في ظل تزايد مشكلات الانفلات الأمني وفوضي الشوارع انقسم المصريون ما بين مشارك في هذه الفوضي وباحث عن حل لها وهو مايقوم به كثير من المواطنين بجهود فردية الا شباب الاخوان. الذين قاموا بعدة مبادرات لسد حالة الفراغ الأمني حيث بادروا بتنظيم لجان شعبية لتنظيم حركة المرور بالشوارع المهمة بمدينة نصر تحت شعار إيدك في إيدنا ننظم مرورنا, وهم مجموعة من الشباب يرتدون سترة صفراء اللون مكتوبا علي ظهرها جماعة الإخوان المسلمين, ومعها كارت كبير معلق في الرقبة عليه نفس الشعار, ومعهم أقماع مرورية لتحديد أماكن انتظار السيارات, وعصي كهربائية حمراء, كالتي يحملها عساكر المرور ولم تكن هذه المبادرة الأولي من الاخوان حيث شاركوا في تأمين لجان الامتحانات. وقال مواطنون لنا انها مبادرة تستحق الاهتمام ولكن كيف يكون هناك دور متكامل بين منظمات المجتمع المدني والأجهزة الأمنية لعودة الأمن مرة أخري في الشارع؟ وكيف يمكن تفعيل المشاركة المجتمعية في ادارة شئون البلاد؟ ويكاد يجمع الخبراء علي أن السبيل لتفعيل المشاركة الاجتماعية هو أن تكون خالصة وليس لها أهداف سياسية حيث يقول سعيد عبدالحافظ- رئيس مؤسسة الملتقي والحوار- أن منظمات المجتمع المدني من الصعب أن تشارك فعليا في ذلك لأن أعضاءها لا يتعدون50 عضوا, ولكن دورها الأساسي هو أن تقوم بدور الوسيط في المجتمعات المحلية بين المواطن ومؤسسات الدولة بالتوعية والتدريب لمحاولة سد الفراغ الأمني والاقتصادي والسياسي, موضحا أن مبادرات شباب الأخوان تأتي لمحاولات التواصل السياسي خاصة في الدوائر الانتخابية, وتأتي هذه المبادرات كجزء منها خاصة مع غياب شرطة المرور حتي الآن. ويضيف أن تفعيل المشاركة المجتمعية ضروري في الفترة القادمة وعلي منظمات المجتمع المدني ان تشارك فيها لكن بتوفير المناخ المناسب لعملها بتحسين الصورة الذهنية لمنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية الممولة من الخارج, خاصة يعد قيام الثورة واتهامها بالعمالة والخيانة, موضحا أنه في حال تهيئة الظروف المناسبة لعملها ستكون قادرة علي تفعيل المشاركة بمنحها مناخا شرعيا للعمل بجدية. أما تهاني البرتقالي- رئيسة جمعية أحباء مصر- فتري أن مصر تحتاج بالفعل إلي مشاركة فعالة من ابنائها ليعبروا عن حبهم الحقيقي, ويشاركوا بشكل فعال في تنظيم شئون البلاد مع تعاون الجمعيات الخيرية بتعميق فكرة الشراكة المجتمعية, فقبل الثورة كانت الغالبية تفكر بصورة سلبية وكل فرد يهمه شئونه فقط, أما الآن فلابد أن نشارك بعضنا البعض, ولكنها تري أن محاولات الأخوان في الشارع غير معروف الهدف الأساسي منها خاصة مع اقتراب الانتخابات حيث أنها من الممكن ان تكون محاولات للتأثير علي الناخبين. ويعترض رؤساء الأحزاب بشدة علي محاولات الأخوان بالنزول للشارع مؤكدين أن هذه المبادرات يجب ألا تأخذ صيغة حزبية فيقول ممدوح قناوي- رئيس حزب الدستور الحر- أن تشجيع دور المجتمع المدني والجمعيات الأهلية في المشاركة الفعالة وتفعيل دورهم في تنظيم شئون البلاد يختلف عن محاولات الأخوان, حيث من المفترض أن تعمل جنبا إلي جنب مع الدولة لكن ما يحاول أن يفعله الأخوان هو غرس دولة داخل الدولة وهو مرفوض دستوريا وهذه ليست رسالة الأحزاب الحقيقية, موضحا أن تقديم مثل هذه المبادرات يجب أن يكون بدون أي أهداف ولا تأخذ صيغة حزبية وأن يكون ككتائب شبابية أو لجان شعبية كما كان يحدث في وقت الثورة لحماية الممتلكات والأرواح وأن تتميز بطابع وطني بمشاركة الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني. ويوافقه في الرأي أحمد حسن- رئيس الحزب الناصري- قائلا ان هذه محاولات لتعميم الفوضي لأن أغلب الذين يقومون بهذه الادوار ليسوا علي دراية كافية بإدارة الأمور الأمنية وأغلبها اجتهادية قد تساعد علي تعميم الفوضي بالشارع وليس عودة الانضباط, موضحا أن تفعيل المشاركة الاجتماعية يمكن أن يكون في الصناعة أو الرقابة علي الأسواق, اما الجزء الأمني فهو جزء أصيل من دور الشرطة والجهاز الأمني ويجب أن يكون بالتنسيق مع أجهزة الأمن. وحول كيفية تفعيل دور الأفراد اجتماعيا للمشاركة في ادارة شئون البلاد تري الدكتورة سامية خضر- استاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس- إن هذه المبادرة ليست بدعة وتوجد العديد من هذه المبادرات حيث كان يقوم شباب وفتيات بالمشاركة في تنظيم حركة المرور بالاسكندرية لكن لم يسلط عليها الضوء خلال السنوات الماضية, وكانت أخبار رموز النظام السابق وأعوانه هي التي كانت تسيطر علي الأحداث, مؤكدة دور المدرسة في تنمية المشاركة لدي الأطفال منذ الصغر واشراكهم في أنشطة اجتماعية.