وبخ مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران أمس بسبب الشكوك المتزايدة في انها تسعي إلي تطوير قنابل ذرية وذلك بعدما تغلبت القوي الست الكبري علي انقسامات بشأن الطريقة المثلي للتعامل مع طهران. لكن القرار الذي حظي بتأييد ساحق خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يضم35 دولة تفادي اي خطوات عقابية واضحة وهو ما يعكس المعارضة الروسية والصينية لمثل هذه الاجراءات. وصوتت32 دولة لصالح القرار بينما صوتت دولتان ضده هما كوبا والاكوادور. وامتنعت اندونيسيا عن التصويت. ولم تبد إيران إشارة علي التراجع في المواجهة بشأن أنشطتها الذرية وهددت باتخاذ إجراءات قانونية ضد الوكالة لاصدارها تقريرا شديد اللهجة عن البرنامج النووي الايراني. في الوقت نفسه, رحب البيت الأبيض بقرار الوكالة الدولية وقال إنه سيزيد الضغط علي طهران للتخلي عن سعيها للحصول علي قنبلة ذرية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يعبر عن القلق المتزايد تجاه النشاط النووي الإيراني كشف المزاعم الجوفاء لإيران بأن برنامجها النووي مخصص فقط للأغراض المدنية. وأضاف في بيان ستواصل الولاياتالمتحدة بالتنسيق مع شركائنا وأيضا بشكل منفرد هذا الضغط حتي تختار ايران التراجع عن مسار العزلة الدولية الحالي. وحصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط علي نسخة من مسودة مشروع القرار الذي تقدمت به كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا وألمانيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وتتم مناقشته منذ ساعات في محاولة لتمريره بموافقة أكبر عدد ممكن من الدول الأعضاء في المجلس. ويعرب القرار عن قلقه العميق والمتزايد بشأن المسائل العالقة حول برنامج إيران النووي بما في ذلك المسائل التي تحتاج إلي توضيح من أجل استبعاد وجود أبعاد عسكرية محتملة. كما يؤكد أنه من الضروري علي إيران والوكالة تكثيف الحوار بينهما الهادف إلي تسوية جميع المسائل الجوهرية علي نحو عاجل بغرض تقديم توضيحات بشكل تلك المسائل بما في ذلك اتاحة الفرصة للوصول إلي جميع المعلومات والوثائق والمواقع والمواد ذات الصلة والأشخاص المعنيين. ويحث القرار, إيران مرة أخري علي الامتثال بشكل كامل دون إبطاء لالتزاماتها بموجب القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والوفاء بمتطلبات مجلس محافظي الوكالة بما في ذلك تطبيق البند المعدل3-1 وتنفيذ البرتوكول الإضافي والإسراع بالتصديق عليه. ويدعم القرار التوصل لحل دبلوماسي ويدعو إيران للانضمام بجدية ودون شروط مسبقة في محادثات بهدف استعادة الثقة الدولية في الطابع السلمي المحض لبرنامج إيران النووي مع احترام الحق الشرعي في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. في غضون ذلك, أعلنت السلطات العسكرية الايرانية أمس أن قوات الدفاع الجوي الايراني ستجري مناورات دفاعية في المناطق الشرقية بالبلاد لمواجهة اي تهديدات عسكرية محتملة ضد المنشآت النووية. ونقلت وكالة أنباء ارنا الايرانية عن مصادر بالحرس الثوري الايراني قولها إن المناورات تهدف الي الارتقاء بالقدرات القتالية لشبكة المضادات الجوية للبلاد والي استخدام تكتيكات دفاعية جديدة لتعزيز الاستعدادات والقدرات القتالية والتنسيق بين سلاحي المضادات الجوية في الجيش والحرس الثوري لمواجهة التهديدات المحتملة علي اجواء البلاد وخاصة المراكز السكانية والحساسة والحيوية والنووية. وتصب هذه المناورات في سياق البرامج العملية السنوية في الجيش الايراني ولتعزيز قوة الردع في البلاد. من جانبه, قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا انه سيثير مخاوف الولاياتالمتحدة من العواقب غير المقصودة لتوجيه اي ضربة عسكرية لايران خلال محادثات أجراها مع نظيره الاسرائيلي أمس بما في ذلك أثرها المحتمل علي الاقتصاد العالمي. وقال بانيتا من الواضح ان الذهاب ابعد من ذلك يثير قلقنا بشأن العواقب غير المقصودة التي قد تنجم عنه. وأشار إلي تحليل أمريكي يفيد أن توجيه ضربة إلي إيران سيؤخر البرنامج النووي لايران عاما أو عامين علي الاكثر. واضاف انه سيكون له ايضا انعكاسات علي القوات الامريكية في المنطقة.