عادت الحياة بمبني ديوان عام محافظة اسوان إلي طبيعتها بعد اسبوع كامل من غلقه بسبب اعتصام النوبيين بحديقة درة النيل. وقام طارق عبدالسلام مدير نيابة قسم اول اسوان, بمعاينة التلفيات التي لحقت بالمبني جراء الاحداث التي احاطت به الاحد قبل الماضي, وشهد الديوان غيابا شبه جماعي من الموظفين الذين لم يعلموا بفتحه, الأمر الذي دفع مدير الشئون الإدارية وصفي عزيز لرفع دفاتر الحضور والانصراف علي ان تعود اعتبارا من اليوم. وفي إطار الفرحة غير المسبوقة للنوبيين بعد صدور قرارات الحكومة التي اقتربت بهم نحو تحقيق حلم العودة إلي ارض الاجداد وبلاد الذهب, شهد مركز نصر النوبة احتفاليات ضخمة شارك فيها فنانون وفرق الفنون النوبية, وارتفعت اصواتهم عبر مكبرات الصوت باغاني الحنين والذكريات. ورصد الأهرام المسائي مشاعر ابناء النوبة الذين اختلطت دموعهم باهازيج الانغام النوبية وقال جمال سرور: ان ما تحقق بسبب الاعتصام جاء بعد100 عام تعرضت خلالها الحقوق النوبية لتجاهل الحكومات المتعاقبة وآخرها النظام السابق, رغم التضحيات التي قدمناها في بناء خزان اسوان والسد العالي من أجل مصر, وتدخل الدكتور هشام جمال القيادي النوبي قائلا: انه يجب التفكير في مستقبل تعمير وتنمية النوبة بشكل جدي وبمشاركة النوبيين انفسهم, حتي نجعل من ضفاف البحيرة منطقة حيوية تعود بالخير علي مصر كلها. وأكد المهندس خليل الجبالي, ان قرارات الحكومة, اعادت الحقوق التي كافحت اجيال كثيرة من أجل تحقيقها, وهي نتاج طبيعي لثورة25 يناير التي قامت من أجل الحرية والعدالة ورفع الظلم, واشار جمال عبدالباسط رئيس لجنة الشباب والرياضة بالاتحاد النوبي العام إلي ان المطالب النوبية لم تخرج عن كونها حقوقا مشروعة, رافضا ما يردده البعض من مخاوف لتلويث بحيرة السد العالي, وقال: النوبيون هم احرص الناس علي نهر النيل ومخزون المياه بالبحيرة, متسائلا: طوال عمرنا نعيش علي النيل وحتي الآن.. فهل لوث نوبي النهر. وطالب وليد عدنان مرشد سياحي بأن تكون أولوية الوظائف المتاحة لابناء المحافظة واستنكر مايردده البعض عن رغبة النوبة في الانفصال وقال: النوبيون مصريون حتي النخاع وان ابناء النوبة هم نسيج هذا الوطن الغالي مطالبا ما سماهم دعاة الفتن بوقف ما يبثونه بغرض الوقيعة بين النوبيين والقبائل الأخري, لافتا إلي ان الجميع تربطهم صلة نسب ومصاهرة ولن يستطيع احد ان يشعل هذا الفتيل بيننا حسب قوله.