وقفة

مجلس المظاهرات‏!‏

إذا استمر الحال علي ماهو عليه وتحول مجلس الوزراء إلي ساحة للمظاهرات فإننا نقترح علي الدكتور عصام شرف تسريح نصف عدد مجلس الوزراء الحالي والاستفادة من مرتباتهم ومخصصاتهم في سد العجز بالموازنة وتلبية احتياجات المحتجين‏!.‏
وهذا ينطبق أيضا علي كل الجهات والهيئات والمحافظين الذين يصدرون القرارات الخاطئة أو يتقاعسون عن التفاعل الحقيقي مع المشكلات القائمة‏,‏ ويدفع الشعب الثمن لأن الجهد والوقت المهدرين في مجلس الوزراء للبحث في التفاصيل كان يجب تخصيصهما لوضع الخطط والبرامج الكفيلة بالانطلاق نحو الأهداف المنشودة سياسيا واقتصاديا‏.‏
الذي يفعله رئيس الوزراء بشأن المطالب المشروعة من فئة أو شريحة كان يجب علي الوزير والمحافظ والمسئول الكبير في الهيئة والجهة المعنية المبادرة بوضع الحلول اللازمة فورا وإجراء الاتصالات العاجلة مع رئيس الوزراء واللجان المختصة قبل أن تكبر كرة الثلج وتصل لما نراه ونسمعه من تصعيد يصل لحد الاضراب عن الطعام أو تعطيل المدارس والمرافق‏,‏ والغرابة كلها أنه بعد بلوغ الأزمة منتهاها وتتضاعف الخسائر تأتي الحلول وتعود الأمور إلي طبيعتها‏.‏
قد يشكو الوزير والمحافظ والمسئول الكبير أنه لا يملك اتخاذ القرار ولا توجد لديه الاعتمادات المالية الكافية‏,‏ وهذا ما تجب دراسته واتخاذ القرار بشأنه في اجتماعات مجلس الوزراء أو اللجان المعنية وفي مقدمتها اللجنة المختصة بإدارة الأزمات‏.‏
لم يعد ممكنا ولا مقبولا أن يتولي د‏.‏عصام شرف المسئولية التنفيذية لحل مشكلات المعلمين والأطباء والبيطريين وعمال النقل العام والأجهزة المسئولة عن النظافة وغيرها من الفئات التي تطالب عن حق بحقوقها وتتطلع لمن يتحاور معها بواقعية وقدرة علي تنفيذ الحلول‏,‏ ولكنها لا تجد سوي الكلمات الانشائية والأيدي المرتعشة فيكون الحل الأخير أمامها هو مجلس الوزراء حيث تبادر وسائل الإعلام بالتغطية وتتصدر المطالب عناوين الصحف‏.‏
إننا في أشد الحاجة لترتيب أولويات العمل خاصة ونحن علي أبواب الانتخابات‏,‏ كما أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية تتطلب التركيز علي القضايا والملفات المهمة‏,‏ ولذلك يجب علي كل مسئول أن يتحمل مسئوليته كاملة‏,‏ وأن يمنح مهلة نهائية للتعامل مع القضايا المطروحة أمامه وإلا يكون هناك قرار شجاع وحاسم يفسح الطريق أمام مسئول آخر يمكنه اتخاذ القرارات المناسبة‏.‏
إنها مرحلة بالغة الأهمية وعلي مجلس الوزراء العودة لمهامه الأصلية وأن تكون ساحته عنوانا للاستقرار في مصر‏.‏
‏muradezzelarab@hotmailcom

إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*