أكدت أحزاب سياسية أن تشكيل مجلسي الشعب والشوري واختيار رئيس الجمهورية سيكون لهما مردود إيجابي علي الاقتصاد القومي, الذي يمر بمرحلة عصيبة خلال الفترة الحالية, بالرغم من أن الاستقرار السياسي يعتبر أهم العوالم لدفع الاقتصاد للأمام. وأشارت إلي وجود العديد من الاشتراطات الأخري التي يجب تداركها خلال الفترة المقبلة لكي يكون العام الجديد نقطة تحول في مسار الاقتصاد, ومنها القضاء علي فساد الجهاز الحكومي, ومحاسبة المسئولين في حالة إضرارهم بمصلحة الدولة, وعدم الاقتصار علي قبول استقالاتهم, بالإضافة إلي وضوح الرؤية الاقتصادية, والقضاء علي الحالة الضبابية التي تسيطر علي البلاد خلال الفترة الحالية التي أدت إلي تحقيق الاقتصاد القومي خسائر فادحة العام الماضي, خاصة في قطاعي السياحة والبورصة. وقال عبدالحافظ الصاوي رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة : إن الاستقرار السياسي وعودة الأمن يعتبران بداية لتحقيق استقرار اقتصادي, لكن هناك العديد من الإجراءات الأخري التي يجب اتباعها لضمان تحقيق طفرة اقتصادية حقيقية في العام الجديد, ومنها مواجهة الفساد الحكومي, خاصة أنه بالرغم من قيام الثورة فإنه مازال العمل يتم وفقا للمحسوبية والرشاوي بالقطاع الحكومي. وطالب بتطبيق نظام الحوكمة علي جميع قطاعات الدولة ومبدأ الشفافية والمحاسبة حتي تتم محاسبة أي مسئول يقوم بتقديم استقالته في حالة التأكد من أنه أضر بالعمل العام,حتي يتأكد المسئولون أن الاستقالة لا تعتبر المخرج الوحيد للابتعاد عن أي اتهامات.وأشار إلي أن الحد الأدني لابد أن يرتبط بمدي إنتاجية العامل, وجودة المنتج في حد ذاته, وذلك لزيادة معدلات الإنتاج, وتجويد المنتج المحلي, وهو ما سيؤدي إلي تدعيم الاقتصاد المصري, وتوفير السلع في الأسواق المحلية. وطالب الجهاز المصرفي بالكف عن إقراض الدولة وتوجيه هذه المبالغ لتمويل المشروعات الإنتاجية في مختلف القطاعات التي يكون لها مردود إيجابي علي الاقتصاد, والحد من الضغط علي ميزان المدفوعات, خاصة أن إقامة مشروعات جديدة ستوفر معظم السلع التي يتم استيرادها من الخارج, وبالتالي تقليص الفجوة بين الصادرات والواردات. وأكد إبراهيم نوارة نائب رئيس حزب الجبهة أنه كان من المفترض ألا تحقق الثورة هذه الخسائر الاقتصادية, وبالرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد, فإن هناك العديد من القطاعات استطاعت تجاوز الأزمة, ومنها بعض الصادرات السلعية, إلا أن السياحة والبورصة تعرضتا لأسوأ خسائر خلال العام الماضي, نظرا لأنهما مفتوحتان علي الخارج, مشيرا إلي أن اكتساح الإسلاميين في المرحلتين الأولي والثانية لانتخابات مجلس الشعب أدي إلي حدوث هزة بالبورصة, خاصة أن هناك قدرا كبيرا من العاملين بها من الأجانب. وتخوف نوارة من حدوث صراع بين أعضاء مجلس الشعب الذي يسيطر عليه التيار الإسلامي ورئيس الجمهورية في حالة عدم التوافق فيما بينهم, وهو ما ينبئ بحدوث كارثة اقتصادية, املا في عدم حدوث أي صراع, خاصة أن الوضع الحالي لا يحتمل رفاهية الخلاف, أي أن أي اختلاف بين الطرفين ستنعكس آثاره السلبية علي الاقتصاد القومي. وأكد أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري أن غياب الاستقرار الأمني والسياسي أضر بالاقتصاد, واشترط نجاح الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء في الخطة التي وضعها, المتمثلة في استعادة الأمن, وزيادة الإنتاج لوقف التدهور الاقتصادي الذي تعانيه مصر. وقال: إن تحقيق العدالة الاجتماعية, ومحاربة الفقر, وتدني المعيشة, خاصة في ظل ارتفاع الأسعار, مرهون بمدي تدخل الدولة في تنظيم الأسواق, والتأكد من تحقيق العدالة الاجتماعية, مؤكدا أن الحد الأدني للأجور, ما هو إلا خدعة كبيرة ما لم يكن مقترنا بأسعار السلع.