السينما هي تجسيد لواقع اجتماعي بأكثر من وجهة نظر, وفي العشر سنوات الأخيرة قدمت السينما الواقع المصري باشكال مختلفة فتحول الحي الشعبي الي عشوائيات, وظهرت المشاكل الجنسية للأسرة المصرية علي شاشة السينما, وتنشر معها معدلات الجرائم, والعنف, واللامبالاة, لتصبح السينما المصرية بما تقدمه ظاهرة يجب الوقوف عندها وتحليلها من خلال علم الاجتماع. الدكتور عبد الرؤوف الضبع رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة القاهرة يري: أن للسينما رؤيتين الرؤية الأولي تصور واقعا خياليا يمس جانبا رومانسيا في حياتنا, والرؤية الثانية ان تكون اداة لعرض الواقع وتحليله, وما يحدث الآن عبارة عن متاجرة بآلام الناس, فالسينما ليست مكانا للصراخ, او للكسب المادي, ففيلم( حين ميسرة) قدم مصر علي أنها كلها عشوائيات, ومصر ليست بها السوء, ويجب علي المخرجين ان يتحلوا بالوعي الوطني, وبالحس الرشيد في تصوير الواقع فمصر ليست راقصات, وجنسا وقمارا, التجارة( كويسة) ولكن لايصح المتاجرة في كل شيء, وقد اثرت هذه الأنماط علي المجتمع بشكل سلبي فارتفعت معدلات الجريمة والانحراف. كما اتفقت دكتورة سامية خضر, ودكتورة نجوي الفوال استاذتا علم الاجتماع بأن كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده فالسينما تحولت في الأعوام الماضية الي عشوائية في كل شيء بداية من كتابة السيناريو, فظهور العري والجنس علي الشاشة شيء مقزز والمجتمع لايحتاج لهذه النوعية من الأفلام, بيع المخدرات مربح والمنتج الذي يقبل علي انتاج هذه النوعية من الأفلام يتساوي بتاجر المخدرات ولكنه يرتدي ثوبا سينمائيا. وهناك افلام كوميدية رائعة رغم أنها تحمل رسالة مهمة لكنها ترفيهية وبسيطة مثل( صعيدي في الجامعة الأمريكية) فالسينما استمتاع بعالم جميل, أما أفلام الاسفاف والابتذال فتأثيرها علي المجتمع سيئ جدا فظهور( غادة عبد الرازق, وهيفاء وهبي, وسمية خشاب) وادائهن لمشاهد الاثارة ليس فنا, ولكنه اثارة لغرائز المشاهدين, وهذه الأفكار لاتعالج المجتمع, لأنها مجرد أفلام جنس رخيصة, كما تؤثر هذه الأفلام علي الجيل الجديد فبدلا من ان نربي الأطفال علي القيم والمباديء, نرمي بهم في عالم آخر وهو عالم الحس الرخيص, ونفسد ذوقهم, كما تؤدي هذه الأفلام الي ارتفاع معدلات الجريمة واخبار الحوادث خير شاهد علي هذا التحول في المجتمع, كما أدت الي زيادة العنف عند الأطفال, وافسدت الذوق العام. وتقول د. سهير عبد العزيز عميدة كلية الدراسات الانسانية: أن السينما تتحدث عن مشاكل المجتمع ولكن ما يحدث الآن من عرض لمشاكل المجتمع خاصة( القاع) لايراعي الذوق العام, وينحدر بذوق المشاهد, فهي أفلام بلا هدف, وتهبط بالمستوي الاخلاقي فأصبحت السينما( بجحة) تعرض مشاهد جنسية في صورة فوضوية وأدي ذلك الي انتشار الجرائم الجنسية, وزيادة عدد الأطفال غير الشرعيين, كما أدي عرض الاسفاف علي انه كوميديا الي اعتياد الاذن علي سماع الألفاظ البذيئة علي انها شيء عادي. وسبب اقبال الجمهور علي هذه الأفلام, اولا اعلان الفيلم بالمشاهد الجنسية والألفاظ كوسيلة لجذب الشباب في ظل وجود كبت جنسي نتيجة للبطالة والعنوسة, وأصبح المشاهد الآن معتادا علي مشاهدة العلاقات الجنسية, والادمان, والالفاظ البذيئة علي أنها فن وابداع, وقد اجمع علماء الاجتماع انه مع المتغيرات التي تحدث للمجتمع المصري ستؤدي الي اللامعيارية في كل شيء, بالاضافة الي فقد المجتمع للقيم والمباديء في كل شيء.