الخرطوم وكالات الأنباء: بعد نحو7 أشهر من إعلان استقلال جنوب السودان في9 يوليو الماضي عاد التوتر ليخيم علي الحدود بين الخرطوموجوبا مما يهدد باندلاع حرب جديدة بين شطري السودان بعدما أنهت اتفاقية نيفاشا25 عاما من الحرب الأهلية عام2005. وأكد حزب' المؤتمر الوطني' الحاكم في السودان أن توجيه قيادة دولة الجنوب لجيشها بالانتشار علي طول الحدود مع السودان ورفع درجة الاستعداد القصوي وسط الوحدات العسكرية يمثل تصعيدا مباشرا' ودقا لطبول الحرب'. وقال أمين الأمانة الاقتصادية بالحزب الزبير محمد الحسن- في حديث للصحفيين الليلة الماضية-' إن تصعيد حكومة الجنوب كان غير مباشر بما انتهجته من دعمها للتمرد في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وجدد التزام السودان بما سبق وأعلنه الرئيس السوداني عمر البشير بأن السودان لن يبادر بالحرب, معربا عن أمله في أن يكون لقاء رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت بجيشه في القيادة العامة بقاعدة' بلفام' لبث الحماس فقط. وأكد الحسن إمكانية التوصل إلي اتفاق حول البترول بين البلدين في جولة المفاوضات المقبلة بأديس أبابا من منطلق تحكم حساب المصالح, لكنه أقر بأن المفاوضات صعبة وتحتاج إلي نفس طويل, مشيرا إلي أن وفد حكومته أبدي مرونة واضحة في الجولة السابقة برهن عليها رئيس الجمهورية بموافقته علي الاتفاق المؤقت. سادت حالة من الذعر والرعب وسط سكان الجنوب إثر استعداد دولة الجنوب للحرب مع السودان, وفيما حزمت بعض أسر القيادات العسكرية والسياسية حقائبها استعدادا لمغادرة الجنوب بدأت بوادر تمرد وسط الجيش الشعبي. وفي الوقت الذي أكد فيه كبار القادة العسكريين بمساندة نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار رفضهم لخوض أي حرب بدفع من بعض السياسيين, أعلن آلاف الجنود رفضهم لخوض الحرب ما لم يتم إيداع مرتبات عام مقدما علي أقل تقدير لضمان مستقبل أسرهم, بينما شرعت قوات الثوار في الاستعداد لخوض حرب شاملة من جميع الاتجاهات علي حكومة الجنوب مؤكدة اتجاهها لتدمير معسكرات الجبهة الثورية وحركة العدل والمساواة في الجنوب في ولايتي الوحدة وبحر الغزال. في غضون ذلك تفاقمت الخلافات بين رئيس حكومة الجنوب ونائبه مشار ورشحت أنباء وفقا لمقربين من حكومة الجنوب تحدثوا لصحيفة الإنتباهة الصادرة أمس بالخرطوم عن صدور أوامر من سلفا كير باحتجاز مشار بمنزله في جوبا قيد الإقامة الجبرية. وكشف القائد الأعلي لقوات الثوار ببحر الغزال الكبري الفريق توبي مادوت للصحيفة عن وجود ثماني مجموعات عسكرية مجهزة جيدا بالعتاد متمردة ضد حكومة الجنوب شرعت في عملية توحيد لقيادتها تحت إمرة الفريق جيمس قاي, وعبر عن استغرابه لاتجاه سلفا كير لخوض حرب ضد السودان. ومن جانبها قالت الحكومة السودانية إن تقرير منظمة العفو الدولية عن السودان, هو محاولة لتوظيف حالة الصراع في ولاية جنوب كردفان بغرض استدعاء التدخل الخارجي.