بينما تقترب الانتخابات يبدأ المرشحون في استخدام أساليب الدعاية عن أنفسهم ويأتي التحرك النشيط للمرشحين هذا العام ليس من خلال ندوات وتجمعات سياسية كما كان فرغم سقوط النظام السابق الا ان الصورة تكاد تكون متشابهة فيما يخص النشاط بالأحياء الشعبية خاصة في شهر مضان للتأثير علي الناخبين وكسب ثقتهم من الآن خاصة مع اختفاء أشهر موائد الرحمن من الأحياء الشعبية لتأتي شنطة الانتخابات هي أفضل الوسائل لكسب ثقة المرشحين. السلفيون والاخوان المسلمين أكثر من نشطوا في توزيع شنطة الانتخابات بالأحياء الشعبية ويتم الاعلان عن توزيعها من خلال الجمعية الشرعية بجميع المحافظات. إذ أن شنطة الانتخابات مثلها مثل الشنطة الرمضانية تحتوي علي عدة أنواع سكر وشاي وأرز وأهم ماتحتاجه الأسرة ولكن بأهداف سياسية ولم يقتصر الأمر علي توزيع الشنط الرمضانية بل لجأوا الي اقامة شوادر لتوزيع اللحوم وتباع بها اللحوم بأسعار مخفضة لأهالي الحي. ورغم الأهداف التي تكمن وراء توزيع هذه الشنطة علي سبيل الرشوة الانتخابية أو المزايدة علي احتياج الفقراء فإن الأهالي المستفيدين منها يرحبون بها مهما كان الهدف منها بالزاوية الحمراء بدأ توزيع الشنط منذ بداية الشهر مع تقديم لفائف تحتوي علي اللحوم فيقول علي محمد أحد العاملين بأحد المقاهي بالمنطقة ان طريقة الدعاية مختلفة تماما عن الأعوام الماضية, حيث كانت تتم اقامة الشوادر لاقامة الندوات ومحاولة اقناع الناخبين وكانت تنتشر موائد الرحمن ولكن هذا العام تم توزيع شنط رمضان وأهم مايهم الفقراء هو الحصول علي قوت يومهم ويتم استغلال المقاهي للتعرف علي الأهالي المحتاجين والوصول اليهم بسهولة. السيدة جميلة تقطن بالزاوية هي وأولادها الخمسة وكشفت عن أنها تلقت العديد من الشنط الرمضانية هذا العام من أشخاص لاتعرفهم ولأنها بحاجة شديدة لها فاضطرت الي قبولها دون معرفة سببها قائلة أهي نواية تسند الزير. أما الحاج إسماعيل أحد المداومين علي اقامة موائد الرحمن فقال الشنطة الرمضانية أفضل من موائد الرحمن وأغلب الناس لجأوا لهذه الشنطة نتيجة الارتفاع الجنوني للأسعار لتقليل نفقات السرادق ولتجنب مضايقات الحي ولوصولها لمستحقيها, موضحا أنه رغم اتهام البعض باستغلالها لتحقيق مصالح شخصية من توزيع هذه الشنط ونشاط توزيعها هذا العام استغلالا لاقتراب موسم الانتخابات الا انها تصل لمستحقيها ولكل امرئ مانوي. وبعيدا عن نوايا المرشحين وتحقيقهم لأهداف ومصالح شخصية تسعي الجمعيات الخيرية للتسابق علي توزيع الشنط الرمضانية فتقول تهاني البرتقالي رئيسة جمعية أحباء مصر ان الجمعية كانت حريصة علي اقامة المائدة لمدة18 عاما لتخدم الطلبة المغتربين ولكن مع ارتفاع الأسعار وعدم توافر عمالة لن نتمكن من اقامتها هذا العام, كما أن الشنطة البديل العصري للوصول لمستحقيها مضيفة أن الجمعيات تسعي لتوزيعها طوال العام وليس في رمضان فقط. وتقول الدكتورة سامية خضر استاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن شنط رمضان يتم استخدامها من قبل القوي السياسية كنوع من الترويج والدعاية ولكن هذا لايمنع أنها ظاهرة جيدة وطبيعية ونوع من المشاركة الوجدانية مهما كنت نية قائميها. وتضيف شنطة رمضان أفضل للأسرة حتي تقوم بطهي احتياجاتها من الطعام فقط ويقوم بهذا الدور العديد من الجمعيات طوال العام بعكس استغلال القوي السياسية لتوزيعها وتحقيق أهداف سياسية لاقتراب موسم الانتخابات موضحة ان الثورة لن تغير المجتمع بين يوم وليلة, والقوي السياسية عودت المجتمع علي هذا الأمر منذ سنوات, وبالتالي فإن توقفها أمر مستحيل, لأن المجتمع اعتاد العطايا, والمرشح اعتاد التأثير بتلك العطايا, وبالتالي تنتج حالة التسابق والتباري في استغلال الفقر وتوزيع شنط رمضان بين القوي السياسية المختلفة. في النهاية فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل من المعقول أن يكون معيار اختيار الناخب للمرشح هو حصوله علي بعض من الأرز والسمن والزيت والسكر كمحتويات لشنطة الانتخابات؟ ولماذا لا يتم التفكير في تحسين أحوال هؤلاء بعد الثورة بدلا من استغلال احتياجهم؟ فالمؤكد ان الفقراء ما زالوا يتنظرون ثمار الثورة.