تدمير أنفاق التهريب لن يتم بطرق بدائية.. وطبيعة المنطقة الهشة تتطلب خططا مدروسة للقضاء عليها أكد اللواء السيد عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء أنه لاتوجد معدات في المنطقة الحدودية يمكن أن تحدث اهتزازات وتصدعات لأنفاق التهريب بمدينة رفح مشيرا إلي أن هناك خططا مدروسة وغير بدائية للقضاء علي تلك الأنفاق نظرا للطبيعة الهشة للمنطقة.وأضاف مبروك في حوار أجرته معه الأهرام المسائي ان الملثمين الذين نفذوا أعمالا تخريبية في سيناء تعاونهم جهات خارجية مؤكدا ان الجهات الأمنية تطاردهم وتضيق الخناق عليهم وسيتم القبض عليهم خلال أيام, حسب قوله. وشدد مبروك علي أن قبائل سيناء يشاركون القوات المسلحة حماية حدود مصر الشرقية منذ قديم الأزل, نافيا أن تكون قرية القريعة التابعة لمدينة الشيخ زويد مأوي للخارجين عن القانون لكنها قرية تنبذ أعمال العنف وأهلها يتميزون بالكرم والشهامة العربية حسب وصفه. * هل هناك خطط للقضاء علي الأنفاق الأرضية برفح؟ ** نعم هناك خطط أمنية مدروسة لمحاربة هذه الأنفاق ولكن ليس بالطرق البدائية التي تتناولها بعض وسائل الإعلام, فالقضاء علي الأنفاق يحتاج إلي طرق خاصة جدا نظرا لطبيعة المنطقة الهشة كما أنه لا توجد أية معدات علي الحدود في الوقت الحالي يمكن أن تحدث اهتزازات وتصدعات لتلك الأنفاق, أضف إلي ذلك أن العمل في الجدار الفولاذي توقف قبل اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير ولا توجد خطط حالية لاستكمال بنائه مرة أخري, وهذا الأمر متروك برمته للجهات الأمنية. * برأيك من هم الملثمون المجهولون الذين يخرجون علينا يوما بعد الآخر بأعمال عنف في سيناء؟ ** الملثمون مجموعة مسلحة تحتمي بالجبال, ولا يعتمدون علي أنفسهم وانما تساعدهم جهات خارجية وقد تم تحديد هوية العديد من منهم, وتجري حاليا مطاردتهم وسيتم القبض عليهم خلال أيام خاصة أن القبائل السيناوية تطاردهم هي الأخري وهو ما سيؤدي إلي تضييق الخناق عليهم والايقاع بهم, والحقيقة أن ما منع أجهزة الأمن من التعامل معهم داخل شوارع العريش هو الخوف علي المواطنين الأبرياء بالمناطق السكنية, لذا نناشد الأهالي الالتزام بمنازلهم في حالة وقوع مثل تلك الأعمال الإرهابية والابتعاد عن منطقة المواجهة بين رجال الأمن وتلك العناصر. * ما حقيقة البيان الذي صدر عمن يطلقون علي أنفسهم تنظيم القاعدة بشبه جزيرة سيناء؟ ** ليس هناك تنظيم للقاعدة بشبه جزيرة سيناء ولا أحد يعرف مصدر هذا البيان وان كان يؤكد أنه صدر عن المجموعات الملثمة التي نفذت أعمال العنف في سيناء. وبتفنيد بنود البيان سنجده يكشف عن جهل أصحابه بعدة حقائق فمثلا هم يطالبون بتعديل الاتفاقيات المبرمة( خاصة مع إسرائيل), والحقيقة ان مصر بعد اندلاع ثورة25 يناير ملتزمة بجميع الاتفاقيات المبرمة مع جميع دول العالم, كما أنه ليس صحيحا ما ذكره البيان من أن سيناء منزوعة السلاح, ففي اتفاقية السلام عام1979 م قسمت سيناء إلي أربع مناطق محدد فيها نوع السلاح المستخدم لان كل منطقة تختلف عن الأخري. أما بالنسبة لما اشار إليه البيان من أننا لا نسيطر علي الحدود وخاصة علي عمليات تهريب المخدرات من إسرائيل إلي مصر, أقول أن كل دولة حدودية لا يمكن السيطرة علي حدودها بنسبة100% فحدود سيناء آمنة وهناك أعمال للتصدي لاعمال التهريب مثل تهريب الأفارقة إلي إسرائيل, وهناك جهود تجري علي أرض الواقع تخالف ما تردد في هذا البيان ومنها اسقاط الأحكام الغيابية سواء العسكرية أو الجنائية في حق ابناء سيناء والافراج عن المعتقلين فقد اسقطنا الأحكام الغيابية عن135 شخصا, إضافة إلي الإفراج عن169 معتقلا سياسيا و31 من الأحكام الجنائية العسكرية والإفراج المشروط لمن أمضي نصف المدة, ويجري حاليا بحث الأحكام الغيابية للمحكوم عليهم غيابيا حيث سيتم الافراج عن46 معتقلا من الدفعة الأولي بعد دراسة ملفاتهم الأمنية. أما تساؤلهم عن أين خيرات سيناء المنهوبة؟ فانني أوضح أن هناك خطة للتنمية بالمحافظة فضلا عن قيام العديد من المستثمرين باستغلال خامات سيناء الطبيعية وتصديرها وسوف تكون خيرات سيناء من خلال استثمار مقوماتها وبالتنسيق مع رئيس الوزراء سيتم تفعيل المخطط العام لتنمية سيناء مع وضع آلية جديدة لحق الانتفاع في ملكية الأراضي. كما أن المشروع التنموي لسيناء ضمن أولويات الحكومة وبهذا فان بنود كاتبي هذا البيان لا تدل علي أي وعي لديهم. * ما هو دور قبائل سيناء في محاربة تلك العناصر المخربة؟ ** ابناء سيناء المشهود لهم بحماية حدود مصر الشرقية منذ قديم الأزل يقفون إلي جانب قواتنا المسلحة لمحاربة كل من هو خارج عن القانون فلا تجد أي قرية داخل المحافظة تأوي تنظيما يخالف القانون وما تردد حول قرية القريعة من أنها منبع المخربين هو كلام عار من الصحة فقرية القريعة هي قرية المتعلمين والشرفاء والمجاهدين فهم حماة الحدود الشرقية ولا يوجد بينهم أي متهم فهذه القرية تتبع مدينة الشيخ زويد, وتعتبر علي الطريق الرئيسي وليست داخل الجبال كما أن أهلها يتميزون بالكرم والنخوة والشهامة العربية وينبذون كل أعمال العنف ولا يوجد بينهم مطارد. وهناك العديد من القري بما فيهم قرية القريعة تحتاج إلي تنمية حقيقية في جميع المجالات ونعترف بأن جهود التنمية بهذه المناطق مازالت بطيئة بسبب عدم استقرار الأوضاع الحالية وخاصة الأمنية والتي تعوق كل تقدم وأملنا في شباب القبائل في القضاء علي هؤلاء الخارجين. * وما هي الخطة التي تم إعدادها للسيطرة علي الأوضاع الأمنية بالمحافظة؟ ** أجهزة الأمن تواصل تحرياتها للكشف عن هوية العناصر التي قدمت دعما للمسلحين الذين اعتدوا علي قسم ثاني العريش, وتشمل هذه الجهود لقاءات واجتماعات للتنسيق بين قوات الجيش والشرطة لتنفيذ خطة تأمين المدينة واحكام السيطرة علي المنافذ الرئيسية بالمحافظة وملاحقة العناصر التي نفذت الهجوم وكشف أي اتصالات قد تجريها مع جهات خارجية, ووفق هذه الخطة فمن المتوقع أن تجري خلال الأيام القادمة حملات أمنية مكثفة بمنطقة شرق العريش للقبض عليهم. * وماهي خطة التنمية القادمة بالمحافظة؟ ** بدأنا في البحث عن الأسباب الحقيقية وراء عدم استغلال الخامات وتيسير جميع إجراءات الاستثمار دون عراقيل, ونقطة البداية كانت مشايخ سيناء باعتبارهم الأكثر دراية بأنسب الأساليب للاستثمار واستغلال ثرواتها فأهل مكة أدري بشعابها, حيث تم عقد العديد من اللقاءات والمؤتمرات للخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ لان استشارة ابناء سيناء في كل صغيرة وكبيرة أمر يهم المحافظة وأولي الخطوات العملية التي تم إتخاذها بالفعل هي استصلاح35 ألف فدان لزراعتها علي مياه الآبار بسيناءء وذلك بعد بحث سبل استقرار المواطنين الأصليين المقيمين بالمنطقة, ويأتي في المقام الثاني بحث سبل استثمار الخامات الطبيعية واقامة مصانع عليها وهي متوفرة بمنطقة وسط سيناء وهذا لن يتحقق إلا بعد توفير الأمن بالكامل للمحافظة ثم يأتي دور التنمية والاستثمار.