كنوز الدنيا لا تكفي لتعويض طفل استشهد والده في ثورة25 يناير ولا تكفي لمساعدة شخص أصيب برصاصة طائشة أقعدته عن العمل وجعلته أسيرا لذل السؤال.. هذا ما حدث مع300 حالة من مصابي وأسر شهداء الثورة سقطوا سهوا من قوائم الدولة لتعويض أسر الشهداء ومصابي الثورة. غابت الحكومة عنهم.. لكن حملة دعم مصابي وأسر شهداء ثورة25 يناير كانت مع هؤلاء وتربت علي أكتافهم وتخفف المعاناة عن9 حالات منهم وتمنحهم قبلة الحياة. بدأت الحملة التي أسسها عدد من الشباب يوم20 فبراير الماضي انطلاقا من فكرة تعتمد علي زيارة المصابين فقط لأنهم ضحوا عشانا. وتقول داليا بهاء منسقة الحملة إن مصابي الثورة كانوا يشترون العلاج علي نفقتهم وحسينا إننا لازم نقدم لهم حاجة وبدأت معاناة أعضاء الحملة في جمع بيانات المصابين من المستشفيات التي كانت ترفض. وتضيف: البداية كانت من مستشفي قصر العيني, حيث التقينا إبراهيم عثمان(32 عاما) الذي اصيب في ميدان التحرير بخرطوش في عينه يوم جمعة الغضب مما تسبب في انفجار عينه ففقد بصره إلا من بصيص نور. وقد منع الطبيب إبراهيم من الحركة حتي لا يفقد بصره نهائيا, وبالتالي من مصدر رزقه الذي كان يساعده علي تربية ابنيه نورهان11 سنة ومحمد8 سنوات. ويروي إبراهيم حكايته قائلا: اتصلت بي احدي الناشطات في الحملة وكانت تتابعني رغم ان حالتي المادية كانت صفرا, كانوا إذا تأخروا في الاتصال والعلاج مكنتش بقدر أتصل بيهم وأطلبه. وأضاف: الله يبارك لهم دفعوا لي تأمين محل وفتحت ورشة كاوتشوك, واشتروا لي تجهيزاته, لكن المحل محتاج بضاعة علي الأقل ب20 ألف جنيه. إبراهيم تمكن من صرف15 ألف جنيه, وهي قيمة التعويض الحكومي الخاص بالمصابين, ولكنه استدان بأكثر من قيمته, حيث بقي في المنزل يستكمل علاجه, وكان يقترض من جيرانه ليغطي مصاريف المعيشة. ويقول إبراهيم: نفسي ارجع نص ما كنت, وأقدر أسد أي فلوس يحتاجها بيتي وأعرف أربي ولادي, مش عايز أقصر في طلباتهم. وتكرر سيناريو إبراهيم مع محمد مصطفي محمد(28 سنة) الذي فقد عمله كمقدم طلبات في سلسلة مطاعم شهيرة بعد إصابة أوتار يده اليمني بطلقات خرطوش يوم28 يناير. ويقول محمد: حاولت أنزل الشغل بعد الإصابة لكن معرفتش أشتغل بيها لأن الناس مقدرتش تستحملني. يكمل محمد الذي يعول شقيقته ووالدته المريضة, وأولاد شقيقته الكبري المتوفية: حاولت العودة إلي عملي بأحد المطاعم لكن لم استمر بسبب عدم شفاء يده, فتم الاستغناء عني وطردي معنديش أي مصدر رزق ليا دلوقتي.. كنت باتسول العلاج. محمد الذي فقد عمله, قامت الحملة بتعويضه من خلال مشروع لتنظيف وكي الملابس, ولم يستطع العمل أيضا بسبب يده, التي أرجع السبب في تفاقم اصابتها إلي الاهمال الذي تعرض له في مستشفي السيد جلال بباب الشعرية, حيث نقل اليها عندما اصيب في احداث الثورة كنت بروح لهم بايدي يقولوا لي مفيهاش حاجة. تكفلت حملة دعم مصابي الثورة بعلاج محمد, حيث يحاول أعضاء الحملة بذل قصاري جهدهم لسد احتياجات اعداد المصابين الذين تبنوهم.