سادت حالة من الذعر والرعب وسط سكان الجنوب إثر استعداد دولة الجنوب للحرب مع السودان ، وفيما حزمت بعض أسر القيادات العسكرية والسياسية حقائبها استعدادا لمغادرة الجنوب بدأت بوادر تمرد وسط الجيش الشعبي . وفي الوقت الذي أكد فيه كبار القادة العسكريين بمساندة نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار رفضهم لخوض أي حرب بدفع من بعض السياسيين ، أعلن آلاف الجنود رفضهم لخوض الحرب ما لم يتم إيداع رواتب عام مقدما على أقل تقدير لضمان مستقبل أسرهم ، بينما شرعت قوات الثوار في الاستعداد لخوض حرب شاملة من جميع الاتجاهات على حكومة الجنوب مؤكدة اتجاهها لتدمير معسكرات الجبهة الثورية وحركة العدل والمساواة في الجنوب في ولايتي الوحدة وبحر الغزال . في غضون ذلك تفاقمت الخلافات بين رئيس حكومة الجنوب ونائبه مشار ورشحت أنباء وفقا لمقربين من حكومة الجنوب تحدثوا لصحيفة الإنتباهة الصادرة اليوم بالخرطوم عن صدور أوامر من سلفا كير باحتجاز مشار بمنزله في جوبا قيد الجبرية . وكشف القائد الأعلى لقوات الثوار ببحر الغزال الكبرى الفريق توبي مادوت للصحيفة عن وجود ثماني مجموعات عسكرية مجهزة جيدا بالعتاد متمردة ضد حكومة الجنوب شرعت في عملية توحيد لقيادتها تحت إمرة الفريق جيمس قاي ، وعبر عن استغرابه لاتجاه سلفا كير لخوض حرب ضد السودان . وفي ذات السياق أشار مادوت لاتجاههم لتنظيف الجنوب من المعارضة الشمالية المسلحة الدارفورية والمليشيات التابعة لعبد العزيز الحلو ومالك عقار ، وكشف عن صدور أوامر للجيش الشعبي للتوجه لثلاث نقاط حدودية استعدادا لتلقي أوامر للهجوم على الشمال من أعالي النيل ومن جنوب النيل الأزرق مع حدود الجنوب وجنوب كردفان ، وأشار إلى أن قوات من الجبهة الثورية مصحوبة بقوات من الجيش الشعبي توجهت صوب تلك النقاط .