كم كانت سعادتي وأنا أتابع أول اجتماع لأول مجلس شعب بعد الثورة المباركة.. بدا المشهد رائعا وقبة البرلمان تعج بمختلف الأطياف والألوان السياسية وتعبر بحق عن تطلعات مصر المستقبل بعد انتخابات شهد العالم بمدي ديمقراطيتها ونزاهتها. وتناسيت وأنا أتابع التصويت علي انتخاب الدكتور المحترم سعد الكتاتني رئيسا للبرلمان.. كل آلامي وأوجاعي من السكر وضغط الدم والتي تزايدت مؤخرا حزنا علي ما تمر به مصرنا الغالية من تداعيات. ولكني بعد متابعتي لمناقشات البرلمان ازداد تفاؤلي بأن القادم سيكون أفضل وبأن دماء شهداء مصر الغالية ومصابيها لن تضيع هباء وأن هناك من جاء لينادي بكامل حقوقها ويعترف بكامل فضلها علي ثورتنا العظيمة. ومثلي مثل الآلاف من المصريين يوجد بأسرتي العديد من الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في اكتوبر المجيد عام73 وما زلت أفخر بهم وأسعد بذكراهم العطرة.. فلولاهم ما تحقق لنا النصر العظيم وما عادت سيناء لأحضان الوطن.. ولولا شهداء25 يناير2012 ما استعادت مصر كرامتها وحريتها بعد30 عاما من القهر والاستبداد. وما زلت أتمني بأن نتحلي ببعض الهدوء ونمنح الفرصة للقائمين علي إدارة البلاد لإنهاء إجراءات تسليم السلطة بسلام.. وما زلت أتمني أن يستعيد ميدان التحرير هدوءه ويعود الثوار إلي بيوتهم ويهدأوا قليلا لكي تعود السياحة وحركة المرور إلي الميدان من جديد.. ويختفي الباعة الجائلون الذين ما زالوا يشوهون وجه الميدان بتصرفاتهم اللا مسئولية ويفرضون بضاعتهم المشبوهة علينا.. كما أتمني أن يتم القضاء علي أشكال التسول وأن يضع حلولا شافية لظاهرة أطفال الشوارع الذين يمثلون قنبلة موقوتة وتجلت خطورتهم في العديد من الأحداث السابقة أمام مجلس الوزراء.. وفي محمد محمود وحرق المجمع العلمي. وما زلت أنادي وسأظل بالقضاء علي كارثة القمامة والغاء عقود الشركات الأوروبية الوهمية التي زادت المشكلة سوء.. ولابد من إعطاء الأولوية للمحليات وإسناد هذه المهمة لشباب بهدف القضاء علي البطالة. ومن هنا أدعو إلي مبادرة شعبية بمختلف الأحياء لمد يد العون للمحليات وتزويدها بالمعدات والأدوات اللازمة للنظافة.. وأنا شخصيا قمت بتنظيف شارعي ومنطقتي بالمعادي وساعدني مواطن يمني الجنسية مصري النشأة.. تحمس معي دون غيره للفكرة.. ولو فعل كل منا ذلك برحابة صدر وبلا عقد ستصبح مصر من أبهي وأنظف دول العالم. ولقد هل علينا العيد الأول للثورة وأنادي بألا ننسي في غمرة احتفائنا وتقديرا للشهداء من الثوار أن هناك شهداء آخرين من رجال الشرطة الأوفياء ورجال القوات المسلحة سقطوا دفاعا عن مصر وإعلاء لقامتها ورايتها. هكذا تكتمل الثورة وتكتمل الفرصة.. وتعود مصر أفضل مما كانت.. ويعم الأمن والاستقرار كل ربوعها. تحيا مصر.. وتحيا ثورتها العظيمة. ** يواصل الكاتب يحيي مصباح كتابة مقاله كل يوم سبت اعتبارا من الأسبوع المقبل.