قبل ساعات من غلق باب التقدم بأوراق الترشيح لخوض انتخابات مجلسي الشعب والشوري, بات الحصول علي الرمز والشعار الانتخابي, يمثل صراعا محموما بين أغلب المرشحين, بمن فيهم فلول الحزب الوطني البائد. بحثا عن شعاراتهم المعهودة.. وما بين القديم والجديد, سارت حرب الحصول علي الشعارات الانتخابية, والمنتظر توزيعها والاعلان عنها كاملة مع غلق باب التقدم بأوراق الترشيح. ويتصدر المشهد هنا اختفاء رمز الهلال الذي طالما كان مع رمز الجمل, هو الشعاران الرسميان للحزب الوطني البائد المنحل, وشهدت الايام الثلاثة الاولي من فتح باب الترشيح للانتخابات والتي كانت في الفترة الزمنية التي سيطر فيها الفلول علي اعداد المتقدمين لخوض الانتخابات البرلمانية, تصدر المطالب بشعارات معينة. وفي الوقت الذي كان هناك ارتباط بالماضي ورمز الهلال, كان الوضع مختلفا بالنسبة لمرشحي القوي السياسية التي عرفت بلوبي المعارضة في عهد الرئيس المخلوع, فمرشحو الجماعة الاسلامية, يبحثون عن رموز تميل الي العدالة مثل الميزان, أو الدقة كالساعة, وابتعد اغلبهم ممن بدأ حملته بين ابناء دائرته عن رمز السيف الذي طالما ارتبط بأصحاب المرجعية الاسلامية. كما لم يكشف الاخوان المسلمون عن الشعار المنتظر ان يخوضوا به الانتخابات بعد. وفي عالم الشعارات الانتخابية, بدأت رموز لم تكن ذات حضور كبير في عالم الدعاية الانتخابية السابقة, منها شعار النور الذي كان يعد رمزا ضمنيا للشعلة واللمبة في الماضي ولكنه ظهر في طلبات مرشحين, تاركين تفسيرا لكيفية رسم شعار للنور, وهناك من يري ان الشعار من شأنه استيعاب كتلة تصويتية معروفة بالتعاطف مع الجماعات الاسلامية, دون ان يكون للمرشحين ارتباط صريح بالجماعات او حزبه النابع منها وهو حزب النور. وظهر شعار اخر لم يكن منتشرا في انتخابات سابقة وهو شعار الكرة, وظهر في لافتات للعديد من المرشحين في دوائر شعبية مثل بولاق الدكرور وايضا في الشوارع ذات الطابع الشعبي في الجيزة والمنيب وغيرهما, التي يعرف سكانها بحبهم الشديد لكرة القدم وارتباطهم بها بوصفها المتنفس الوحيد لهم منذ عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. وظهر شعار اخر جديد وهو شعار اليد ويعني التحالف والتضامن, واغلب من طلبوه, هم من فلول الحزب الوطني ممن قرروا خوض الانتخابات تحت مظلة احزاب جديدة, بعد حل حزبهم قضائيا, وهو رمز ظهر في ندوات فلول الوطني التي اعلنوا فيها التضامن مع بعضهم البعض ضد تطبيق قانون الغدر وتأكيد تحالفهم من خلال احزابهم الجديدة. واستطلعنا اراء العديد من المواطنين في كيفية القدرة علي تفرقة فلول الوطني من المرشحين الاخرين, بالاضافة الي اهمية الشعارات فحملنا اجابات مثيرة. فقال طلعت محمد موظف بوزارة المالية إن الشعار لن يكون مؤثرا في كسب ود الاعضاء بل البرنامج الحقيقي الذي يقدمه المرشح, ومؤكدا ان بقاء رمز الهلال يعد ضروريا لأنه رمز ينبع من الخير, وكان يستغل بصورة خاطئة في العهد البائد. وقالت علياء محمود محامية الرمز الانتخابي أمر مهم, واليوم نحن ننتظر العدالة في توزيع الرمز, بعد ان كانت تحجز في الماضي للحزب الوطني سواء الهلال أوالجمل, مشيرة الي انها تتمني ظهور رمز يعبر عن ثورة25 يناير المجيدة, وايدها ياسر السيد موظف بمصلحة الكهرباء مضيفا ان المواطن المصري يعلم الان من هم الفلول ومن هو الثائر الحق الذي ظهر في ثورة25 يناير, مؤكدا ان الشعب سيختار هذه المرة بعقله وإرادته وليس مرغما وهو يجلس في منزله يعلم بنتائج الانتخابات. فيما طالب خالد حسين طالب جامعي بضرورة وضع ضوابط للرموز الانتخابية وتحديد كل حزب من الاحزاب رمزا يعبر عنه, لا يختاره المستقلون مثلما يحدث في العديد من دول اوروبا مشيرا الي انه يخشي ان يبتعد الناس عن رمز الهلال مثلا لمجرد ارتباطه بالحزب الوطني دون النظر الي المرشح وتاريخه وطموحاته بالنسبة الي اهل دائرته أولا.