مئوية ما أجملها إحتفل بها الزمالك بمناسبة مرور مائة عام علي تأسيسه لم ينل منها إلا العرض السييء للاعبيه أمام أتليتكو مدريد في الفقرة الرئيسية بعد الهزيمة القاسية التي نالها لاعبوه من المنافس4-1 بعد عرض رائع من الفريق السباني الذي قدم درسا نادرا في الكرة الحديثة وفي الكثير من أساسياتها خاصة ما يتعلق بالطريقة الرقمية4-4-2 ومشتقاتها وبقواعد اللعب بها سواء الدفاعي الجماعي أو كيفية صناعة المساحات والهجوم بكثافة عددية عالية أو حتي التحول من الدفاع للهجوم. ومن حسن حظ الزمالك أن أتليتكو مدريد جاء بدون نصف قوته بعدما غاب عنه ما يقرب من سبعة لاعبين دوليين لارتباطاتهم الدولية مع منتخبات بلادهم وإلا لكانت الفضيحة يوم المئوية التي كان من الصعب أن ينساها عشاق الزمالك كلما تحدثوا عن المئوية خاصة ان بدلاء الفريق الأسباني تلاعبوا بالزمالك ولقنوهم دروسا قاسية وتعاملوا معهم بجدية وصلت لحد الإهانة. تقدم أتليتكو مدريد في الشوط الأول2-1 بهدفين مبكرين سجلهما سافيو بينما سجل أحمد حسام ميدو للزمالك من ركلة جزاء غير صحيحة بعد تعرض شيكابالا للعرقلة من خارج منطقة الجزاء.. وفي الشوط الثاني أضاف دييجو الهدفين الثالث والرابع لتنتهي احتفالات المئوية بهزيمة جديدة للزمالك كالتي تلقاها الأهلي يوم مئويته من برشلونة الأسباني4/ صفر. علي غير المتوقع بدأ الشوط الأول بحماس من الفريقين في ظل الجدية الكبيرة التي لعب بها أتليتكو مدريد الذي وضح من البداية حجم الفوارق الكبيرة بين لاعبيه والزمالك في الوعي الخططي والتكتيكي ليس ذلك فقط بل في سرعات اللعب سواء الانتقالية أو الأداء أو حتي رد الفعل للحد الذي بدا فيه لاعبو الزمالك وكأنهم يلعبون بالأداء الحركي البطيء عكس منافسيهم الذين كانوا لا يكتفون بالعدو في المساحات الخالية بمجرد توافرها ولكن كانوا يلتهمونها بدليل أن أول20 دقيقة في المبارة شهدت أربعة إنفرادات صريحة واضحة كان من السهل أن تتحول لأهداف ولكن من حسن الحظ أن هجوم أتليتكو إكتفي بهدفين فقط. وقدم لاعبو أتليتكو مدريد درسا رهيبا وقاسيا في أول30 دقيقة في كيفية تطبيق الطريقة الرقمية4-4-2 بكل مشتقاتها بصرف النظر عن أن الفريق الأسباني كان تنظيمه في الملعب1324 إلا أنه كانت لهم الريادة في كل أنحاء الملعب سواء امتلكوا الكرة أو عند فقدانهم لها بشكل مبهر قريب للإبداع. وفوجئ لاعبو الزمالك منذ الدقيقة الأولي للشوط الأول بسرعات عالية لم يتعودوها في الدوري المصري وبسرعة أداء من اللاعبين وبشخصيات قادرة علي اتخاذ القرار وتنفيذه في الملعب ولم يكن غريبا أن يتعرض الزمالك لاختبارات مبكرة ولم يكن مفاجأة لأحد أن يسقط لاعبو خط الوسط خاصة الثنائي المدافع ورباعي خط الدفاع فيها مبكرا وبشكل مهين ويقلل منهم كثيرا. وأسوأ شيء في كرة القدم أن ينجح المنافس في بناء هجمات بكثافة عددية أعلي من مدافعي خصومه وأن يصل لمرمي المنافس بمهاجمين أكثر من مدافعي الخصوم وهو ما حدث بالفعل في الدقائق الأولي ووصل لدرجة الإهانة للزمالك ولاعبيه ويكفي أن الدقيقة التاسعة شهدت بداية ضرب الزمالك تكتيكيا عندما لويس فليبي من الناحية اليمني ولعب عرضية تحرك لها الثلاثي المهاجم لأتليتكو بشكل رائع فشتت تركيز مدافعي الزمالك لتصل إلي سافيو المنفرد تماما يقلبلها مباشرة داخل المرمي مسجلا الهدف الأول. واهتزالزمالك كثيرا بعد الهدف وانكشفت دفاعاته تماما أمام أتليتكو مدريد ووضحت فوارق السرعة بكل أنواعها وحجم الوعي الضعيف بأسلوب اللعب للاعبي الزمالك مقارنة بأتليتكو مدريد فالفريق الضيف كان يكفي له القليل من الثواني للسيطرة والبناء ثم الإنهاء عكس الزمالك الذي كان لا يكفي لاعبيه الدقائق للقيام بهذه المراحل بالكامل حتي عند القيام بها لم يكن ينجح في استغلالها. المثير أن أتليتكو مدريد صنع كل هذه المتعة في الدقائق في الشوط الأول رغم أنه جاء بنصف فريق في ظل الغيابات الكبيرة لنجومه الكبار لارتباطاتهم الدولية مع منتخبات بلادهم حتي النجوم الكبار الذين حضروا جلسوا علي الدكة في بداية اللقاء ولكن القاعدة في الفرق الكبيرة أن عدم وجود النجوم لا يؤثر علي أسلوب الأداء وإنما يكون الفارق فقط في الفاعلية وكفاءة الأداء عندما يتعلق الأمر بمنافس قوي لديه القدرة علي الإستفادة من نقص صفوف خصمه. وتأتي الدقيقة14 لتشهد الهدف الثاني لأتليتكو الذي كان أشبه بصفعة قوية للاعبي الزمالك ليس لمجرد هز الشباك وإنما لحجم الزيادات الكبيرة للاعبي الفريق الأسباني في الكرة الذي وصل لأربعة لاعبين كانوا في مواجهة مباشرة بعبد الواحد السيد دون ضغط من مدافعي الزمالك الذين لم تسعفهم سرعاتهم الانتقالية لتكملة السباق بنفس الكفاءة عندما إنطلق بيستي من الناحية اليمني وشق طريقه بالكرة ويلعب عرضية يسددها سافيو داخل المرمي الخالي تقريبا من حارسه الذي مرت من أمامه الكرة. ويتعرض لاعبو الزمالك لحالة من الإرتباك الرهيب والتوهان إستمرت لمدة ست دقائق ذاقوا خلالها الكثير من أتليتكو الذين أتعبوهم بشكل لم يتعودوه علي الإطلاق وصنعوا العديد من الفرص التي لو تعاملوا معها بجدية كبيرة لكانت النتيجة فضيحة غير مسبوقة للزمالك وبدأ طوفان الفرص الضائعة في الدقيقة17 عندما إنفرد بيستي تماما بعبد الواحد السيد وسدد بشكل جمالي وإستعراضي سيطرت عليه اللامبالاة فأنقذ حارس الزمالك بإقتدار. وتوالت الفرص الضائعة لأتليتكو ولم تكن تمر أكثر من دقيقيتين حتي يتعرض عبد الواحد لإختبار صعب ويسقط دفاع الزمالك بسهولة كبيرة أبرزها في الدقيقة19 عندما تلقي سافيو كرة من الناحية اليمني ولكنه سدد بجوار القائم الأيسر لعبد الواحد السيد.. وبعدها بدقيقتين أرسل ريس عرضية مرت من الجميع كالعادة ووصلت لسافيو لعبها بجوار القائم الأيسر مضيعا أسهل الفرص. وفي ظل سيطرة أتليتكو مدريد علي الكرة ينجح شيكابالا بمجهود فردي في الإختراق ومراوغة ميرندا لينفرد بالمرمي ويضطر المدافع لعرقلته ليحتسبها الحكم ركلة جزاء يسددها أحمد حسام ميدو داخل المرمي مسجلا الهدف الأول.. ويعدها بأربع دقائق كاد شيكابالا يتعادل للزمالك عندما إنفرد وراوغ الحارس الأسباني ولكنه سدد بجوار القائم الأيسر للمرمي المفتوح علي مصراعيه.. ورفض أتليتكو مدريد أن ينهي الشوط الأول دون صناعة فرص جديدة علي مرمي عبد الواحد السيد والضغط القوي علي مرمي عبد الواحد السيد الذي كادت تهتز شباكه مرتين الأولي في الدقيقة37 عندما تلقي موريدو كرة لعبها من فوق عبد الواحد السيد لحظة خروجه ولكن أنقذها أحمد الميرغني قبل أن تتجاوز خط المرمي.. والثانية في الدقيقة44 انفرد بيدي وراوغ كريم الحسن وسدد من زاوية صعبة ولكن بدقة وقوة أنقذها عبد الواحد السيد لينتهي الشوط الأول1/2. ويبدأ الشوط الثاني بقوة من أتليتكو مدريد ولم تمض أكثر من ست دقائق حتي احتسب الحكم ضربة حرة مباشرة علي حدود منطقة الجزاء سددها بإقتدار دييجو علي يمين عبد الواحد السيد مسجلا الهدف الثالث للفريق الأسباني وبعدها يهدأ ايقاع اللعب تماما من الضيوف ليتركوا الفرصة للاعبي الزمالك للسيطرة وتهديد مرمي اتليتكو ولكن علي استحياء ويسدد شيكابالا كرة قوية ينقذها الحارس وينهيها صبري رحيل بقذيفة هي الأفضل تمر فوق نقطة إلتقاء العارضة بالقائم الأيسر للحارس الأسباني. وفي ظل محاولات الزمالك يظهر الفارق الرهيب بين الفريقين ففي الوقت الذي كان يواجه الزمالك صعوبات كبيرة في التمرير كان أتليتكو مدريد يلعب بسهولة ويسر دون تعب أو مشقة وتأتي الدقيقة29 لتشهد عدة تمريرات تنتهي عند سافيو المنفرد بالمرمي تماما ويسددها ترتطم بالعارضة وترتد لدييجو يكملها داخل المرمي مسجلا الهدف الرابع في ظل غياب تام ومطلق من لاعبي الزمالك ودفاعه السييء البدائي.