خرج المصلون في توقيت واحد عقب صلاة الجمعة, استجابة لدعوة حركة6 أبريل بتنظيم مظاهرات حاشدة سمتها جمعة الغضب, وتدفق المتظاهرون في الشوارع والميادين, وبعد دقائق من بداية التظاهر بدأت الاشتباكات وأحداث العنف بين الأمن والمتظاهرين في معظم المناطق. وأمام جامع الأزهر كان محمد مسعد مصور الأهرام أول المصابين حيث قام احد لواءات الامن المركزي بضربه بعصا حديدية علي جبهته معلنا يوما دمويا, انتقلت فيه صورة الدماء من حي الأزهر إلي ميدان التحرير وشارع الشيخ ريحان حيث وزارة الداخلية. كانت مدينة السويس الأكثر سخونة بعد أن عزلها الأمن عن العالم وقطع سبل الدخول أو الخروج منها, واشتبك مع الآلاف مما أسفر عن مقتل مواطن برصاصة في رأسه, بعدها بدأ الأمن يتراجع أمام الغاضبين الذين سيطروا علي المدينة وأحرقوا قسم شرطة الأربعين وجرت محاولات لنهب البنوك لكن الأهالي تصدوا لحمايتها ومنعوا المخربين من الاقتراب منها, وأدي ارتباك الوضع الأمني إلي هروب عدد من المساجين من السجون. المشهد في القاهرة لم يكن يختلف كثيرا, حيث خرج الآلاف يهتفون ضد النظام واشتبكت معهم قوات الأمن وتحدث شهود عيان عن مقتل متظاهر علي الأقل, وتحولت الميادين الكبري إلي ما يشبه حرب شوارع, وكان صوت الطلقات يسيطر علي العاصمة, وارتفعت أعمدة دخان القنابل المسيلة للدموع في كل مكان بدرجة أصابت السكان في مساكنهم بالاختناق, ورد المتظاهرون بحرق سيارات الشرطة في عدد من المناطق, ومنها شبرا, وحاول ما يقرب من10 آلاف متظاهر انطلقوا من أمام مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر التوجه إلي القصر الجمهوري في مصر الجديدة, لكن قوات الأمن اعترضتهم, كما منعت معظم المتظاهرين من الوصول إلي ميدان التحرير. حطم المتظاهرون عددا من مقار الحزب الوطني في القاهرة والمحافظات, وتعرض بعضها الآخر لمحاولات اقتحام متكررة, ففي القاهرة أشعل المتظاهرون النار في المقر الرئيسي للحزب بكورنيش النيل, وفي دمياط اقتحم الأهالي مقر الحزب وأشعلوا النيران في محتوياته. وفي الإسماعيلية, وقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والأمن في محيط مبني المحافظة, وفي الغربية حاصر الآلاف مقر الحزب الوطني في طنطا ومزقوا اللافتات الموضوعة حوله, واستولي المحتجون علي مقر أمانة الحزب الوطني بالقاهرة, بشارع قصر العيني, حيث أشعلوا النار في المقر ثم أطفأوها, خوفا من انتقال النار إلي محطة البنزين المجاورة للأمانة, وفي بني سويف, تمكن متظاهرون من اختراق الحصار الأمني بعد اشتباكات عنيفة, ووصلوا إلي مقر الحزب الوطني المغلق وحطموا واجهته. وكانت قوات الامن المصرية قد فرضت الإقامة الجبرية علي الدكتور محمد البرادعي, الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية,والذي كان قد أدي صلاة الجمعة بصحبة الدكتور عبدالجليل مصطفي, المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير والدكتور محمد أبوالغار, مؤسس حركة9 مارس لاستقلال الجامعات, والإعلامي أحمد منصور, المذيع بقناة الجزيرة. وكانت نهاية اليوم ببيان إذاعة التليفزيون الرسمي والذي جاء كالتالي: قرر الرئيس حسني مبارك, بصفته الحاكم العسكري, حظر التجول في جميع أنحاء الجمهورية ابتداء من الساعة السادسة مساء حتي السابعة صباحا نظرا لما شهده بعض المحافظات من أعمال الشغب والخروج علي القانون وما شهدته من أعمال النهب والتدمير والحرق والاعتداء علي الممتلكات العامة والخاصة, بما في ذلك بعض البنوك والفنادق. وهو البيان الذي رد عليه الثوار بميدان التحرير حظر تجول مين.. ده احنا المصريين.