رغم أننا لا نبعد عن أحيائها الراقية سوي دقائق قليلة إلا أن الإسكندرية ترفض الاعتراف بتبعيتنا لها ولا تعاملنا بالاهتمام الذي نرجوه منها بهذه الجملة التي نطقها محمود سيد تلميذ المرحلة الإعدادية وابن منطقة أبيس التابعة لمحافظة الإسكندرية بحزن شديد عبر عن مقارناته المتكررة بين محل سكنه وأحياء المحافظة العريقة التي يزورها كثيرا لتبقي ملامح التمييز والاختلاف الذي غرسته الأنظمة السياسية المتعاقبة علي مصر هي الشاهد علي الإهمال الذي تنطق به أرجاء البلاد وعن العشوائية التي انتشرت ولم تسلم منها أي منطقة. بالإنتقال إلي منطقة أبيس التابعة لمحافظة الإسكندرية والتي تعتبر الظهير الريفي وسلة الغذاء لها وتحديدا من رابعة الناصرية بجوار الطريق السريع التي حرص الاهرام المسائي علي زيارتها للتعرف علي مشكلاتها ومطالب أهلها أكدوا أنه لم يسبق لمسئول زيارتها وبدا ذلك واضحا في بساطة المطالب التي تعتبر في عرف الإنسانية حقوقا أصيلة فما بين مدرسة ووحدة صحية ونظافة شوارع واستكمال الصرف الصحي والمياه تدور أحلام ساكني أبيس يقول جبر عبدالسلام مزارع: نحن هنا لم نعرف الصرف الصحي إلا منذ عام تقريبا ولم يصل سوي للشوارع الرئيسية فقط وبقية المناطق بالداخل لم يدخلها الصرف حتي الآن كما أنه بالنسبة لمياه الشرب فموجودة لكن مشكلاتها لا تنقطع حيث يتطلب إدخالها الحفر حوالي ستة أمتار ورغم ذلك لا تصل للأدوار العليا ويتكرر انفجار المواسير لتبقي المعاناة حتي يأتي الحفار بعد شكاوي متعددة لإصلاحها فتتراكم آثار الحفر لتعاني منها الشوارع. ويفجر الحاج محمد منصور مفاجأة بقوله نحن في حاجة لوحدة صحية فمن يمرض لايجد أمامه سوي الانتقال للأماكن المجاورة في سموحة وغيرها للعلاج وهو ما يتطلبه أيضا تسجيل المواليد وغيرها ولو كان ذلك مقبولا فيما مضي فهو ليس مقبولا الآن حيث تزايد أعداد السكان الموجودين الذين وصلوا للآلاف ورغم ذلك ينظر اليهم علي أنهم يسكنون في منطقة عشوائية ويعيشون تحت أخطار الضغط العالي من الكهرباء وبدون المرافق التي لم نعرفها سوي مؤخرا ولا مغيث لنا في مشاكلنا حيث لا يوجد مجلس مدينة أو عمدة فنحن منسيون في كل شيء حتي في خدمات التعليم فلم يكن موجودا سوي مدرسة واحدة وصلت لحال متردية حتي أصبحت مقلب قمامة وعندما تم بناء مدرسة أخري قيل وقتها انها خاصة وتابعة لمشروعات سوزان مبارك فما كان من الأهالي إلا أن تجمعوا وأدخلوا أبناءهم لها بالقوة. أما نصر محمد يعمل في مجال الأعمال الحرة فيؤكد أن مناطق رابعة الناصرية بجوار السريع وحتي منطقة عرابي مرورا بخورشيد والخامسة تتبع محافظة الإسكندرية وذلك بخلاف مناطق أبيس التابعة لمحافظة البحيرة قائلا بطاقتنا تتبع منطقة محطة الرمل وسيدي جابر ومرشحو البرلمان يأتون هنا في فترة الانتخابات ليأخذوا أصواتنا فقط ثم لا نراهم مرة ثانية حتي الانتخابات التي تليها وكأن هذه هي المصلحة الوحيدة منا لذلك فمشكلاتنا مزمنة سواء كان الصرف الصحي الذي انتهي منذ عام واحد فقط أو عدم وجود مكتب بريد أو مركز شباب أو غيره. الحاج فرج محمد مزارع يقول أرجوكم انقلوا استغاثتنا للمسئولين فالأراضي الزراعية هنا أوشكت علي الضياع بسبب الألمان وبسؤاله عن علاقة الألمان بالأمر اتضح أنه لا يقصد الشعب الألماني ولكن المكان المخصص لماكينات شفط مياه الصرف للأراضي الزراعية مشيرا إلي تكرار تعطلها مما أصاب الأرض الزراعية بالغرق وأنه تمت الشكوي في منطقة أبيس الزراعية التي يطلقون عليها الديوان ورغم ذلك لم يحرك ساكنا لإنقاذ الموقف. أطفال أبيس أجمعوا علي ضرورة حل مشكلات المدرسة والنظافة والأمن في قراهم فبينما أشارت مريم خالد في الصف الثاني الاعدادي بمدرسة سوزان مبارك برابعة الناصرية الي رغبتها في وجود مدرسة ثانية للقضاء علي مشكلة التكدس في المدرسة التي تضم المرحلتين الابتدائية والاعدادية حتي وصل أعداد التلاميذ الي80 تلميذا بالفصل, التقط مصطفي محمد منها طرف الحديث قائلا لأ فصلنا يضم85 تلميذا ونجلس4 في( التختة) الواحدة فكيف لنا الفهم والتحصيل وقد أصبحت مهمة المدرسين إسكات أصواتنا والسيطرة علي هذا العدد الكبير في الفصل. وطالب مصطفي التلميذ بالصف الأول الاعدادي بهدم المدرسة القديمة بعد إزالة القمامة منها وبناء مدرسة جديدة مكانها ليتصبح هناك مدرستان واحدة للابتدائي والأخري للاعدادي. وأشارت آية محمد التلميذة بالصف الثاني الاعدادي الي ضرورة حل مشكلة الصرف الصحي قائلة مرتجع المياه علي البيوت والأراضي الزراعية يجعلها تختلط بمياه الشرب والري الأمر الذي يعني أننا نأكل ونشرب أشياء ملوثة في الوقت الذي يحدثوننا في المدرسة عن النظافة وأهمية الاهتمام بها. وأضافت آية نحتاج الأمن فالحوادث كثيرة ولاتوجد شرطة تمر أو تتواجد لذلك فكثيرا من الاهالي منعوا بناتهن اللاتي يتأخرن في المدارس في الفترات المسائية من الذهاب خوفا عليهن. واتفق معها في الرأي جمال حسين قائلا في جملة الانفلات الذي يضرب مصر بأسرها رأينا وسمعنا حوادث غريبة مثل تكرار اختطاف الأطفال من سائقي التوك توك وذبحهم علي أيدي البلطجية فضلا عن أن بعدنا عن الاهتمام جعل المكان وكرا للمجرمين من متعاطي وبائعي المخدرات ففي المدرسة القديمة المهملة شاهدنا مرارا تعاطي المخدرات بين شلل الأنس من المنحرفين وغيرهم ونحتاج لنقطة شرطة أو دوريات متحركة بشكل ضروري لحماية السكان من هؤلاء وغيرهم. بعرض كل هذه المشكلات علي اللواء حسين رمزي رئيس حي شرق الإسكندرية أكد أنه فيما يتعلق بالأمن فقد تمت مخاطبة مديرية أمن الإسكندرية بهذا الشأن وأنه تتم حاليا دراسة الأمر لتبدأ إجراءات إنشاء نقطة للشرطة هناك مشيرا إلي أن الكثير من المشكلات تتعلق بعدم توافر التمويل اللازم مثلما كان الحال مع الوحدة الصحية التي لم تكن مفعلة حيث كان ينقصها الإمكانات والعاملون وتم التنسيق مع مديرية الصحة لتجهيزها وتشغيلها قائلا هذه إمكانات دولة لكن الأمر ليس ظلاميا بشكل كامل. وأضاف الحي عندي تتوافر فيه جميع المرافق ومعني ذلك أنه لاتوجد عشوائيات وفيما يتعلق بمشكلة القمامة فالأمر جاء بسبب فترة انتقالية بين شركتين الأولي انتهي التعاقد معها والثانية تم التعاقد معها مؤخرا مما سبب مشكلات طارئة تدخل الحي بإمكاناته من المعدات لتلاشيها. واختتم رمزي حديثه بالتأكيد علي أنه فور الانتهاء من حل مجموعة من المشكلات الطارئة بالحي سيذهب إلي أبيس وتحديدا إلي رابعة الناصرية قائلامامي عشرة أيام وسأذهب لأجلس مع الأهالي وأري مشكلاتهم وأحل ما أستطيع فالأمر ليس كله بيدي وهناك مطالب تمثل حقوقا لكن المشكلة في تدبير الموارد المالية من الدولة.