طرابلس رويتر: ذكر مراسل وكالة رويتر أنه بينما كان يرقد في صمت وعيناه تحملقان في الظلام وكان يسمع المقاتلين وهم يتحدثون بحماس خارج باب غرفة القذافي.. شعر وكأنه طفل أجبر علي النوم مبكرا. وقال: كانت غرفة نوم القذافي كبيرة وإن لم تكن شاسعة وكان فراشه الضخم يشغل معظم مساحتها. وكانت هناك ثريتان متهالكتان تتدليان من السقف. قال لي أحد المقاتلين كان هذا منتجع القذافي الصحراوي.. الآن نحن نستخدمه في المصالحة مع القبائل هنا. المبني الرئيسي مكون من طابقين. وهناك غرف كبيرة مليئة بالأرائك والخزائن الفارغة وكانت تعج برجال يركضون هنا وهناك يتحدثون عن كيفية إعادة بناء البلاد. الأمر المذهل حقا بشأن هذا البيت هو أنه من الواضح أنه لم يكن يستخدم الا نادرا. قلت لنفسي ربما يكون القذافي قد شيده للإقامة فيه في حالة زيارته حقول النفط المجاورة. وتتسم بلدة أوباري القريبة التي يسكنها نحو40 ألفا بالفقر وتملأ القمامة شوارعها. وقال لي أحد أبناء الطوارق إنه كان يلعب في الحقول التي كانت موجودة هنا قبل إقامة البيت عام1990. وأضاف' كانت أول مرة أدخل فيها هنا قبل عدة أيام.' وكنت سعيدا أن أراه يجلس باسترخاء علي الأرائك المصنوعة من الجلد الصناعي. توجهت إلي غرفة الطعام في منزل القذافي. هنا رأيت أطقما للموائد وأكوابا وقلت لنفسي' ستحب أمي اقتناء أحد أطقم فناجين الشاي التي تخص القذافي.' لكن بينما كنت أناقش نفسي فيما إذا كان نهب منزل القذافي أخلاقيا أدركت ان المنزل ما زال علي حاله تماما. ربما يكون قد سرق شيء هنا او هناك لكن الكثير من الأشياء التي يخف حملها ما زالت موجودة في مكانها. قرأت عن المنازل التي تهجرها حكومات والمنازل المنهوبة ورأيت بعضها كذلك لكن من الواضح أنهم هنا اتبعوا نهجا مختلفا. في المطبخ تجاذب مقاتل من الشمال ورجل من الطوارق اطراف الحديث بجوار الحوض وقد شمرا عن ساعديهما أثناء غسل الأطباق. ومع تواصل اطراف الحديث حتي الليل جاء رجل من الطوارق فارع الطول ليسألني أنا ومستشاري الأمني عما إذا كنا نشعر بالتعب. قادنا إلي غرفة نوم القذافي وخارت قواي علي الأريكة وشكرته بشدة علي تسكيننا في أفضل غرفة. وبغض النظر عن حسن الضيافة.. كان الطوارق ينظرون بريبة الي غرفة النوم. فالبعض اعتقد انها ملعونة وان السحر الأسود يمكن أن يفتك بمن ينامون فيها. ونمت في الغرفة كأي دكتاتور واثق من نفسه لا يقض مضجعه شيء.