تعد مشكلة الهروب من المدرسة من المشاكل الكبيرة التي تواجه بعض المدارس حيث انها تنتشر في بعضها لدرجة أنها أصبحت ظاهرة وذلك نتيجة لضعف الإدارة المدرسية أو نتيجة لتشجيع الطلاب أو وقوع الطالب فريسة لاغراءات أقرانه او يزداد اقبالا علي هذا السلوك اذا تضافرت العوامل السيئة التي تؤدي إلي كراهيته للمدرسة, وبالرغم من ذلك نجد فئه من هؤلاء الطلاب تعاني صعوبة شديدة في التوافق معها, وينتقل إليها شعور سلبي بالكراهية تجاه المدرسة, هذه الكراهية جزء منها يتعلق بالمحيط الدراسي وبعضها الآخر يتعلق بالبيئة داخل المنزل, وأيا كان السبب وراء نفور الطلاب من المدرسة فإن الواقع يؤكد أن الدراسة الآن انتقلت من المدرسة في الوقت الحالي إلي الشارع بكل ما فيه من سلبيات ومغريات خاصة أقوي مغناطيس سيطر علي هذا الجيل وأصبح قبلة يقصدها الالاف بحرية وهو السايبر جنة المزوغين الاهرام المسائي رصدت ظاهرة هروب الطلاب وما نتج عنها في أكبر مدارس التعليم الثانوي بمنطقة حدائق المعادي في مدرسة المعادي الثانوية العسكرية بنين بشارع9, والتي تبلغ مساحتها حوالي خمسة أفدنة, يدرس بها2400 طالب علي فترتين,42 فصلا فترة صباحية, و22 فصلا بعد الظهر ويصل عدد المدرسين بها إلي270 مدرسا. أنا غياب أنا لم أهرب من المدرسة اليوم لأني لم أدخلها من الاساس فأنا اليوم غياب وحقيبتي معي وعادة لا أحب حضوربداية الدراسة هكذا استهل كلامه أ.م طالب بالصف الثاني الثانوي وقال أوامر ونواهي ونحن مازلنا في مود الأجازة وسنتعود علي الدراسة ببطء, والمهم أني أذاكر آخر العام. السايبر يضحك ر.ف طالب بالشهادة الثانوية وهو يقول أنا لم أزوغ أو أهرب من المدرسة فأنا مدون بالدفتر أني حضور فالغياب عادة يرفع بعد الحصة الثانية وهذه أهم نقطة لكي لا أتجاوز النسبة المقررة للغياب فيفصلونني وأكمل قائلا أغلبنا أو كلنا والحمدلله غير منحرفين أو خارجين عن القانون فأغلب أوقات اليوم نقضيها داخل السايبر إما علي الانترنت وال فيس بوك أو البلاي ستيشن ويضيف خ.ع طالب بالثانوية العامة بالفعل نحن حضور ورقيا داخل المدرسة أما الخوف من انحرافات فنحن لسنا صغارا أو بدون عقل والبلاي استيشن الخيار الآمن لنا والانترنت بالنسبة لجيلنا أكبر هدية من السماء ويقول م. ع طالب بالصف الأول الثانوي بدأت التزويغ والهروب من المدرسة العام الماضي وتعودت علي ذلك المهم أن أحافظ علي نفسي ولا أشرب أي منكر وابتعد ععن الانحراف, وطوال ساعات اليوم أجلس بالسايبر. الباب مفتوح من جانبه أكد جمال قدري مدير مدرسة المعادي العسكرية الثانوية بنين أنه لا توجد حالات هروب من المدرسة ويوجد كثير من الطلبة الملتزمين ولكن المشكلة في ظاهره اضراب المدرسين المطالبين بزيادة الحوافز وعند سؤاله أن عدد طلاب المدرسة بالكامل موجود بالشارع أجاب بالحرف الواحد الباب مفتوح اللي عايز يتعلم أهلا وسهلا واللي مش عايز الباب مفتوح هنعمل لهم إيه. وقال أحد المدرسين بالمدرسة طلب عدم ذكر اسمه, أن حال المدرسة أصبح مزريا جدا أو أشبه,بالخرابة وليست مؤسسة تعليمية تخرج شبابا صالحا, وأضاف يكفي أن هذا وقت الدراسة والطلاب يلعبون الكرة في فناء المدرسة. وقال كيف يمكن لمدير مدرسة ترك المدرسين يشربون الشيشة علي المقاهي وقت الحصص, ونحن نسمع البعض يردد أن بعض الطلبة يشربون الحشيش داخل المدرسة في أماكن محددة بدون رقيب 2400 طالب وأضاف أن الأزمة في المدرسة تكمن في الادارة فبالرغم من وجود جداول المدرسين لا توجد أي متابعة ولا وجود للمشرفين وأن هناك القليل من الطلاب يعتبرون أن وجودهم بالمدرسة اختبار عنيف يجب اجتيازه وبالفعل يتفوقون ويصل مجموعهم أحيانا إلي حوالي93% في الثانوية العامة ولكنهم قليلون اشباع ويري الدكتور طه أبو حسين أستاذ الصحة النفسية بجامعة مصر الدولية الأمريكية أن الهروب من المدرسة ظاهرة نوعية مرتبطة بمكان وزمان وبيئة, وهناك بعض الأماكن تصنع نوعا معينا من الانسان فتترك فيه أخلاقيات متوارثة مثل مصادقة قرناء أكبر منه أو مختلفين عنه في الثقافة, وأغلب حالات الهروب من المدرسة ترجع لأن الاكتفاء العاطفي بالبيت غير موجود لجهل الأسرة والاشباع لأهمية هذا الجانب ولانشغال رب الأسرة عن الهدف الرئيسي وهو التربية والنظر بعين الرعاية لجمع المال فيهدر في مقابله أشياء مهمة للغاية, وهي ملء الجانب العاطفي لدي الأبناء من البنين والبنات خواء سيطرة وهمية وأشار إلي أن انتشار السلوكيات المخالفة وارتفاع الصوت وعدم احترام الكبير من الابن داخل البيت ما هم, إلا انعكاس لما سلكه خارجه نتيجة شربه خارج مدرسته يشرب من معين الأطراف الخارجية, وللأسف البيت يواجه فيه تكشيرة دائمة من الأب والضرب ومحاولة فرض شيء من السيطرة الوهمية ليشعر الابن أنه تحت السيطرة وهو خارجها تماما, فالسيطرة تكون بالكفايات الثلاث المادية والتربوية والكفاية الوجدانية وأوضح أبو حسين أن الكفاية الوجدانية أمر غاية الأهمية وهو صناعة خيال مناسب للولد يعيش فيه بمعني نظم الخيال وخلق معيار للتفكير جيد وتوضيح امكانيات الانسان لديه ويعلمه أن الشجاعة تكون بفعل الشيء السليم وأن يحترم الكبير ويساعد المحتاج ويتعلم أخلاق الكرم, كل ذلك يخلق لدي من يري أقرانه يتسربون أو يقفزون ويهربون من المدرسة سدا منيعا فهو متزن نفسيا لا يبحث عمن يسد فراغه فأبوه أو أمه ملآ وجدانه واحتويا سلوكياته قبل خروجه فلا يقلد وأن فعل ذلك يعود سريعا لسلوكه الطبيعي