هو فيلم لمخرج روماني وممثلات عربيات تدور أحداثه في المغرب.. تضرب فيه النساء عن الجنس تأديبا للرجال في اطار ثورة علي التمييز للمطالبة بحقوقهن في الحياة.. فهل تنجح الثورة؟ يثبت فيلم نبع النسا للمخرج رادو ميهاليان أن ذلك ممكن إذ قدم جانبا من معاناة المرأة العربية ممثلة في قرية مغربية صغيرة تقوم فيها النساء بمجهود بدني كبير حيث يقمن بجلب الحطب كوقود ومياه الشرب من نبع جبلي بعيد ويسرن في طريق صخري وعر في حين يتفرغ الرجال للجلوس في المقاهي للعب الورق والثرثرة.. والفيلم الذي تبلغ مدته221 دقيقة انتاج فرنسي مغربي بلجيكي ايطالي وتقوم ببطولته الجزائرية ليلي بختي والتونسية حفيظة حزري والفلسطينيان صالح بكري وهيام عباس ومن المغاربة محمد مجد وبيونة وهي أرملة عجوز تقف في وجه ابنها الشاب المتشدد الذي يعامل زوجته بخشونة ويأمرها بارتداء الحجاب والاختفاء عن الناس فتقول له إن الحجاب فرض في صدر الإسلام للتمييز بين الحرائر والإماء ولم يعد في عالم اليوم إماء وهو مشهد صفق له المشاهدون في مهرجان أبوظبي السينمائي مساء الاثنين الماضي. وتضيف الأم أن الأولي من التركيز علي إخفاء جسد النساء أن يغض الرجال أبصارهم كما أمرهم القرآن وتقول غطوا عيونكم عن ملاحقة النساء قبل أن تطالبوا النساء بتغطية الوجوه. وجاءت فكرة الإضراب عن الجنس حلا سلبيا اقترحته الزوجة الشابة( ليلي) علي النساء لكي يجبرن الرجال علي جلب الماء وتحمل المسئولية ولكن أول من يرفض الفكرة حماتها التي تأمر ابنها بتطليق الزوجة المتمردة بحجة أنها عاقر. ويلقي الفيلم أضواء علي السياق العام الذي يعيشه هؤلاء المغاربة المحرومون من التمتع بأبسط الحقوق الإنسانية حيث تشيع الأمية والجهل والقمع والتمييز باسم الدين حتي إن رجل الدين أصبح وسيلة لاستمرار سطوة الرجال ويطالب النساء بإنهاء الإضراب قائلا إنه مخالف لقواعد الدين. ولم تكن نساء القرية يعانين من أوضاعهن التاريخية وكن يرضين بدورهن في العمل الشاق وكونهن أوعية للجنس وإنجاب الذرية التي يموت منها الكثير بسبب تردي الأوضاع الصحية فإحداهن أنجبت21 مرة ولم يعش لها إلا أربعة أبناء. إلا أن قدوم) ليلي( من مكان آخر جعلها تثور علي الأوضاع غير الإنسانية لنساء القرية ويبدأ دورها في التغيير بتوعية النساء بماهن عليه من أمية. وتبدو الزوجات الجميلات أكثر صلابة حين يقررن انتزاع حقوقهن من الرجال علي الرغم من دوائر القهر ويلجأن لاستخدام الخطاب الديني أيضا حين يتوجهن الي إمام المسجد ويقرأن عليه آيات من القرآن وأحاديث النبي محمد التي تؤكد أن النساء شقائق الرجال. وفي تحد للرجال تقوم النساء بخطوة تصعيدية بالذهاب الي مقهي يمارس فيه الرجال البطالة الدائمة ويرفعن لافتة تطالبهم بتحمل مسئولياتهم ثم يشاركن في رقصة غنائية تكشف تناقض الرجال وتخاذلهم. وينتهي الفيلم بانتصار النساء واستجابة المسئولين وبدء الخطوات لمد القرية بالخدمات. والدورة الخامسة للمهرجان يشارك فيها971 فيلما روائيا وتسجيليا من24 دولة.