دخلت أزمة نقص البوتاجاز منعطفا خطيرا بعد تصاعد الغضب الشعبي ضد تفاقمها وصمت المسئولين دون اتخاذ اجراءات فعلية من شأنها توفير الاسطوانات, والقضاء علي الطوابير والضرب علي أيدي تجار السوق السوداء الذين رفعوا سعر الأنبوبة الي50 جنيها في بعض المحافظات. الأزمة التي وصلت ذروتها بقيام مواطنين بقطع الطرق علي سيارات التوزيع واقتحام مصانع التعبئة والمستودعات وحصار دواوين عدد من المحافظات, لا تلوح في الأفق بوادر انفراجة قريبة لها, خاصة في ظل حالة التنصل من المسئولين التي بدت من وزارتي البترول والتضامن المعنيتين بالأزمة, ولجوء كل طرف الي التبرؤ منها وتحميل الطرف الآخر مسئولية نقص الاسطوانات وانتشار السوق السوداء. فتحي عبد العزيز رئيس قطاع التجارة والتوزيع بوزارة التضامن برأ ساحة الوزارة التي ينتمي اليها من أزمة نقص البوتاجاز بقوله التضامن عملت اللي عليها, مؤكدا ان مايحدث من اختصاص وزارة البترول المسئول الأول عن أسباب تصاعد تلك الأزمة. فيما حمل حسام عرفات رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية بالغرفة التجارية بالقاهرة, وزارتي التضامن والبترول المسئولية بقوله ان البترول لم توفر الكميات المطلوبة للاستهلاك بينما تكتفي وزارة التضامن بتغريم أي شخص يستخدم الاسطوانات المنزلية في المشروعات التجارية علي حد تعبيره. يأتي ذلك في الوقت الذي امتدت الطوابير لعشرات الأمتار أمام المستودعات في بعض المحافظات وسط مشاجرات مستمرة بين الأهالي, فيما خرج البعض عن صمته ليلجأ الي قطع الطرق مثلما حدث في قرية عرابة أبيدوس بمركز البلينا بسوهاج, حيث منع الأهالي الحركة المرورية علي الطريق المؤدي الي المنطقة الآثرية ماتسبب في إلغاء رحلة سياحية كانت في طريقها الي معبد أبيدوس, قبل أن توفر مديرية الأمن ألف اسطوانة لامتصاص غضب المتضررين من الأزمة. وفي الشرقية أضطر أهالي قرية قربيط بأبو كبير الي التظاهر أمام مبني ديوان عام المحافظ طالبين تدخل المحافظ. ولم يسلم مصنع تعبئة البوتاجاز بأسوان من هجوم الأهالي عليه للحصول علي الاسطوانات.