بين شد وجذب امتدت العلاقة بين المثقف والسلطة طوال السنوات الماضية.. وطالما شاهدنا عددا من المثقفين عاشوا في رحاب السلطة مدافعين عنها وممهدين لها الطريق لكي تسعي بكل خطاها ناحية الاستبداد والظلم. وآخرين يعرفون جيدا حق وطنهم فواجهوا هذه السلطة بكل قواهم وحول علاقة المثقف والسلطة وما يجب أن تكون دار هذا التحقيق: يري الروائي إبراهيم عبد المجيد أن المثقف الذي ينتمي للسلطة سوف يظل في كل الأزمنة والعصور ولكن من الأفضل للمثقف الذي يحترم نفسه وقلمه أن يبتعد عنها لأنها في كل الاحوال مغرية للفساد. وأعتقد أن الاستقلال التام للمثقف لن يأتي إلا إذا الغيت وزارة الثقافة والغيت الاجهزة الثقافية الخاصة بوزارة الثقافة ووجه الدعم المالي الكافي للجمعيات الثقافية والاجهزة الثقاقية المستقلة. وفي نفس الوقت يري الشاعر عبد المنعم رمضان ضرورة أن يكون المثقف دائما في المكان الذي يستطيع من خلاله رؤية أخطاء السلطة ولابد وأن تكون هناك مسافة بينه وبينها ومن المفترض أن يستعيد مكانته القديمة وأن يكون ضمير جماعته الذي يلح علي السلطة إذا كانت مخطئة وألا يكون جزءا منها.. واضاف رمضان: كل سلطة مهما كانت لها أخطاؤها ودائما تبحث عن أرض جديدة.. وثمة جريمة ارتكبها أغلب المثقفين منذ عهد الرئيس الراحل عبد الناصر عندما قالوا نعم للسلطة فأصبحوا مسخا وليسوا مثقفين. ويؤكد الدكتور جمال التلاوي نائب رئيس اتحاد الكتاب أن النظام كان يشتري أو يلوح لمن يريد الاقتراب مثه ليقترب. وأضاف التلاوي كان مفهوم المثقف في ظل النظام السابق مختلفا حيث كات السلطة السابقة تعتمد علي عدد من الصحفيين والإعلاميين الذين يصفقون للنظام باعتبارهم مثقفين وينبغي أن يدرك الجميع أن المثقفين المتحولين الذين كانوا يخدمون النظام السابق مستعدون لخدمة أي نظام وتتغير مواقفهم باستمرار.. وعلي المجتمع المصري أن يدرك ذلك ويطالب بإقصاء فلول الحزب الوطني والمثقفين المتحولين من المشاركة السياسية لانهم أفسدوا الحياة السياسية لخدمة النظام السابق وهم الذن مهدوا لمشروع التوريث والتطبيع وهؤلاء نعرفهم جميعا بالاسم فهم الذين حولوا الحياة الثقافية الي مجرد مصالح شخصية وكانوا سببا في تراجع الدور المصري علي المستوي العربي والعالمي وللأسف هناك بعض العناصر التي مازالت تعتمد علي كثيرين من هؤلاء الآن. ويقول الكاتب الصحفي حلمي النمنم من حق كل مثقف أن يأخذ موقفا عدائيا من السلطة أو يقرر اتباعها ولكن عليه أن يتمتع بقدر من الاستقلالية تجاه السلطة حتي لو أيدها في بعض مواقفها. واضاف نمنم الذين هللوا للسلطة قبل يناير هم أنفسهم الذين يهللون للسلطة الآن, هم موجودون وسيظل من له عداء مع السلطة موجود ايضا. نريد قدرا من النزاهة والاستقلال في التعامل مع السلطة. فمن يؤيد مقابل امتيازات مادية يجب أن نتصدي له.. ومن يهاجم السلطة لموقف عدائي بينهما أو لابتزازها هذا ايضا نقف ضده.. وأضاف النمنم هناك من أيد عبد الناصر وهو مقتنع وهناك من أيد السادات وهو مقتنع أنه يقدم نموذجا جديدا وهذا ليس عيبا فالمشكلة تكمن حين تكون المواقف مدفوعة الثمن سواء مع أو ضد.