة الجيش والشعب.