محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية الجديد سيقضي على مشكلة «تشابه الأسماء»    متى تُعلن نتيجة انتخابات «النواب» 2025؟ وهذا موعد الإعادة بالخارج والداخل    سعر الذهب اليوم الخميس 13-11-2025 في الصاغة.. عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد    ممثل المجموعة العربية بصندوق النقد الدولي: مصر لا تحتاج لتحريك سعر الوقود لمدة عام    دوامٌ مسائي لرؤساء القرى بالوادي الجديد لتسريع إنجاز معاملات المواطنين    "حقوق المنصورة "تنظم يومًا بيئيًا للابتكار الطلابي والتوعية بمفاهيم الاستدامة وترشيد الاستهلاك    النيابة العامة تخصص جزء من رسوم خدماتها الرقمية لصالح مستشفى سرطان الأطفال    الغرفة التجارية: إيقاف 51 ألف محمول في أكتوبر بسبب تطبيق «الرسوم الجمركية»    الإسكان: الوحدات المطروحة مشطبة وكاملة الخدمات والمرافق    القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا أكثر من 22 عملية ضد داعش فى سوريا    إسرائيل تُفرج عن 4 أسرى فلسطينيين من غزة بعد عامين    الخارجية الروسية: تقارير تعليق أوكرانيا المفاوضات تشير لعدم إلتزامها بالسلام    روبيو يعرب عن تفاؤله بصدور قرار أممي بشأن غزة    الاحتلال الإسرائيلي يقصف بالمدفعية أطراف قريتين في ريف درعا الغربي    فضائح الفساد في أوكرانيا تثير أزمة سياسية ورفضا للمناصب الوزارية    إذا قالت صدقت.. كيف تتمسك مصر بملفات أمنها القومي وحماية استقرار المنطقة؟.. من سرت والجفرة خط أحمر إلى إفشال محاولات تفكيك السودان وتهجير أهالي غزة .. دور القاهرة حاسم في ضبط التوازنات الإقليمية    تعرف على ملاعب يورو 2028 بعد إعلان اللجنة المنظمة رسميا    خبير لوائح: قرارات لجنة الانضباط «تهريج».. ولا يوجد نص يعاقب زيزو    بيراميدز في صدارة تصنيف الأندية العربية والأفريقية    الفراعنة يرفعون وتيرة التدريبات قبل اللقاء الودي أمام أوزبكستان    تأكيد لليوم السابع.. اتحاد الكرة يعلن حرية انتقال اللاعبين الهواة بدون قيود    «يتميز بالانضباط التكتيكي».. نجم الأهلي السابق يتغنى ب طاهر محمد طاهر    «مكنش يطلع يستلم الميدالية».. مجدي عبد الغني يهاجم زيزو بعد تصرفه مع هشام نصر    «ده مش سوبر مان».. مجدي عبد الغني: زيزو لا يستحق مليون دولار    بتروجيت: حامد حمدان لم يوقع على أي عقود للانضمام إلى الزمالك    التصريح بدفن جثمان الزوجة المقتولة على يد زوجها فى المنوفية    حادث مرورى بنفق قناة السويس بالإسكندرية وعودة الحركة المرورية    حيثيات حبس البلوجر «سوزي الأردنية»: «الحرية لا تعني الانفلات»    ذروة الهجمة الشتوية.. إنذار جوى بشأن حالة الطقس اليوم: الأمطار الرعدية تضرب بقوة    السيطرة على حريق محل بسبب الأمطار وسوء الأحوال الجوية فى بورسعيد    سحر السينما يضيء القاهرة في افتتاح الدورة ال46 للمهرجان الدولي    محمود فوزي ل"من مصر": قانون الإجراءات الجنائية زوّد بدائل الحبس الاحتياطي    أروى جودة بإطلالة مميزة في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي    أحمد تيمور خليل: ماما مها والدة مى عز الدين معانا بروحها    ريهام حجاج تتألق بفستان كريستالي جذاب وتخطف الأنظار في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي (صور)    محامي أسرة أم كلثوم: إجراءات قانونية ضد الشركة المخالفة لحقوق كوكب الشرق    قد يؤدي إلى العمى.. أعراض وأسباب التراكوما بعد القضاء على المرض في مصر    مقرمش جدا من بره.. أفضل طريقة لقلي السمك بدون نقطة زيت    مفارقة أكتوبر الأرقام تكشف ارتفاعًا شهريًا وتراجعًا سنويًا فى التصخم    أكلات مهمة لطفلك ولكن الإفراط فيها يضر بصحته    عودة الآثار    مركز أبحاث طب عين شمس يحتفل بمرور خمس سنوات علي إنشاءه (تفاصيل)    محمد رمضان يقدم واجب العزاء فى إسماعيل الليثى.. صور    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    طلاب كلية العلاج الطبيعي بجامعة كفر الشيخ في زيارة علمية وثقافية للمتحف المصري الكبير    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    وزيرالتعليم: شراكات دولية جديدة مع إيطاليا وسنغافورة لإنشاء مدارس تكنولوجية متخصصة    ضبط مصنع حلويات بدون ترخيص في بني سويف    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    البابا تواضروس الثاني يستقبل سفيرة المجر    الرئيس السيسي يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    رئيس الوزراء يتفقد أحدث الابتكارات الصحية بمعرض التحول الرقمي    السعودية تستخدم الدرون الذكية لرصد المخالفين لأنظمة الحج وإدارة الحشود    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    رئيس هيئة الرقابة المالية يبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تطوير كفاءات القطاع غير المصرفي    وزارة العمل تكشف نتائج حملات التفتيش على تطبيق قانون العمل الجديد في القاهرة والجيزة    18 نوفمبر موعد الحسم.. إعلان نتائج المرحلة الأولى لانتخابات النواب 2025 وخبير دستوري يوضح قواعد الفوز وحالات الإعادة    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد حسين آدم الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة بدارفور ل الأهرام المسائي‏:‏
الاتفاق الإطاري مع حركة التحرير والعدالة مسرحية هزيلة سيئة الإخراج وسابقة خطيرة في حل النزاعات
نشر في الأهرام المسائي يوم 19 - 03 - 2010

‏كيف تنظرون لتوقيع الخرطوم إتفاقا إطاريا جديدا بالدوحة مع حركة أخري ؟ هذا الإتفاق لايعنينا من قريب ولابعيد‏,‏ وهو في الحقيقة حسب رأينا مسرحية هزيلة سيئة الإخراج وتمرين علاقات عامة يخص الذين شاركوا فيه‏,‏ ولكن لايهم قضية دارفور من قريب ولابعيد‏,‏ ولايرتب أي أثر سياسي ولاعسكري علي الأرض‏.‏
‏-‏كيف تنظرون لتوقيع الخرطوم إتفاقا إطاريا جديدا بالدوحة مع حركة أخري ؟
هذا الإتفاق لايعنينا من قريب ولابعيد‏,‏ وهو في الحقيقة حسب رأينا مسرحية هزيلة سيئة الإخراج وتمرين علاقات عامة يخص الذين شاركوا فيه‏,‏ ولكن لايهم قضية دارفور من قريب ولابعيد‏,‏ ولايرتب أي أثر سياسي ولاعسكري علي الأرض‏.‏

‏-‏ كيف‏...‏ أليس من المفيد ضم جميع الحركات المسلحة للمسيرة السلمية ؟
هذه المجموعة التي تم التوقيع معها لاتمثل حركة‏,‏ وقد ولدت ولادة قيصرية بليل‏,‏ وقد قالت لنا الوساطة أكثر من مرة أنها لاتمثل حركة مسلحة‏,‏ ولكننا نريد أن نجامل هذه الجهة أو تلك‏,‏ كما قال لنا الوفد الحكومي‏:‏ إن هذه المجموعة ليست حركة ولكننا نلعب سياسة‏,‏ أما نحن في حركة العدل والمساواة فقضيتنا ليست لعبا ولن نسمح بأي تفريط علي حساب حقوق شعبنا‏.‏

‏-‏ ماهو وجه إعتراضكم الأساسي علي هذه المجموعة التي تم التوقيع معها ؟
رئيس هذه المجموعة لاعلاقة له بالعمل أو النزاع المسلح‏,‏ هو موظف دولي ظل يزور الخرطوم ويخرج منها كأي مواطن عادي‏,‏ فكيف يأتون به ليصبح فجأة رئيس حركة يقومون بتوقيع اتفاق معها‏...‏ هذه مهزلة‏,‏ وسابقة غريبة في تاريخ حل النزاعات المسلحة‏,‏ وعزاؤنا أن الشعب السوداني وأهلنا في دارفور يعلمون تفاصيل هذه المسرحية التي هي تغطية لاتفاق مسبق‏.‏

‏-‏ هل سيؤثر هذا الاتفاق علي حركتكم أو علي مجمل الوضع بدارفور ؟
أبدا‏...‏ لن يؤثر في حركتنا وقضيتها العادلة‏,‏ وقد جربت الحكومة السودانية مثل هذه الاتفاقات من قبل في الجنوب ودارفور‏,‏وتعلم أنها لن تجديها نفعا‏,‏ وأن الزبد يذهب جفاء‏,‏ ونحن لسنا في قلق ولا عجلة من أمرنا‏,‏والمضحك في أمر الإتفاق الأخير للحكومة وماتدعي حركة التحرير والعدالة أنه ينص علي وقف إطلاق النار‏,‏ والعالم كله يعلم أن هذه المجموعة لم تطلق أي نار حتي توقفه‏.‏

‏-‏ لكن الوفد الحكومي قال إنه يريد بذلك الوصول لحل شامل في دارفور ؟
للأسف رغم أزمات السودان الكبيرة ومشكلاته‏,‏ التي جعلته دولة فاشلة‏,‏ ورغم الإستحقاقات الكبيرة التي يواجهها السودان والتي تجعل كيانه ووجوده ووحدته معرضة لأخطار جسيمة‏,‏فإن الحكومة السودانية تتعامل بإنتهازية وتكتيكية‏,‏ ولاتلتزم بالإتفاقات التي وقعتها معنا‏,‏ وتقوم بخرق وقف إطلاق النار الذي وقعته‏,‏ وتعيد إعتقال‏15‏ من منسوبي حركتنا الذين قامت بإطلاق سراحهم مؤخرا‏.‏

‏-‏ تصبون جام غضبكم علي الحكومة السودانية أو بمعني أصح المؤتمر الوطني‏...‏ وتنسون أن الوساطة هي المسئولة عن التفاوض ومساراته ؟
مصدر أسفنا أن تصبح الوساطة جزءا من هذه المسرحية وهذا المخطط الذي يجري‏,‏ وهي بذلك أصبحت جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل‏,‏ وعليها أن تراجع موقفها فورا قبل فوات الأوان‏,‏ حيث دخلت العملية السلمية إلي منحني خطير ومعقد‏,‏ ونحن قدمنا كثيرا من التنازلات لتحقيق السلام‏,‏ لكن تعامل الوساطة والحكومة السودانية ليس ناضجا‏,‏ ولايضع إعتبارا لمعاناة الناس علي الأرض‏,‏ والوساطة تتخبط تخبطا غريبا‏,‏ وتأتي بأفعال ليس لها سابقة في مناهج حل النزاعات‏,‏ وبدون تدارك جذري ومراجعة جذرية لاستراتيجية التفاوض ولموقف الحكومة من الانتخابات وغيرها‏,‏ فإن هذه الأسباب وغيرها تهدد بنسف العملية السلمية برمتها‏,‏ وصبرنا له حدود‏.‏

‏-‏ ماذا كان يمكن أن تفعل الوساطة في رأيك‏...‏ أن تجعل الاتفاق قاصرا عليكم فقط دون الآخرين ؟
الوساطة بدلا من أن تساعدنا في خطواتنا العملية والدؤوبة من أجل الوحدة‏,‏ ساعدت علي تفريخ مجموعة جديدة بلاطعم ولالون‏.‏

‏-‏ وكيف تنظرون لمستقبل العملية السلمية علي ضوء هذه التطورات‏,‏ وكيف سيكون رد فعلكم حيال هذا التطور ؟
لقد تعاملت حركتنا مع العملية السلمية بالدوحة بحسن نية‏,‏ وكان السلام ولايزال هو خيارنا الإستراتيجي‏,‏ وكان أملنا أن يكون حزب المؤتمر الوطني قد نضج وترك ألاعيبه القديمة‏,‏ وأن تكون الوساطة قد وعت الدرس من التجارب السابقة‏,‏ لكن للأسف لم يكونا عند حسن الظن الذي تحلت به الحركة‏,‏ الذي أثبتت الأيام أنه لم يكن له أثر في أرض الواقع‏,‏ بدليل الإتفاق‏'‏ المسرحية‏'‏ الذي تم توقيعه أمس‏,‏ وماحدث لن يمر مرور الكرام‏,‏ وأجهزة حركتنا الآن في حالة إنعقاد دائم لتقييم الموقف برمته‏,‏ وتقييم موقف الحركة من الإتفاقات السابقة مع الحكومة وموقفها من العملية السلمية‏,‏ ونحن كذلك في حالة تشاور مع شركائنا في مجموعة خارطة الطريق المكونة من خمس مجموعات‏,‏ ومع ممثلي النازحين واللاجئين والقوي السياسية السودانية وأصدقائنا إقليميا ودوليا‏,‏ وبعدها سنعلن موقفنا‏.‏

‏-‏ وماذا بشأن المفاوضات بينكم وبين الحكومة السودانية في تشاد‏...‏هل حدث تقدم كماذكرت الأنباء ؟
ليس هناك تفاوض بيننا وبين الحكومة السودانية في تشاد ولاغيرها‏.‏

‏-‏ هل يمكن أن يغادر وفدكم الدوحة وينهي مفاوضاته مع الحكومة كما هدد من قبل ؟
لا أريد أن أسبق الأحداث‏,‏ فالمشاورات جارية في مؤسساتنا‏,‏ ولكن ما أريد التأكيد عليه أن كل الخيارات مفتوحة‏,‏ وسنتخذ قراراتنا وفقا لما تقتضيه مصلحة شعبنا في هذه المرحلة الحاسمة‏.‏

‏-‏ مسئولون حكوميون ومراقبون يعتبرون أن المصالحة السودانية التشادية تنهي تقريبا المشكلة في دارفور ؟
يؤسفني أننا ظللنا نسمع مثل هذا الكلام السطحي‏,‏ الذي لايعبر عن حقيقة الأوضاع بأي حال من الأحوال‏,‏ فحركتنا قوة ضاربة عسكريا وسياسيا وجماهيريا‏,‏ وتضع نصب أعينها مصلحة شعبها‏.‏

‏-‏ لكن هناك قطعا ضغوط من تشاد عليكم بعد المصالحة مع السودان ؟
لا أحد كائن من كان يمكن أن يفرض علي حركتنا خيارات تتعارض مع مصالح شعبها‏,‏ كما أنه ليس هناك تلازم عضوي بين دارفور ومشكلات تشاد مع السودان‏,‏ فمشكلة دارفور سابقة علي مشكلات تشاد مع السودان‏,‏ وحتي في الوقت الذي كانت فيه العلاقات بين السودان وتشاد سمنا علي عسل وبينهما إتفاقات تعاون أمني ظللنا في حركتنا نكافح ونحرز تقدما عسكريا وسياسيا علي نظام الخرطوم‏,‏ وإذا ظن الدكتور غازي صلاح أن العلاقة مع تشاد ستؤثر علي حركة‏'‏ العدل والمساواة‏'‏ فهم واهمون ومخطئون‏,‏ وأنصحهم بمراجعة مواقفهم‏,‏ وأشير في هذا الصدد إلي تقارير دولية سرية إطلعت عليها تؤكد أنه مهما يكن من علاقة بين تشاد وحركة العدل والمساواة‏,‏ فإن الحركة لديها قدرة علي الاستمرار في كل الظروف‏,‏ وأنصح الجميع ألايراهنوا علي ذلك‏,‏ بل علي الحل السياسي العادل‏,‏ فهذا خير لهم وللجميع‏.‏

‏-‏ والآن بعد المصالحة الأخيرة وتغير الظروف علي مايبدو‏...‏ ؟
لم يطرأ أي جديد‏,‏ فقضيتنا عادلة‏,‏ وشعبنا يمدنا بالأمل والعون‏,‏ ونحاول كحركة تقدير تشابك العلاقات الإقليمية والدولية‏,‏ لكن قضيتنا لاتستمد شرعيتها من أي نظام‏,‏ ولو كنا نخشي العواقب ما أطلقنا كفاحنا المسلح‏,‏ ولازلنا نفضل الحل السياسي‏,‏ ولكن إذا سدت آفاق الحل السياسي فسنضطر إلي العودة للعمل العسكري‏.‏

‏-‏ ترددت أنباء عن حدوث اختراق في مفاوضاتكم مع الحكومة في تشاد ؟
لم يحدث أي اختراق‏,‏ هذا ماتردده بعض أقلام المخابرات‏,‏ لتقول إن هناك تقدما‏,‏ ومن يتحدثون حول تقدم في المفاوضات هم أشخاص يتم استغلالهم من قبل الأمن السوداني بغرض الدعاية السياسية‏,‏وقد حاولوا التوصل معنا لإتفاق لوقف إطلاق النار‏,‏ لأنهم يعلمون أننا الجهة الوحيدة التي يمكن منحهم ذلك‏,‏ لكننا قلنا لهم‏:‏ إن سلوككم لايبشر بحسن النية‏,‏ ولايمكن إعطاؤهم وقفا مجانيا لإطلاق النار‏.‏

‏-‏ ولماذا لايتم هذا التقدم المنشود في المفاوضات‏...‏ إذا كنتم ترغبون حقا في السلام ؟
لايحدث التقدم لأسباب رئيسية ثلاثة‏,‏ أولا‏:‏ أن مدخل كلينا حركة العدل والمساواة والحكومة السودانية لحل الأزمة مختلف‏,‏ فالحكومة تتحدث عن مواقع ومناصب‏,‏ ونحن نتحدث عن حقوق كلية لأهل دارفور وعن حقوق النازحين واللاجئين وعن تحول ديمقراطي في السودان كله‏,‏ فنحن لسنا طلاب وظائف ومناصب‏.‏
وثانيا‏:‏ لأن هناك خلافا بيننا حول موضوع الإنتخابات‏,‏ فالنظام في عجلة من أمره لإجراء الانتخابات بأي ثمن‏,‏ ونحن نؤمن بالإنتخابات كآلية للتداول السلمي للسلطة وللتحول الديمقراطي‏,‏ لكننا نري أن إجراء الانتخابات الآن في ظل عدم حل مشكلة دارفور وفي ظل أوضاع السودان الراهنة وإستحقاق تقرير المصير وعدم توافر النزاهة والشفافية لإجرائها‏,‏ فسيقود كل ذلك إلي أزمة كبري‏,‏ ونحن ناشدنا المؤتمر الوطني أن يغلب مصلحة البلد‏,‏لكنهم قالوا لنا‏:‏ أن موضوع الانتخابات خارج نطاق التفاوض‏,‏ فقلنا لهم‏:‏ إذن ليس بيننا أي منطلق للتفاوض‏,‏ فاولوية الناس في دارفور هي السلام قبل الانتخابات‏,‏ ولكن المؤتمر الوطني يتمسك بالانتخابات ولو علي حساب انهيار البلد‏.‏
وثالثا‏:‏ قلنا لهم إن مكان التفاوض في الدوحة وليس نجامينا‏,‏ ولايمكن أن تقوموا بتعقيد المفاوضات في الدوحة ويتصنعون ويتظاهرون بتسهيلها في نجامينا‏,‏ محاولين بذلك تشتيت الجهود‏,‏ وقد جاءوا إلي نجامينا بعد أن فشلت الوساطة في جمعنا في الدوحة‏.‏

‏-‏ سيظل المعوق الرئيسي أمام أي سلام هو تشرذم حركات دارفور وتشددها ؟
المعوق الأساسي هو الانقسامات داخل المؤتمر الوطني وتشدد قياداته‏,‏ وقد قاموا بخرق وقف إطلاق النار وإعادة إعتقال أسري الحركة قبل أن يجف الحبر الذي وقع به الاتفاق الإطاري‏,‏ وهذه خيانة عظيمة للإتفاق‏,‏ والإنقسام الأخر للأسف هو داخل الوساطة التي لم تتعامل بمسئولية‏,‏ فالخلافات والصراعات داخل المجتمع الإقليمي والدولي في التعامل مع قضية دارفور يدفع ثمنه أهل دارفور‏,‏ ومايفعله جبريل باسولي وغيره من الوسطاء ليس هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله‏,‏ بقدر ماهو محاولة ترضيات‏,‏ ولن نرضي أن تكون حقوق شعبنا موضوع ترضيات‏.‏

‏-‏ وقعت حركتكم مؤخرا اتفاقا مع خمس حركات أخري تطلق علي نفسها إسم مجموعة‏'‏ خارطة الطريق‏'...‏ هل هذا إتفاق من أجل السلام أم مواصلة الحرب ؟
هذه المجموعة إنسحبت من توقيع الإتفاق الأخير بالدوحة‏,‏ وبإنسحابها أصبحت المجموعة الموقعة مجرد أفراد باحثين عن مواقع وممثلين لمسرحية أعدت من قبل آخرين‏,‏ وفي اتفاقنا مع مجموعة‏'‏ خارطة الطريق‏'‏ حددنا موقفنا من الإتفاق‏'‏ المهزلة‏',‏ لكن إتفاقنا يتعدي الموقف الطاريء إلي هدف إستراتيجي للتوحد‏,‏ وقدكونا لجنة مشتركة من أجل ذلك‏,‏ وهدفنا الوحدة الشاملة في كل النواحي من أجل السلم أو الحرب‏.‏
‏-‏ الدكتور غازي صلاح الدين قال في حوار أخير معه أنهم لن يكرروا معكم ماتم مع الحركة الشعبية وإنهم لن يكرروا اتفاقا يأتي بحكوميين ومعارضين في آن واحد ؟
نحن ضد منهج الدكتور غازي ونظامه‏,‏ فمن الذي أعطاه حق أن يأتي بهذا أو ذاك‏,‏ منهج اليدالعليا واليد السفلي أو منهج العطاء والمنح لايصلح‏,‏ وإذا ظن المؤتمر الوطني أن حركة العدل والمساواة يمكن أن ترضي بهذا المنهج فإنها تكون قد ذهبت للعنوان الخطأ‏,‏ فنحن نسعي إلي منهج جديد في بنية الحكم‏,‏ والدكتور غازي ليس عنده فيتو ليأتي بهؤلاء أو غيرهم‏,‏ ولسنا في حالة ضعف‏,‏ والحكومة هي التي تحتاج إلي السلام أكثر منا‏,‏ وإذا كانوا يريدونه بدون وصاية أو إنتهازية‏,‏ فنحن معهم‏,‏ وإلا فإن خياراتنا مفتوحة‏,‏ ونحن نفعل مانقول‏,‏ بينما هم يريدون تفصيل مقاس معارضيهم‏,‏ وهذا لن يأتي بالسلام‏,‏ بل سيجر الحرب من جديد‏.‏

‏-‏ ألم تمتدح الدكتور غازي من قبل وقلت إن لديه رؤية سياسية ؟
نعم قلت إن لديه عقلية سياسية‏,‏ ولكن ليست لدي قناعة البتة أنه ممسك بملف دارفور‏,‏ وأحيانا يأخذ مواقف متشددة لتعزيز موقفه داخل الأطراف المتشددة داخل النظام‏,‏ أصحاب النفوذ الأمني واليد الطولي‏,‏ ونهجه السياسي يتبدد بمسايرته للمواقف المتشددة والتراجع أمامهم‏.‏

‏-‏ الدكتور غازي أيضا أشار إلي أن الإتفاق بينكما يقتضي كذلك إتفاقا علي رفض المحكمة الجنائية ؟
هناك مواقف مبدئية لحركة العدل والمساواة‏,‏ ولن نتماهي مع المؤتمر الوطني بأي حال من الأحوال‏,‏ ونحن مع المحكمة الجنائية الدولية لأنها بالنسبة لنا الآلية الوحيدة لتحقيق العدالة‏,‏ التي هي قيمة أساسية بالنسبة لنا‏,‏ وقد إنتفت في السودان بعد سيطرة الأجهزة الأمنية علي القضاء‏,‏ ولن يكون موقفنا المؤيد للمحكمة الجنائية محل مساومة‏,‏ والحكومة رفضت الربط بين المسيرة السلمية والمحكمة الجنائية‏,‏ والمحكمة بالنسبة لنا شرط أساسي‏,‏ لأن العدالة شرط أساسي لتحقيق السلام‏,‏ وهما الإثنان معا يشكلان حزمة واحدة‏,‏ ولايمكن مقايضة إحداهما بالأخري‏.‏

‏-‏ تقولون أن وحدة السودان مهددة وتبدون حرصا عليها‏...‏ لكن لاتسارعون لإنقاذها ؟
موقفنا واضح تماما في حرصنا علي وحدة البلد ولانريد أن تنهار الدولة‏,‏ لكن الوحدة التي نريدها وحدة طوعية علي أساس عقد إجتماعي وسياسي جديد وليس بالقوة‏,‏ وحدة يستفيد منها الشعب ويشعر فيها كل السودانيين بالمساواة والعدالة‏.‏

‏-‏ تعلنون رفضكم للإنتخابات وبعض الأحزاب تشير لدعمكم لها في الإنتخابات ذاتها ؟
رأينا واضح في رفض الإنتخابات‏,‏ ورغم ذلك إتصلنا بالسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة‏,‏ وقلنا له أننا مازلنا ملتزمين بمذكرة التفاهم معه‏,‏ وعندنا تواصل وإلتقاء مع كل الأحزاب السودانية‏,‏ ونثمن كذلك مواقف الحركة الشعبية‏,‏ وخاصة إختيارها الأخ والصديق ياسر عرمان كمرشح للرئاسة‏,‏ وننظر لذلك بعين الإعجاب والرضا‏,‏ بسبب تاريخه النضالي وتبنيه لقضايا المهمشين وبرنامجه الطموح‏,‏ ورغم ذلك نري أن قضايا السودان أعقد من أن تحلها الإنتخابات‏,‏ ونري أن إجراء الإنتخابات في الظروف الراهنة في السودان سيقود لأزمة‏,‏ أخطر مما حدث في كينيا وزيمبابوي وتم إحتواؤه‏,‏ وأخشي ألا يتم إحتواء ماقد يحدث في السودان في حال قيام الإنتخابات‏,‏ وأن يدخل السودان في حالة صوملة‏,‏ وأعتقد أن السودان في حاجة لصيغة جديدة للحفاظ علي وحدته وإستقراره‏,‏ وتستطيع مصر أن تتدخل إيجابيا لمساعدة الأطراف السودانية لإيجاد حل شامل وعادل لأزماتهم‏,‏ وهي من تقف مع السودان دوما في قضاياه الكبيرة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.