لعبت مصر دورا مباشرا منذ عام2006 في تبادل الأسري الفلسطينيين مع الاسرائيلي جلعاد شاليط خاصة أنها كانت جزءا لا يتجزأ من المصالحة الفلسطينية ومكملا لها علي الجانب الاسرائيلي. بالتالي فإن أي دور تقوم به مصر ما هو إلا إحياء لدور المخابرات المصرية التي حاولت تنفيذه من قبل علي الرغم من فشل الصفقة نتيجة الاضطهاد الاسرائيلي في الإفراج عن جميع الأسري لحماس. فالجهد المصري المتمثل في دور جهاز المخابرات العامة هو الذي أدي إلي نجاح هذه المفاوضات, خاصة أن بعض الدول العربية والأوروبية حاولت إنهاء هذه الصفقة بالتفاوض مع الأطراف المختلفة لكنها لم تكلل بالنجاح علي الرغم من إصرار المخابرات العامة علي إتمام هذه الصفقة بما يأتي في النهاية لصالح الجانب الفلسطيني للم شمل أسر فلسطينية ذهب عائلوها إلي السجون الإسرائيلية لفترات طويلة يقول اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة المصرية السابق إن مصر تحرص دائما علي استقرار المنطقة في إطار حل القضية الفلسطينية التي تعتبر لب الصراع في منطقة الشرق الأوسط وبدون حل هذه القضية لن تستقر الأوضاع في المنطقة خاصة بعد قتل الجنود المصريين علي الحدود بين مصر وإسرائيل, فضلا عن أن هذا الاستقرار له هدف أمريكي يتماشي مع إستراتيجية الولاياتالمتحدةالأمريكية لتنفيذ سياساتها في المنطقة, بالإضافة إلي معالجة الكراهية العربية للسلوك الأمريكي تجاه الدول العربية ومناصرتها لإسرائيل وعدم مراعاة الحقوق العربية في منطقة الشرق الأوسط وأكد أن دور جهاز المخابرات العامة المصرية قديم في تبادل الأسري الفلسطينيين مع الاسرائيلي جلعاد شاليط منذ عام2006, مشيرا إلي أن الصفقة بدأ تناولها من قبل وكانت جزءا لا يتجزأ من المصالحة الفلسطينية ومكملا لها علي الجانب الاسرائيلي, وبالتالي فإن أي دور تقوم به مصر ما هو إلا إحياء لدور المخابرات المصرية التي حاولت تنفيذه من قبل إلا أن الصفقة فشلت نتيجة الاضطهاد الاسرائيلي في الإفراج عن جميع الأسري لحماس, حيث تنازلت حماس عن البرغوثي وزميله لمحاولة إرضاء الشعب الفلسطيني وحرصه علي الافراج عن الأسري خاصة أن هذه العملية تعطي رد فعل إيجابيا لصالح حماس علي حساب موقف فتح في الشارع الفلسطيني ولإشعار المواطن الفلسطيني بمدي حرص حماس علي محاولة إنهاء مشكلة الأسري. وأضاف أن مصر هي التي أنشأت منظمة فتح وتبنتها وحاولت دعمها ماليا, بالإضافة إلي دفع الدول العربية إلي دعم هذه المنظمة, فضلا عن أنها هي التي دفعت الجامعة العربية لإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني, كما أنها خصصت لها صندوقا للدعم المادي من خلال دول الجامعة العربية خاصة أن مصر هي التي تبنت نشأة المؤسسات الفلسطينية بالكامل وحاولت أن تدفعها في الاتجاه الصحيح, بالإضافة إلي أنها هي المنقذ الأول لياسر عرفات الرئيس الفلسطيني السابق من لبنان وقامت بإجبار الولاياتالمتحدةالأمريكية علي خروجه من لبنان وتأمينه للوصول إلي تونس. وقال إن الجهاز يتبني سياسة تحقيق الأمن القومي المصري من خلال استقرار الأوضاع في المنطقة والتقليل من الاتجاهات السياسية المتطرفة تجاه الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو في الضفة الغربية رغم جهود إسرائيل المستمرة في محاولة تقليص الدور المصري ودفعه إلي القيام بدور الوسيط فقط. فيما قال اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي إن الجهد المصري المتمثل في دور جهاز المخابرات العامة هو الذي أدي إلي نجاح هذه المفاوضات, خاصة أن بعض الدول العربية والأوروبية حاولت إنهاء هذه الصفقة بالتفاوض مع الأطراف المختلفة لكنها لم تكلل علي الرغم من إصرار المخابرات العامة علي إتمام هذه الصفقة بما يأتي في النهاية لصالح الجانب الفلسطيني للم شمل أسر فلسطينية ذهب عائلوها إلي السجون الإسرائيلية لفترات طويلة. وأضاف أن1027 أسرة سوف ترجع الابتسامة إليها خاصة لو علمنا أنه بإتمام هذه الصفقة لن تكون هناك سيدة فلسطينية واحدة داخل السجون الاسرائيلية, كما أنه لن يكون هناك أيضا أسير فلسطيني واحد معتقل علي مدي الحياة في السجون الإسرائيلية حيث سوف يتم الإفراج عنهم, بالإضافة إلي الإفراج عن أسماء كبيرة من القادة الفلسطينيين الذين كانوا رهن الأسر ورغم رفض إسرائيل السابق الإفراج عن الأعداد الكبيرة من الأسري الفلسطينيين مع أطراف عربية وأوروبية أخري فإن المفاوض المصري قد نجح في إتمام هذه الصفقة بالأرقام والأسماء التي طلبتها المنظمات الفلسطينية المختلفة خاصة أن الأسري ليسوا من فصيل فلسطيني معين ولكنهم من كل الفصائل الفلسطينية المختلفة. ويؤكد الدكتور عاصم دسوقي استاذ التاريخ أن المخابرات المصرية لها دور فعال في القضايا العربية والدولية منذ نشأتها في عام1953 لما لها من قدرات عالية في انجاز المهمات خصوصا القيام بدور الوساطة لإحداث التوازن المطلوب في المنطقة وهو معروف لما لها من قدرة علي احباط العديد من المؤامرات ضد مصر في الخارج, موضحا أن اتمام الصفقة يؤكد ضعف الجانب الاسرائيلي واكد دور مصر بين الدول العربية خاصة أن العديد من الدول العربية سبق وأن تدخلت في العديد من المصالحات ولكنها لم تنجح مثل تحرير جنوب السودان وذلك لاعتمادها علي لغة تهدئة وعدم تمرسهم للسياسة بعكس جهاز المخابرات المصرية العامة. ويوضح أن المفاوضات السابقة فشلت لأنها كانت تميل لجانب السلطة الوطنية الممثلة في ابو مازن وهو ما لم ينجح المفاوضات المستمرة طوال السنوات الماضية ولكن بالتفاوض نجحت الصفقة بكل المقاييس حيث تم الافراج عن عدد من الأسري واعادتهم لمنازلهم بالضفة الغربية وقطاع غزة وذلك بعد جهود مضنية للتوصل إلي اتفاق ايجابي بين الطرفين. وعلق اللواء محمد عبد المنعم طلبة خبير استراتيجي- بأن دور مصر وتدخلها في صفقة شاليط نال اعجاب جميع القادة الفلسطينيين وهو ما جعل بعض الدول العربية تحاول القفز علي الجهود المصرية ونسبتها لنفسها وهو ما يؤكد فعالية تدخل مصر كوسيط بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني, منتقدا فكرة المقارنة بين عدد الأسري الفلسطينيين حيث وصل عددهم إلي1000 أسير فلسطيني مقابل الجندي الاسرائيلي شاليط حيث يري أن المسألة نسبة وتناسب حيث لا يتجاوز عدد اليهود5 ملايين شخص في مقابل العرب الذين يصلون إلي220 مليونا فلنا أن نتخيل هذه الصفقة وكيف ساهمت في ادخال السعادة علي كم منزل فلسطيني؟ ويؤكد دور مصر الفعال في القضية وتدخلها في العديد من المفاوضات منذ يومها الأول في2006 وذلك باجرائها العديد من الاتصالات بين الجانب الاسرائيلي والفلسطيني حتي تم الوصول إلي صيغة مقبولة واستوعبت حالات الشد والجذب بين الطرفين وهو ما اعاد دور مصر الفعال بالمنطقة, مشيدا بدور اللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات العامة في اتمام الصفقة ودورها في القضية الفلسطينية التي نجحت بعد ثورة25 يناير وذلك وسط الظروف التي تعانيها مصر. ويري الدكتور مرعي مدكور استاذ السياسة والاعلام- أن مصر مساندة للقضية الفلسطينية منذ زمن بعيد وتوسطها في50 جلسة مفاوضات ولكنها نجحت اخيرا في اتمام الصفقة لتسقط أي مزايدات عليها وهو ما يؤكد دور مصر في المنطقة وفعالية الجهاز الأمني الوطني وهو ما يعد امتدادا لتدخل مصر في القضايا العربية وذلك منذ عام1952 وهذا يرجع لموقعها وما تمتلكه من امكانات حيث إن الصفقة كادت تفشل لولا تدخل مصر خاصة أنها ركزت علي الافراج عن الحالات الانسانية وكبار السن والمرضي ومن قضوا فترات طويلة داخل السجون الاسرائيلية والاهتمام بعودة اعداد كبيرة من السجناء وهو ما يؤكد نجاح الصفقة بأكبر مزايا.