تابعت عيون المشاهد تلك المظاهرة الفنية التي تقدمها السينما والتليفزيون في إظهار أعداد كبيرة في الأفلام والمسلسلات من الوجوه الجديدة التي ظهرت في أعمال هذا العام.. بوضوح.. وبإعداد احتارت عيون المشاهد في ملاحقتها في عروض المسلسلات والأفلام.. وظهر من هذه الوجوه بعض الآمال.. في اكتشاف براعم فنية قد تصل إلي تحقيق آمال أصحابها.. في مشوار الوصول إلي دخول عالم السينما والتليفزيون وبداية لإمكانية قيام هذه الوجوه بدورها في تحقيق أمل اكتشافها.. ولكن.. كان لعيون المشاهد.. وقفة كلها صدق لتحقيق آمال وأحلام هؤلاء الشباب من الوجوه الجديدة؟! شباب.. وفتيات.. وجوه كلها طموح لتحقيق أحلامها.. ولكن التسرع في تحقيق الطموح ليس في صالح تحقيق الآمال.. فليس مجرد الظهور في بعض الأفلام.. أو بعض الحلقات التليفزيونية.. أو تقديم بعض الشخصيات التي تترك أثرها الجيد عند الجمهور.. وليس الاهتمام المبالغ فيه من بعض وسائل المتابعة الفنية.. وليس بمحاولة بعض هذه الوجوه.. نشر أخبار يعلنها أحدهم أنه مثلا رفض مليون جنيه أجرا له في فيلم.. من أجل هذا الدور الذي ظهر فيه في مسلسل ولاقي بعض النجاح.. وأصيب هو بمرض النجومية والتسرع في رداء ثوبها بالتصريحات والمبالغات في مشوار فني يتحدث عنه.. ولم تره عيون المشاهد من قبل.. ثم بعد كل محاولات ارتداء ثوب النجومية.. تبحث عنه العيون لتشاهده.. وتنصحه.. في عدم التسرع في الطموح وصولا للنجومية لأن النجومية لها أسباب.. واجبة المرور بها حتي يتحقق الحلم الذي يرجوه كل وجه جديد!! وقفت انتظر دخول أحد أفلام الوجوه الجديدة التي أحدثت ضجة إعلانية ووقف بجواري مشاهد شاب.. يبدو عليه الاهتمام بمشاهدة الأفلام.. وسألني.. رأيك ايه في هذا الفيلم قبل أن أقطع تذكرة وأدخل لمشاهدته..؟! قلت له لماذا تسألني أنا بالذات عن رأيي في الفيلم؟! قال لأني أعرفك.. وأتابع عيونك التي تكتبها.. فرأيك يهمني؟!.. قلت له.. هو فيلم جديد.. أريد أن أراه لتكتب عيوني عنه!! فقال.. مين نجومه؟! قلت له.. أنهم جميعا وجوه جديدة!! قال.. أمال فين النجوم؟! قلت.. توجد الآن محاولة لاكتشاف الوجوه الجديدة في عالم السينما!! قال وأنا المطلوب مني أن أدفع ثمن التذكرة وأدخل لمشاهدة الوجوه الجديدة.. وأنا لا أعرف أيا منهم.. أنا سأدخل لأشاهد المضمون.. النجوم الذين أعرفهم وشاهدت أعمالهم.. وهي تجعلني أضحك في وقت عز فيه الضحك.. وليس عندي وقت للاشتراك في التجارب.. وسوف انتظر هذه الوجوه الجديدة حتي تصبح نجوما بجد ولهم جمهور يسرع لمشاهدتهم.. وقال.. انظر حولك.. لتعرف عدد المشاهدين الذين سيدخلون لمشاهدة التجربة.. عددهم لا ينبئ بأن الفيلم سيحقق لشبابه.. من الوجوه الجديدة آمالهم.. إنهم بتسرعهم يحطمون طموحهم.. فالنجومية لها مشوارها يا أستاذ.. كما نعرفها منك.. ومن غيرك من أصحاب مشوار النجومية.. لن ننسي.. أن الكاميرا تحب من أول لقطة الوجه الذي سيصبح نجما.. وتحتضنه.. وتقدمه للجمهور ولكنه لا يتسرع في تحقيق طموحه.. يمر في مشوار السينما والنجومية بصدق.. وإبداع يتحدث عنه الجمهور.. ويحب.. ويتابعه.. ويقف في طابور طويل أمام شباك التذاكر ليحصل علي تذكرة ليشاهد بعيونه نجمه.. أو نجمته التي تعطيه أو يعطيه حقه كمشاهد من يستحقون المشاهدة!! وانطلق سريعا.. وهو يحيني.. ضاحكا بصوت مرح.. ووقفت حائرا.. أشاهد شابا من الجمهور.. وهو يدق جرس التحذير.. والنصيحة للوجوه الجديدة.. حرصا علي تحقيق أحلامهم.. ونجوميتهم التي ينتظرها.. حتي يشاهدها بعيونه علي شاشات السينما.. ونظرت إلي تذكرة الفيلم الذي سأشاهده.. وابتسمت!!