أصرت المطربة التونسية لطيفة علي ان تكون بداية حوارها مع الاهرام المسائي عن مصر التي تعشقها وقضت فيها معظم سنوات عمرها ثم انطلقت لتتحدث عن اعمالها الجديدة. قالت في البداية ان عشقي لمصر يجعلني اثق تماما انها ستعبر الظروف الراهنة بسلام وانا متفائلة بالمستقبل. * ماهي ظروف ترشيحك لتقديم برنامج ياللا نغني؟ ** طوال السنوات الماضية كنت اتقلي عروضا لتقديم برامج غنائية لكنني كنت ارفضها لان افكارها كانت تقليدية, وفي إحدي رحلاتي إلي دبي منذ شهرين تلقيت عرضا لتقديم برنامج أعجبتني فكرته المبدئية وهي استضافة نجوم الغناء فقط لكنني طورت الفكرة وجعلتها تعتمد علي استضافة فناني الزمن الجميل من المطربين والشعراء وكذلك النجمات اللاتي غني لهن كبار المطربين في الافلام مثل مديحة يسري وزيزي البدراوي ونادية لطفي وراعيت ان يخرج البرنامج وكأنه جسر بين الماضي الجميل والحاضر الذي يمثله شيرين وأنغام وخالد سليم وغيرهم. * هل قبلت العرض لأنه الأعلي أجرا؟ ** لا.. فبعض العروض السابقة التي رفضتها كانت أعلي أجرا.. لكني قبلت العرض لانه وافق علي كل طلباتي مثل أن يكون لي رأي في اختيار الضيوف واصراري أن يكون التصويرعلي أرض مصر. * لماذا كان إصرارك أن يكون التصوير في مصر؟ ** أولا لايماني بأن هذا البلد خيره علي ولولاها أنا ولا حاجة وثانيا لان فرقتي التي نشأت معها وكبرنا معا كلها من المصريين وثالثا لان فكرة برنامجي لا يمكن أن تتم إلا في مصر وليس هناك بلد عربي واحد له هذا العدد من رواد الفن الحقيقي سوي مصر فهي باختصار ام الفن العربي وقبل كل تلك الاسباب لأثبت للعالم كله ان مصر هي بلد الأمن والآمان والفن الجميل مهما حدث ويحدث. * ما هي معايير اختيار ضيوفك ؟ ** أن يكون فنانا حقيقيا وأن يجيد الغناء الحقيقي.. فلن استضيف مطربا واحدا لا يجيد الغناء لأم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم. * حتي لو كانت له شعبية؟ ** حتي لو أنا شخصيا معجبة به أو من جمهوره فاعجابي بمطرب ليس معناه انه مطرب حقيقي وهذا لن اسمح بوجوده في برنامجي الذي يهدف الي تكريم وتخليد الفن الأصيل * هل تعتقدين أن لدينا مطربين حقيقيين يكفي عددهم لتقديم برنامج ممتد الحلقات؟ ** لهذا تعاقدت علي تقديم موسم واحد فقط لاتزيد حلقاته علي20 حلقة والنجوم سيكون معظمهم من مصر لكن هناك أيضا بعض نجوم العالم العربي * مثل من؟ ** من مصر تمنيت استضافة محمد العزبي لكن ظروفه الصحية منعته من الحضور لهذا سأحاول الذهاب للتسجيل معه في بيته..والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي سأذهب اليه حتي لو كان في آخر الدنيا. ومن العرب صابر الرباعي وملحم زين الذي قمت بالتصوير معه الفعل وأشكره لانه جاء خصيصا الي مصر وقت أن كانت الأحداث في التحرير علي أشدها * ألم تخشي في حالة عدم تحقيق النجاح أن يخصم البرنامج من رصيدك لدي جمهورك كما حدث لبعض الفنانين؟ ** لم أخش من هذا لانني بفضل الله متمكنة من أدواتي فالبرنامج موسيقي غنائي وأنا دراسة للموسيقي في مصر ولدي خبرة في الغناء كما ان الضيوف كلهم من أصدقائي وأحبابي وأنا معهم لا أقدم برنامجا لكنني أحكي معهم بمنتهي التلقائية. * كيف مر عليك أول يوم تصوير؟ ** بكيت من الفرحة أنا ومعظم من كانوا في الاستوديو.. فقد سجلنا الحلقة وقت الأحداث الأمنية الأخيرة في التحرير وعلي الرغم من ذلك صممنا جميعا علي عدم التأجيل وكنا سعداء بوصولنا سالمين وتصوير الحلقة. وأذكر ان فريق الاعداد كان قد أعطاني الاسكريبت لأقرأ منه لكن ما ان بدأ التسجيل حتي تركت الورقة وتحدثت مع الضيوف علي سجيتي وفوجئت بهم يقولون لي الله هذا افضل مما نريد فتشجعت وتغلبت علي القلق الذي يلازمني في أي عمل سواء كان علي المسرح أو أمام كاميرا السينما أو في الاستوديو أو حتي لو كنت أقدم عملا أمام الأطفال. * أحيانا يشعر التوانسة بالغيرة من حبك لمصر.. ألم تخشي من غيرتهم لاختيارك لها هذه المرة. ** تونس والتوانسة في شرياني وهم يعلمون ذلك جيدا وأتمني ان تتحسن الأحوال الفنية في تونس وأن يأتي يوم نتمكن فيه من إنتاج أعمال فنية متميزة هناك مثلما نقدم في مصر. * في حوار سابق قلت ان التجربة السياسية في تونس تسير بالتوازي مع مصر.. هل ترين أن تونس قد سبقت الآن؟ ** نعم التجربة في تونس الآن سبقت مصر بخطوة أو خطوتين لكن هذا بسبب أنها بدأت الثورة قبل مصر وأيضا لأن مصر دولة كبيرة لا يمكن مقارنتها بأي دولة عربية اخري ومع ذلك فأنا متأكدة أن مصر هاتعدي.. هاتعدي: بإسلامييها ومسيحييها وعدالتها و حريتها وكتلتها! وستعبر كل ما تمر به الآن بسلام وستظل أقوي دولة في العالم العربي لانها تستحق ذلك * هل توقعت فوز التيارات الاسلامية في تونس ومصر؟ ** في تونس لم أتوقعها قط وتفسيري لما حدث هو أن النهضة كانوا محرومين من المشاركة السياسية لأكثر من عشرين عاما لذلك كانت انطلاقتهم قوية وأتمني أن يلتزم الغنوشي بما أعلنه وأثق في انه سيلتزم.. أما مصر فلا خوف منهم عليها أبدا حتي لو وصلوا إلي الحكم فربما يكررون فيها تجربة ماليزيا التي أفضلها كثيرا علي تجربة الاسلاميين في تركيا لما يحيط بها من علامات استفهام. * ما تعليقك علي تجربة الانتخابات في البلدين؟ ** للأسف لم أشارك في الانتخابات في تونس لانني كنت في الامارات ولكنني أديت واجبي في سفارتنا هناك.. وفي مصر صممت علي النزول علي الرغم من انني لن انتخب مع صديقتي المخرجة غادة سليم لأشاهد بعيني فرحة المصريين ومشاركتهم في أول انتخابات حقيقية.. وفي دائرة مصر الجديدة فوجئت بالطوابير والزحام ورأيت الناس يحملون معهم الكراسي استعدادا للانتظار الطويل وشعرت بالسعادة وتمنيت لو انني أستطيع الانتخاب! * انتشرت أقوال كثيرة عن بطولتك لمسلسل غرام وانتقام.. أين الحقيقة؟ ** الحقيقة هي انني تلقيت عرضا ببطولة المسلسل الذي يكتبه الرائع مصطفي محرم وأنا سعيدة جدا بهذا العرض لكنني لم أتعاقد بعد لخوفي من عدم تنفيذ العمل في ظل الظروف الانتخابية الراهنة.. فالعمل يتطلب ميزانية كبيرة وقد رصدت له بالفعل لكنني أفضل التأكد من إمكانية التنفيذ وطريقة التوزيع واختيار الأبطال وفريق العمل.