بدأت المعارك الانتخابية ومعها المستفيدين من هذه الانتخابات ليس فقط أصحاب الفراشات والخطاطين وأصحاب المطابع وإنما الهتيفة أو البلطجية الذين أصبح وجودهم ضروريا ويلعبون دورا أساسيا في الانتخابات. وهناك أيضا مطلقو الشائعات وما يسمي( مفتاح الدائرة) الذي يسيطر علي عدد كبير من الاصوات. في البداية تري الدكتورة سميحة نصر رئيسة شعبة المعاملة الجنائية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية انه في ظل الانفلات الأمني والسلوكي المنتشر في المجتمع ومع تعدد الأحزاب وتعدد الائتلافات المختلفة فسوف تزيد بلطجة الانتخابات خصوصا بعد ثورة25 يناير و الانفلات بشتي أنواعة في جميع المحافظات وانتشار انماط مختلفة من العنف والبلطجة والاحتجاجات التي كثرت في هذه الاونة وقد يرجع ذلك لمحاولة البعض ان يعبروا عن طلباتهم واحتياجاتهم وحقوقهم ولكن بطريقة عشوائية تنظر إلي المصلحة الشخصية دون الاهتمام بالمصلحة العامة أمام هذا لابد من وجود ضبط أمني مجتمعي تتجمع فيه الشرطة مع شباب الثورة ليكون هناك الردع الشعبي مع الردع الأمني حتي تنتهي الانتخابات دون عنف وبلطجة. ويقول الدكتور محمود بسطاني الخبير بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية إن المرشحون يستخدمون العديد من الاسلحة لخوض هذه الانتخابات أهمها البطانة كما يطلقون عليها ولكن هم في الحقيقة بلطجية وهؤلاء ينقسمون إلي عدة فئات, مجموعة تقوم بحماية الدعاية الانتخابية للمرشح ومجموعة تهتف له ومجموعة تقوم باطلاق الشائعات ضد المرشح المنافس ويشير بسطاني ان هذه الظاهرة مفتوحة الان فقبل الثورة كان النظام السابق يدعم هؤلاء البلطجية لمرشحي الحزب المنحل تحت اشراف أمن الدولة ولا أحد يستطيع توجيه أي اتهامات أو يتعرض لهم لأنهم في حماية الشرطة, كما ان لا يوجد دراسات بأي مركز بحثي عن هذه الظاهرة لأن لم يكن أحد من النظام السابق يسمح بذلك. أما بعد الثورة فهناك انفلات بالطبع ولا وجود لأمن الدولة ولا الشرطة لكن البلطجية موجودون وبكثرة وهذه الظاهرة موجودة أكثر في الدوائر والمناطق الشعبية وبعض المحافظات لذلك لابد من اعلام تربوي لكي يعلم الناخب كيف يختار مرشحه ولابد من وجود استراتيجية محددة في كيفية الخلاص من هذه الظاهرة. وأضاف كريم بدوي( صاحب شركة) ان أكثر فئة تستفيد من هذه الانتخابات هم البلطجية أو الهتيفة الموجودة الان بكثرة لاتساع الدوائر الانتخابية, والذين يحصلون علي أموال طائلة الذين ينشرون الشعارات عن طريق السيارات المجهزة بالأجهزة الصوتية( دي جي كما يتعاملون مع أكثر من مرشح, لكن كبر الدوائر جعلت المرشح صاحب نفوذ المال هو الأقوي بالنسبة لهؤلاء حتي الاحزاب الاسلامية حعلوا المساجد وسيلة للدعاية الانتخابية في عمل مسابقات دينينة وتوزيع جوائز علي أهالي الدائرة, وينفقون الكثير علي هؤلاء في تأجير السيارات لهم وعليها بعض اللافتات والتنسيق فيما بينهم مع بعض اصدقائهم في المناطق الاخري والمقاهي للدعية لهذا المرشح نظير مبالغ مالية تصرف لهم يوميا, كما أن هناك اقبالا شديدا علي هذه المهنة لإنها تتناسب مع طبيعتهم الاجرامية حيث تصل يومية أقل هؤلاء إلي200 جنيه في اليوم الواحد فيما يحصل البعض الاخر منهم عتاة الاجرام علي600 جنيه يوميا ويحصل الاكثر منهم علي مبالغ خيالية من المرشحين مقابل استقدام البلطجية والمسجلين للمرشح محققين استفادة كبيرة علي حساب هؤلاء المرشحين ومن جانبه أكد محمد صلاح المحامي أحد النشطاء الحقوقين انه جرت العادة ان يتم الاستعانة بعدد من البلطجية والمسجلين خلال العمليات الانتخابية, حيث يري بعض المرشحين ان هذا ما يجعله يتصدي لخصومه في حالة حدوثأي مشاكل و يظهر المرشح مع وجود هؤلاء أصحاب العضلات والمتدربين في صلات جيم كنوع من جذب الانظار وعدم الاستهانة به ويضيف بأنه بعد الثورة هناك بعض التربيطات المشبوهة يقوم بها أصحاب رءوس الأموال سواء من المرشحين أو من انصارهم مع البلطجية في كل دائرة من أجل الحفاظ علي اللافتات وصور المرشح ومواجهة بعض العناصر التي تقوم بإعلان رفضها لهذا المرشح, وفي شل كثرة الاحزاب السياسية والدينية بعد الثورة زادت هذه المسألة أكثر لأنها كانت قاصرة علي مرشحي الحزب الوطني المنحل ورجال الحكومة فقط, وفي نهاية الأمر يكون الناخب هو الضحية.