منذ عدة سنوات وشواطئ محافظة جنوبسيناء تتعرض للتلوث الناتج من تسرب زيت البترول سواء كانت ابارا اوغيرها حتي اصبح التلوث عرضا مستمرا يهدد السياحة وارزاق الصيادين ويمنع المواطنين من الاستمتاع بشواطئ المحافظة. وقد تركز هذا التلوث في شواطئ خليج السويس والبعض منها تسرب الي خليج العقبة مهددا محمية رأس محمد اشهر المحميات واجملها في العالم كله. وفي كل مرة يحدث فيها التلوث يتم اخطار مركز مكافحة التلوث الذي يقوم بدوره ولكن ليس المطلوب هو مكافحة التلوث فقط وانما مطلوب منع اسباب التلوث او كما يقول البعض تجفيف منابع التلوث. وعن هذا التلوث يقول غريب حسان رئيس لجنة البيئة بالمجلس الشعبي المحلي للمحافظة ان بقع زيت البترول التي تصل الي شواطئنا تؤدي الي تلوث المياه وبالتالي قتل الثروة السمكية ومن المعروف ان هناك3 شهور لمنع الصيد للصيادين ويتم منحهم300 جنيه شهريا من المحافظة خلال هذه الفترة وهذا المبلغ غير كاف لمعيشة اسرة وبالتالي يعتمد الصيادون علي التسعة شهور الباقية وتكون الطامة الكبري حين يحدث تلوث بترولي يلوث شباك الصيادين ويؤدي لنفوق بعض الاسماك وهروب البعض الاخر الي اماكن ومياه نظيفة بعيدة عن شواطئنا مما يؤدي للاضرار بارزاق الصيادين. بصمة البترول اما عن طريقة معرفة مصدر التلوث وتحديد البئر او الشركة المسئولة عنه فيقول غريب حسان ان هناك ما يسمي بصمة الزيت حيث ان كل بئر بترول لها بصمة محددة لزيت البترول المستخرج منها وعن طريق هذه البصمة يمكن تحديد موقع التسرب البترولي. وعن هذه البصمة تقول د. ليلي الخولي مديرة عام المعامل المركزية لجهاز شئون البيئة بالسويس اننا قوم بتحليل بصمة البترول في حالة وجود تلوث وتحديد الشركة المسئولة عن التلوث وتخطر محافظة جنوبسيناء وياقي الجهات الرسمية بنتيجة التحليل ويقوم مركز مكافحة التلوث بشرم الشيخ بالتعامل مع بقعة البترول او اي تسرب بترولي للقضاء عليها ومنعه من الاضرار بالبيئة المحيطة بها. أحدث جهاز من وكالة ناسا للفضاء وفي سبيل معرفة طرق مكافحة بقع البترول تم الاتصال بمصدر مسئول بشركة الخدمات البترولية والبيئية مركز مكافحة التلوث وافاد بان المكافحة تتم عن طريق محاصرة بقع الزيت بالحواجز المطاطية وطلمبات شفط كما ان الشركة لديها احدث جهاز تريجيكتوري من وكالة ناسا للفضاء وهو موجود بغرفة عمليات الشركة بالقاهرة وفيه يتم ادخال بيانات جميع التيارات المائية والهوائية علي مدار العام وعندما يحدث تلوث يقوم الجهاز فورا بتحديد اتجاه ومسار البقعة البترولية للتعامل معها والسيطرة عليها. اما عن اهمية حماية البيئة والمحميات الطبيعية من التلوث فيقول د. محمد سالم مدير عام المحميات الطبيعية بجنوبسيناء ان هناك مقولة شهيرة ان السائح الاجنبي يدفع60 يورو. من اجل مشاهدة سمكة تحت الماء او كائن بحري حي ولو علمنا ان عدد السائحين الذين زاروا المحافظة بلغ نحو4 ملايين سائح خلال العام الماضي ومستهدف زيادتهم الي7 ملايون سائح لعلمنا مدي فائدة الحفاظ علي الكائنات الموجودة في البيئة سواء برية او بحرية, ومدي فائدة الحفاظ عليها لصالح الاقتصاد القومي وعن خطر التلوث البترولي يقول د. محمد سالم لقد حدث في العام الماضي تلوث بترولي استمر3 شهور وبلغ عدد حوادث التسرب البترولي6 حوادث وعندما تتم مكافحة التلوث لا يمكن تقليل الضرر بنسبة100% ويبقي نسبة من الزيت في الماء كفيلة بإحداث ضرر بالبيئة المتعرضة للتلوث وجميع حوادث التلوث بدأت من تاريخ اكتشاف البترول في خليج السويس ويظهر التلوث واضحا في منطقة رأس رايا التي تراكم فيها الزيت فوق بعضه. 220 نوع شعاب مرجانية مسجلة ويضيف مدير عام المحميات الطبيعية بجنوبسيناء ان لدينا حاليا220 نوع شعاب مرجانية في جنوبسيناء موثقة ومسجلة تتفاوت معدلات النمو فيها منها نوع البوريت وينمو في العام حوالي5. سم الي اسم فقط وهناك نوع يطلق عليه اسم اكروبورا يصل نموه لنحو10 سم في العام ويستحيل نمو الشعاب المرجانية في وجود الزيت ولهذا يضر التسرب بنمو الشعاب المرجانية والكائنات البحرية ضررا بالغا. نجاح تجربةالاستعانة بالشباب ويشير د. محمد سالم الي وقوع تلوث بمنطقة راس رايا منذ عدة شهور وذلك في المنطقة الشاطئية وهي منطقة حساسة وهي الواقعة بين موقع المد وموقع الجزر وتصل لنحو10 امتار و يعيش فيها كائنات بحرية عديدة مثل السرطانات. ويضيف د. سالم ان اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء اهتم بالمشكلة وعقد اجتماعا بحضور شركات البترول ورئاسة اللواء جمال الغمري سكرتير عام المحافظة وتم وضع عدة تصورات وقرارات للقضاء علي مشكلة التلوث. اما حميد حسين عضو مجلس الشعب فيطالب وزارة البترول بدعم مادي للشباب الذين يقومون بهذه الاعمال التطوعية. وتوفيرها لتكلفة التدريب والانتقالات وتدريبهم علي التعامل مع حوادث التلوث بشكل سريع تحت اشراف المحافظة ويقول ان العام الماضي قامت وزارة البيئة بازالة نحو100 طن تلوث بترولي تم نقلها لمدافن صحية بعيدا عن الشواطيء وقامت بعمل ضمانات لعدم تسربها للمياه الجوفية..