رغم الظروف الصعبة والامكانات الضعيفة, تشارك خمس دول افريقية فقيرة بأربعة افلام في الاقسام المختلفة للدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان افلام العالم بمونتريال, التي تختتم بعد غد بالاضافة لمشاركة جنوب افريقيا الاغني نسبيا بفيلمين, وتروي الافلام الافريقية مآسي وقصص معاناة القارة السمراء, فيما عدا فيلم واحد يربط بخبث بين مذابح رواندا وبين الهولوكست المزعوم وكأن اليهود لاقوا علي ايدي الالمان ما لاقاه ابناء قبائل رواندا من مجازر يندي لها جبين البشرية! فيلما جنوب افريقيا روائيان طويلان ويشاركان في قسم نظرة علي سينما العالم.. الأول مليون لون من اخراج بيتر بشاي ويحكي قصة ممثلين صديقين احدهما ابيض والآخر اسود قاما ببطولة الفيلم الشهير شباب إلي الأبد احرار إلي الابد, والذي اخرجه اشلي لازاروس عام1976 عندما كانا مراهقين لكن جاءت الثمانينيات لتفرق بينهما بسبب ظروف الفصل العنصري ونضال شعب جنوب افريقيا ضد حكومة التمييز, وعادت صداقتهما بعد سقوط العنصرية ووصول نلسون مانديلا للحكم عام.1994 والثاني انتاج مشترك مع المانيا وهولندا بعنوان الفراشات السوداء اخراج بولافان در اوست, ويدور حول الشاعرة انجريد جونكر حين كانت شابة في ستينيات القرن الماضي علي خلاف مع والدها, وزير الرقابة في حكومة التمييز العنصري, وتبحث عن دفء الحب.. ورغم علاقتها العاطفية المتعددة, ومنها علاقة شهيرة مع الكاتب جاك كوب, فإنها لاتجد ما تبحث عنه ولاتشعر بالتحقق إلا عندما يقرأ الزعيم نلسون مانديلا احدي قصائدها اثناء القائه أولي خطبه امام برلمان جنوب افريقيا. وفي قسم افلام العالم التسجيلية تعرض غينيا بيساو انتاجا مشتركا مع اسبانيا بعنوان الآلهة الحقيقية لديها عظام90 ق من اخراج ديفيد الفارو وبيلين سانتوس, عن الحياة شديدة الفقر والصعوبة في غينيا بيساو, حيث لاتوجد مستشفيات لائقة للعلاج, مما يستلزم نقل الأطفال اصحاب الحالات الحرجة إلي أوروبا لعلاجهم, والفيلم يستعرض الصعوبات السياسية والبيروقراطية التي تحيط بعمليات النقل, بما فيها اغتيال رئيس الدولة. وفي القسم ذاته, انتاج مشترك اخر بين موزمبيق واسبانيا بعنوان زهور زيوس50 ق من اخراج خوسو لارونبي وديفيد مونكاسي, عن منطقة ريفية نائية في افريقيا يموت فيها كثير من الأهالي بمرض غريب لايجد له احد علاجا. اما الفيلم المثير للريبة والجدل, فهو المنقذون90 ق الذي يعرض في إطار قسم افلام العالم التسجيلية ايضا, من انتاج رواندا وامريكا, واخراج مايكل كينج حيث يعد بكاء جديدا علي اليهود المقهورين بمحاولته الربط بين الهولوكست المزعوم وبين مذابح رواندا الشهيرة, من خلال صداقة مارتن جيلبرت مؤرخ الهولوكوست, وستيفاني نيومبايير, الناشطة ضد المذابح, والتي فقدت100 من اسرتها في مذابح رواندا, علي حد زعمها. وتشترك اوغندا وكينيا في انتاج الفيلم القصير زيبو وصورة السمكة12 ق المشارك في قسم نظرة علي افلام العالم القصيرة, من اخراج زيبورا نياروري والذي يدور حول سعي ابن صياد فقير لانهاء معاناة ابيه مع تاجر السمك الجشع ومعاناة امه مع المرض.