تعالت صيحات المؤذن الله أكبر الله أكبر معلنا وقت صلاة الفجر وما أن وصل المؤذن الصلاة خير من النوم نهض الحاج عيد من فراشه وقبل أن يبدأ في الوضوء اتجه إلي حظيرة المواشي ليطمئن علي بقرته المريضة اخذ ينظر اليها ويدعو الله أن يشفيها ويقومها بالسلامة أخذت زوجته تصب الماء عليه وهو يتوضأ ويتمتم انتهي الحاج عيد من فرائض الوضوء ولبس ملابسه وحذائه واتجه إلي مسجد القرية واصطف المصلون في صفين وبدأوا جميعا في الصلاة انتهت الصلاة واخذ الحاج عيد في ختم الصلاة واخذ يدعو الله بصوت عال يارب اشفيها ليا يارب قومهالي بالسلامة يارب دانا غلبان. سمع عبده خضر هذا الدعاء ولفت نظره الي الحاج عيد واقترب منه وقال له ايه ياحاج عيد هما الجماعة عيانين ولا إيه ولا مين عيان رد الحاج عيد عليه وقاله لا دي البقرة بقالها دلوقتي اسبوع تعبانة وجبت لها البيطار وادها بواء بريال وهي عشار يا حاج عبده رده عليه الحاج عبده ياراجل انت اندر ندر لسيدي علي البحطيطي وربنا هيقومهالك بالسلامة دا سيدي علي سره باتع وانا جاموستي كانت كدا وندرت ندر وربنا كرمها. رد عليه الحاج عيد وقاله له عندك حق بجد انا ندرت قدام منك دكرين بط لسيدي البحطيطي تعالت صيحات الحاج عبده خضر مدد ياسيدي علي مدد ياسيدي علي بإذن الله المولد بعد شهر تروح وتوفي الندر. بعد اسبوع تقابل الرجلان ثانيا وباغته الحاج عبده خضر كيف حال البقرة رد عليه الحاج عيد بقت زي الفل مدد يا سيدي علي مدد ياسدي علي. الحاج عبده خضر انا مش قلت لك سيدي علي سره باتع اوع تنسي بعد ثلاث اسابيع المولد. مرت الثلاثة اسابيع سريعا وركب الرجلان القطار المتجه الي المدينة حيث مقام سيدي علي البحطيطي والمولد قائم والحاج علي معه الزواد ومعه الدكران البط النذر نزل الرجلان من القطار وترجلا الي حيث مكان المولد والمسجد ومقام وضريح سيدي علي. اصر الحاج عبده خضر علي أن يذهبا إلي شيخ الطريقة أولا فيأخذا البركة ويسلما عليه ويعطيانه النذر ثم يذهبا إلي الضريح ويقرأن الفاتحة بعد ذلك. ذهب الرجلان إلي خيمة شيخ الطريقة، رجل مشرق الوجه حيث لا يري الشمس مطلقا حيث لا يعمل ولا يقوم بأي عمل علي الاطلاق سوي اخذ النذور دخلا عليه خيمته اتجه عبده خضر اليه وسلم عليه وقبل يده واتبعه بعد ذلك الحاج عيد وسلمه النذر. وجاء وقت الغداء اذ بالحاج عبده خضر يستأذن من الحاج عيد في ان يدخل الي شيخ الطريقة ليتحدث معه في امر مهم وجلس الحاج عيد وقدم الخادم اليه وجبه عدس ورغيف هنا سأل الحاج عيد نفسه هو فين الدكر البط وفين عبده اخذ يتلصص من جوانب الخيمة فإذا عيناه تقعان علي فتحة يري منها الشيخ وعبده يلتهمان الدكرين وكأنهما في معركة معهما. جاء الليل وأخذ الرجلان يتمشيان في جوانب وشوارع المدينة وذهبا الي حلقة الذكر وأخذا يتمايلان في الذكر ويلوحان بذراعيهما علي دقات الطبول وشيخ الطريقة جالس في منتصف الحلقة يصفق بيده وهو يقول بين الحين والآخر الله. الله. انتهي المولد وطلع الصبح وذهبا الي محطة القطار وانتظرا القطار علي الرصيف وبعد نصف ساعة جاء القطار وركب الرجلان وجاءت جلستهما أمام رجل معمم من رجال الدين جلس الثلاثة في مواجهة بعضهم البعض وبدأ الحاج عبده خضر يذكر قدرات ومعجزات وكرامات سيدي علي. ولكن الرجل المعمم الجالس امامه لا يعجبه هذا الحديث وباغته اعوذ بالله يارجال لا يجوز أن تسأل غير الله فإذا سألت فاسأل الله وإذا استعذت فاستعذ بالله سؤال غير الله والطلب من غير الله شرك. رد الله الحاج عبده هو احنا بنكفر والعياذ بالله دا سيدي علي رجل صالح ومبروك وولي من اولياء الله الصالحين. قال له الشيخ المعمم أولياء الله الصالحون لا يرضوا أن يكونوا اندادا لله والعياذ بالله وهنا يقاطعهما الحاج عيد ياراجل ياعم الشيخ انت لو كان عندك بقرة وطلبت من سيدي علي أن يقومها وقومهالك هتصدق علي طول. انتهي الحديث وادار الشيخ المعمم وجهة نحو النافذة وهنا تعالت اصوات مكابح القطار ووصل القطار المحطة ونزلوا جميعا وذهب كل إلي حاله ونزه الرجلان متجهين إلي قريتهما حيث أن المسافة بين المحطة وبين القرية خمسة كيلو مترات ومرت سيارة وطلب الحاج عيد من السائق أن يأخذهما معه إلي القرية ولكن السائق اسرع السير ولم ينظر اليهما قال الحاج عبده ياسيدي علي بركاتك راجل معندوش دم مدد ياسيدي علي بركاتك ترجل الرجلان إلي أن دخلا مشارف القرية وهما يريان الناس يهرولون بجانبهما وهم يسألون فيه ايه ياجماعة يرد اليه احد الفلاحين يقول عربية ضربت بقرة نظر الحاج عبده إلي الحاج عيد مش قولتك دا سيدي علي سره باتع وكلما اقتربوا من القرية تقدم الناس تجاه الحاج عيد معلش ربنا يعوض عليك بإذن الله والحاج عيد مذهول ماذا جري ولماذا يقولون لي هذه الكلمات رأي الحاج عيد ابنه مسرعا اليه يابا العربية صدمت البقرة بتاعتنا. هنالك القي الحاج عيد بالمظلة التي في يده واخذ يضرب بتلك يده علي رأسه وهو يقول الله الله يا سيدي علي. -