يكن يعلم أن الطعنة القاتلة ستأتي له من أعز الاصدقاء ممن يراهم ومد لهم يد العون وكان سببا في فتح ابواب الرزق أمامهم وإدخال البهجة والسرور علي أسرهم ممن كانوا يتقاسمون معه افراحه وأطراحه. لموكان كل همه إبرام صفقة هنا وجني ربح هناك ليدخل السعادة علي قلوبهم فهو كان يتعامل مع الناس خاصة زبائنه بروح الانسان الواثق في نقاء سرائر وضمائر الآخرين ولم يكن يوما شكاكا أو حذرا في تعاملاته مع المقربين اليه ونسي تماما الحكمة التي تقول.. احذر عدوك مرة وإحذر صديقك ألف مرة. كان سامح مثالا للشاب النشيط الذي لا يثنيه كلل او تعب عن السعي علي رزقه ولقمة عيشه, حيث كان تاجرا في المواد الغذائية وكانت له تعاملات كثيرة ومتشعبة وفي احد الايام اتصل به أحد المندوبين الذين يتعاملون معه وأخبره بأن هناك صفقة, ولا في الاحلام في انتظاره وأن مكانها في مدينة قليوب وانه ينتظره هناك لاتمامها. لم يشك سامح ولو للحظات بأن شريكه وصديقه شريف مندوب المبيعات اعد له فخا لقتله والاستيلاء علي أمواله بعد أن سال لعابه للصفقة المرتقبة واعد نفسه للقاء العميل بمنطقة قليوب, كما أخبره صديقه. وهو في طريقه اليه هاتفه واخبره انه باع بعض البضائع وأنه سيأتي اليه وبحوزته37 ألف جنيه هي مقدم الصفقة وسيتم تسديد باقي ثمنها بعد البيع. وبمجرد ان وصل الي قليوب حتي فوجئ بأحضان لم يتعودها من صديقه وترحيب غير عادي من التاجر العميل وماان استقر في موضعه علي الأريكة بمتجر العميل حتي دخلت الجريمة حيز التنفيذ, حيث تحول صديقه فجأة الي وحش كأسر والعميل الي نمر غادر. تفاصيل الجريمة البشعة بدأت بتلقي المقدم محمود سنبل رئيس مباحث قسم شرطة دار السلام بلاغا من صفوت لبيب بتغيب زوج ابنته سامح 31 سنة تاجر مواد غذائية وأوضح انه خرج بسيارته وبحوزته مبلغ37 ألف جنيه بقصد شراء مواد غذائية من قليوب وبإخطار اللواء اسامة الصغير مدير مباحث العاصمة أمر بتشكيل فريق بحث للتحري عن البلاغ وكشف ملابساته. ولو أن المجرم كان يعرف ان رجال المباحث سيتوصلون اليه لم يكن يفكر ولو للحظة في ارتكاب جريمته, حيث تمكن ضباط مباحث القاهرة بإشراف اللواء سامي لطفي نائب مدير مباحث القاهرة من العثور علي السيارة التي كان يستقلها المجني عليه بمنشأة ناصر وتوصلت التحريات الي وراء تغيب التاجر شريف 31 سنة مندوب مبيعات بإحدي شركات المواد الغذائية وأحمد 26 سنة عامل بأحد المستشفيات. تم القبض عليهما وأدليا باعترافات تفصيلية, حيث قررا أنهما تخلصا من المجني عليه بقتله بدافع سرقته واعترف المتهم الاول أن هناك تعاملات تجارية بينه وبين الضحية وأنه كان يعلم أن المجني عليه يملك مبلغا كبيرا من المال وأنه هو الذي بدأ بالهجوم علي صديقه مستخدما آلة حادة وسدد له عدة ضربات علي رأسه حتي سقط علي الارض غارقا في دمائه ثم انقض عليه وخنقه باستخدام حزام الحقيبة التي كانت بحوزته وبداخلها النقود واستولوا علي الحقيبة وهاتفه المحمول. وأكمل المتهم الاول أمام اللواء حسن السوهاجي نائب مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة بأنه انصرف من الشقة تاركا الجثة فيها بقصد التخلص من متعلقات المجني عليه ولم يسعفه ذكاؤه في تدبير حيلة ماكره ولكن تصرف بعشوائية ورعونة وذلك لأن عدالة السماء أرادت ان تقول كلمتها, حيث تخلص من السيارة بتركها أسفل كوبري منشأة ناصر ولم يكن يعلم أن بالتابلوه الامامي مبلغ4 آلاف جنيه عثرت عليها المباحث بعد العثور علي السيارة أثناء تفتيشها, كما عثر بها علي مقعد خشبي في صندوق السيارة الخلفي, حيث وضعه المتهم متظاهرا بأنه يقوم بنقل متاعه من الشقة الي مكان آخر للتغطية علي جريمته أمام الجيران, كما بإلقاء الهاتف المحمول الخاص بالمتهم بالطريق العام. أما المتهم الثاني فقد ساعدته خبرته في العمل بالمستشفيات في التمثيل بالجثة وكأنه جزار يقطع شاة ويعدها للبيع, حيث قام بشطر الجثة الي نصفين ومن ثم ظل يقطع الجزء العلوي من الجثة الي أجزاء صغيرة جدا ووضعها في أكياس بلاستيكية وإلقاه والادوات المستخدمة في التقطيع والبتر في عدة صناديق للقمامة بأماكن متفرقة وترك النصف السفلي كاملا والقاء أسفل العقار الذي يسكنه. وكان علي رجال المباحث معرفة باقي المبلغ, حيث عثر بحوزة المتهم الثاني علي مبلغ10 آلاف جنيه من متحصلات السرقة ومبلغ4200 جنيه بحوزة الاول. وبإخطار اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة أمر بتحرير محضر للمتهمين واحيلا الي النيابة التي امرت بحبسهما4 أيام علي ذمة التحقيق.