تباينت أراء الوسط الثقافي حول خطاب المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام ورئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة ما بين مؤيد له وبين من وجده مخيبا للآمال, ففي الوقت الذي كان المعتصمون بميادين مصر المختلفة والشعب ينتظرون الكثير منه لم يختلف أحد علي ضرورة استقالة حكومة عصام شرف, منتظرين حكومة ذات صلاحيات مطلقة. ققال محمود الورداني الكاتب والناقد: هذا دليل علي أن النظام لم يتغير, وأن معالجته للأحداث واسلوبه في الحكم كما هو, كما أن الاستفتاء علي عودة الجيش للثكنات أمر غير منطقي لأن هذا الأستفتاء كان يجب أن يتم في البداية, كما أن العشرة أشهر الماضية أنتجت مشاكل كبيرة وأدخلتنا في نفق مظلم. وأكد الكاتب إبراهيم عبدالمجيد أن الناس كانت تنتظر من الخطاب أكثر مما جاء فيه بأن يحول عيسوي ومن تورط في قتل المتظاهرين لمحاكم عاجلة, وأن تكون هناك حكومة إنقاذ وطني. وقال الكاتب محمد البساطي إن كل ما يدحث وما جاء في الخطاب أمر محبط, فكنا ننتظر مواقف أكثر حزما, ونحتاج إلي أن تتضح الصور بشكل أكبر, وان يكون هناك استقرار في إتخاذ القرار حتي نتخطي حالة الفوضي الحادثة. د.مدحت الجيار: كان لابد من هذا البيان لأن التكهنات والتوهمات التي كانت تتداول بين المعتصمين في الميدان كانت تتطلب هذا, حتي يعرف المعتصمون موقف المجلس الأعلي للقوات المسلحة من الأحداث, كما أن المجلس لم يكن أمامه غير قبول استقالة حكومة شرف, وأن يوليهم السلطة بشكل مؤقت حتي تتم الانتخابات ثم تعلن حكومة جديدة. من ناحيته أكد الكاتب والأديب جمال الغيطاني أن الخطاب طرح بعض الحقائق وكان أولها الاقتصاد المنهار بمصر كما حاول طرح بعض الحلول ولكنني أراه ليس علي مستوي لحظة التحرير.. فالمسألة أعمق من هذا والمجلس لم يتعامل مع ثورة يناير علي أنها ثورة بل تعامل معها علي أنها حدث وعبر واستمر علي نفس النهج القديم ومن هنا كان التناقض. ويقول حلمي النمنم: المشير في هذا الخطاب كان يتوجه لعامة الشعب وليس لميدان التحرير تحديدا وقد طرح خلاله خطة واضحة لتسليم السلطة قبل شهر يوليو2012 وأمامنا سبعة شهور بمعني أن هذا الكلام محدد وخرج من أرفع رجل بالقوات المسلحة وقيل في بيان رسمي وليس مجرد تصريح. فيما يقول الأديب أحمد الخميسي: الخطاب لم يداوي جراح الشعب المصري ولن يساعد علي الخروج من الأزمة فعندما يسقط35 شهيدا بسبب الضرب الوحشي يختلف الأمر.. لقد حاول المجلس الاستجابة لمطالب الشعب بقبول استقالة عصام شرف ولكن يبدو أن المجلس ليست لديه رؤية مستقبلية لوضع مصر الراهن. وكما تباينت آراء المثقفين من خطاب المشير تباينت أيضا اراء الفنانين والمؤلفين والمخرجين بين مؤيد ومعارض لمضمون البيان حيث ذهب البعض الي عدم احتوائه علي ضمانات كافية لسيادة الاستقرار وهدوء الاوضاع, فيما رفض البعض الاخر التشكيك في وطنية المجلس العسكري او تقييم بيان المشير طنطاوي واصفين اياه بالشرف العسكري الرفيع والثقافة الوطنية الراقية. ويري السيناريست بشير الديك ان المجلس العسكري لم يحقق ماكان مرجوا منه في ادارة شئون البلد ويجب تشكيل حكومة ايقاظ وطني مطلقة الصلاحيات حتي يتم التحقيق مع مرتكبي الجرائم الذين لا نعرف عنهم شيئا مثل احداث ماسبيرو وقتل الشهداء. في حين اكد الفنان محمود ياسين انه لايصح مطلقا تقييم وطنية المجلس العسكري واعضائه وانهم اناس شرفاء يعملون علي صالح البلاد, مؤكدا وطنية المشير وان بيانه منطقي وعلمي يتميز بالثقافة الوطنية والشرف العسكري الرفيع. في حين ابدي المخرج نادر جلال قلقه من الانتخابات القادمة قائلا: كيف ستتم في مناخ تشوبه الاضطرابات ؟ مؤكدا انه يجب وقف الاشتباكات التي لا نعرف مرتكبيها اطرافها حتي نصل الي الحقيقة. ويري المؤلف يسري الجندي ان ماحدث يجعل الثورة تعود الي مربعها الاول واصبحنا في مفترق طرق بين الاول وهو التمسك بتصحيح لمسار الثورة والثاني هو تكرار الاخطاء السابقة ولا نعرف أيا من الطريقين سنتبع. ويري الفنان أحمد بدير ان البيان الذي قيل قد تهدأ معه قلوب المصريين والشباب في ميدان التحرير, ولكن لايزال الاعتصام مفتوحا حتي تصدر قرارات فعلية وحقيقية وليس كلمات نجمل بها الواقع المظلم, ولا نعرف ما مصيرنا الذي اصبح مجهولا ربنا يهدي الجميع ويحفظ مصر حرة.