منذ نحو15 عاما مضت ويطالب عدد كبير من ابناء البحر الاحمر باستغلال بعض الوديان الموجودة بالصحراء الشرقية الواقعة بنطاق محافظة البحر الاحمر والتي تقدر مساحتها بعشرات الالاف من الافدنة في بعض الزراعات بهدف إيجاد نشاط تنموي جديد بالمنطقة وحتي تحقق المحافظة الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات الزراعية. وامام تلك المطالبات فإن هذا الامل لاهالي المحافظة تحبطه خطوات المسئولين في تحديد مدي صلاحية المياه الجوفية الموجودة ببواطن هذه الوديان ومدي مايتوافر منها من مخزون جوفي علاوة علي تحديد مدي صلاحية التربة بتلك الوديان للزراعة وماهي المحاصيل او الزراعات التي يمكن زراعتها وهي الخطوات التي أصبحت لغزا محيرا بالنسبة لأبناء المحافظة فمنذ التاريخ المشار اليه وهم يسمعون عن قيام معهد بحوث الصحراء بإيفاد لجان من المتخصصين الي المنطقة لتحديد مدي توافر المياه الجوفية بالوديان ومدي صلاحية التربة. يقول محمد عبده حمدان احد ابناء المنطقة: منذ سنوات طويلة مضت ونسمع عن لجان تذهب ولجان تأتي لتحديد المياه الجوفية الموجودة بالوديان وتحديد مدي صلاحية تلك المياه ومدي صلاحية التربة للزراعة وبالطبع هذه اللجان تتكلف نفقات كثيرة ولكن الي يومنا هذا لم نجد تأكيدا من المسئولين بوزارتي الري والزراعية بصلاحية العناصر المشار اليها للزراعة او تأكيدا بعدم صلاحيتها. وأضاف ان منطقة البحر الاحمر غنية بالعديد من الوديان الممتدة من الشمال الي الجنوب وابرزها وادي دارا برأس غارب وهو النموذج الذي يشجعنا علي الحديث عن استغلال الوديان لانه الوادي الوحيد الذي اصبح نواة لمجتمع زراعي حيث اقيمت به عدة مزارع حققت نجاحا كبيرا, ولكن هناك وديانا اخري لم تستغل بعد مثل وادي الحواشية بصحراء مدينة رأس غارب وهو الوادي الذي يضم50 الف فدان من الاراضي الرسوبية المنبسطة الصالحة للزراعة مشيرا الي ان هذا الوادي يحتوي علي مخزون جوفي هائل من المياه الجوفية ومنذ سنوات عديد ة مضت تقدم احد اعضاء مجلس الشعب بطلب لوزاررة الزراعة من اجل اتخاذ خطوات فاعلة لاستغلال هذا الوادي ويومها ارسلت الوزارة لجنة موسعة من المتخصصين بمعهد بحوث الصحراء لاستطلاع طبيعة الوادي وتبعتها لجنة اخري وثالثة وسمعنا ان هناك نتائج ايجابية لكن بعدها اختفي كل شيء. وأضاف هناك وادي النخيل بصحراء مدينة القصير ويتربع علي نحو ستة الاف فدان منبسطة علاوة علي وادي الحمامات علي جانبي طريق القصير قفط وتوجد به آبار جوفية وفي مرسي علم يوجد وادي البركة ووادي القويح بمنطقة الحمراوين وهناك وادي ام سعفة جنوب مرسي علم ناهيك عن العديد من الوديان الاخري التي تقع بنطاق الشلاتين وحلايب وابو رماد كل هذه الوديان مازالت غير مستغلة علي الاطلاق لعدم وجود اهتمام من وزارتي الزراعة والري وعدم قيامهما ومعهما المحافظة الي الان بوضع حد قاطع لدي توافر وصلاحية المياه الجوفية الموجودة بتلك الوديان للزراعة ومدي صلاحية قرية الوديان للزراعة ايضا. ويؤكد محمد رفيع احدابناء مدينة رأس غارب ان المدينة في اشد الحاجة لنشاط اقتصادي جديد يستوعب البطالة الموجودة بين شباب المدينة خاصة وان النشاط البترولي الوحيد الموجود بها بات لايستوعب الشباب الذين يتطلعون الي انشطة تنموية جديدة مطالبا بوضع حل لمشكلة وادي الحواشية الذين يحتوي علي اكثر من50 الف فد ان ففي حالة تأكيد صلاحية التربة والمياه الجوفية بهذا الوادي للزراعة فإنه سوف يخلق مجتمعا جديدا ويوفر مئات من فرص العمل ونأمل ان تكون بداية الخطوات الفاعلة تجاه هذا الوادي علي يد اللواء احمد عاصم محافظ البحر الاحمر الجديد من خلال التنسيق مع الوزارات المختصة