مخلفات البناء والقاؤها في الشوارع خطر كبير يوازي القاء القمامة التي أصبحت وباء منتشرا في مصر كلها لكن الأخطر هو القاء هذه المخلفات علي الطرق السريعة البعيدة عن أعين المسئولين حيث يتسبب الأمر في حوادث كثيرة علي هذه الطرق التي تمثل شرايين حيوية يستخدمها الكثيرون ومنها مصر الاسكندرية الصحراوي وتحديدا عند تلاقيه مع المحور الدائري حيث تتراكم أطنان القمامة. تقول عبير طلعت موظفة بالتليفزيون ان هذه المخلفات تمثل خطرا شديدا خاصة مع عدم وجود أي حواجز لمنع وصولها الي نهر الطريق مما يشكل تهديدا للسيارات بما يستلزم تشديد الرقابة من جانب المسئولين علي هذه الطرق والأماكن. وتلقي جيهان حسني مدرسة بالمسئولية علي وعي المواطنين الذين يجب أن يلتزموا بالأماكن المحددة لهذه المخلفات مطالبة الجهات المسئولة سواء في المحليات أو الأحياء بالتصدي للأمر بشكل حازم. ويؤكد الدكتور رضا حجاج أستاذ تخطيط البنية الأساسية والبيئة بكلية التخطيط الإقليمي بجامعة القاهرة خطورة القاء هذه المخلفات علي الطرق حيث تمثل عوائق جانبية أو في نهر الطريق وتدمر وظيفته وتؤدي الي حدوث انقلاب للسيارات أو انفجار لإطاراتها مشيرا الي أن الردم أو المخلفات حتي لو وجدت بجانب الطريق فإن الهواء يؤدي الي تحركها في نهر الطريق مما يؤدي الي حدوث مشكلات كثيرة. وطالب حجاج بضرورة توعية المواطنين واعلامهم بشكل مستمر عن أماكن مخصصة لإلقاء هذه المخلفات بحيث يتم الالتزام بذلك مع التأكد من سلامة الطرق بشكل دوري والتخطيط بشكل كامل للطرق قبل انشائها والاهتمام بتصميمها وادارتها بعد تنفيذها لتقليل معدلات حوادث الطرق العالية في مصر. محافظة الجيزة بدأت بحملة لمواجهة المشكلة دعت من خلالها المواطنين الي التعاون بالإبلاغ عن كميات المخلفات للتنسيق مع المحليات بحيث ترسل لهم السيارات لجمعها والذهاب بها للأماكن المخصصة بأجر رمزي عن الحمولة الواحدة مع التنبيه بفرض غرامة تصل الي أربعة آلاف جنيه لمن يلقي المخلفات في الشارع. وبسؤال الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة عن مصير الكميات الموجودة بالفعل سواء علي الطريق الدائري أو الطرق السريعة أكد أن أجهزة المحافظة تعمل باستمرار لرفع هذه المخلفات لكنها تعود مرة أخري نتيجة سلوكيات المواطنين مما يتطلب مراقبة دائمة لهذه المواقع. وكشف عبد الرحمن عن خطة من جزءين الأول يتضمن بناء أسوار في هذه المناطق التي يكثر فيها الإلقاء بارتفاع متر علي الأقل عن منسوب الطريق لمنع السيارات وعربات الكارو من الإلقاء بها لتبدأ بعد ذلك المرحلة الثانية بالتعاون مع رؤساء الأحياء لتشجير هذه المناطق أو استغلالها وفيما يتعلق بالطرق الرئيسية داخل الكتلة السكنية مثل مناطق ناهيا والمعتمدية فأشار عبد الرحمن الي أن تحويل هذه المناطق الي أي غرض سيتم بعد أخذ آراء المواطنين لمعرفة ما يريدونه وفق احتياجاتهم الضرورية سواء جراجا أو حديقة أو مخازن أو غيره. وعن موعد بدء هذه الإجراءات أوضح عبد الرحمن أنه تم تكليف رؤساء الأحياء في الحركة الأخيرة للمحليات بذلك للعمل وفق هذا المفهوم للقضاء علي مشكلات القمامة ومخلفات البناء في أحيائهم. ويؤكد المهندس حافظ اسماعيل رئيس هيئة النظافة والتجميل بمحافظة القاهرة أنه منذ10 سبتمبر الماضي ولمدة شهر تقريبا تم رفع50 ألف متر مكعب مخلفات بناء من مناطق مختلفة بالمحافظة, خاصة من الشوارع الرئيسية مثل شارع بورسعيد بحدائق القبة وأحمد حلمي بالساحل وشارع الشركات بالشرابية ومجري العيون بالسيدة زينب وعين شمس ومنشية التحرير ومؤسسة الزكاة وغيرها. وأشار اسماعيل الي أنه تم الإعلان عن خط ساخن برقم152 أو الاتصال بأرقام الهيئة للإبلاغ من قبل المواطنين عن مخلفات البناء للوحدات السكنية بحيث تذهب سيارات الحي أو الهيئة لرفعها مجانا لدفنها في المدافن الخاصة ب الرتش مخلفات البناء في مدينة اسلام وشق التعبان. وفيما يتعلق بكميات المخلفات الكثيرة لهدم مبني كامل أو غيره أوضح إسماعيل أن ذلك يتطلب إجراءات قانونية ورخصة لمخلفات المباني مطالبا بمزيد من التعاون من قبل المواطنين والوعي بأهمية ذلك لمنع تراكم الكميات أو الإلقاء بعد التنظيف بما يتسبب في مشكلات كثيرة يمكن تفاديها بمجرد الانتباه والتعاون فقط.